- 1 -
- هييييييه .. النقطة نزلت .. يا ولاد ..النقطة نزلت .. يا ولاد...
كنت بالدار استرق السمع لأخي الأكبر ، وهو يستذكر بصوت عال .. كان ينطق كلمات غريبة .. يرددها مراراً .. ثم يكتبها بحروف متشابكة من جهة الشمال .. سمعت صياح العيال .. وميزت صوت ٌاسمعين ٌ الحاد ..
- النقطة نزلت .. يا ولاد . .
نسيت الكلمات الغريبة .. ونسيت أخي الأكبر .. واندفعت إلي الحارة .. كان هناك ، رافعاً ثوبه الوسخ إلي أعلي ، ممسكاً بطرفه بين أسنانه .. وقد بان سرواله الحائل اللون ، المبقع بدم البلهارسيا .. كان سعيداً يتلفت حواليه بسرعة منادياً..
- يا محروس .. يا زينهم .. يا سلامه .. يا عادل .. يا.....
- صحيح يا سماعين ؟ .. النقطة نزلت ؟؟ ..
- آى و وكتاب الله ! .. نزلت النهارده الفجر .. ح تيجي معانا .. ؟
عند الوسعاية .. وأمام دكان عم ابراهيم تجمع العيال وهم يتصايحون ... كنت بينهم حين زجرنا عم ابراهيم فابتعدنا عن دكانه ، ونحن نشتمه بصوت خفيض ، وعندما اكتمل شملنا .. اسمعين ومحروس وزينهم وسلامه ونجيب وسعيد صاح محروس وهو ينظر إلي اسماعين ..
- لسه الواد عادل ما جاش .. ح نستناه ..؟
كان اسمعين أكبرنا ، وهو العقل المدبر دائماً لكل مغامراتنا التي نتلقي عليها الضرب من أمهاتنا وآبائنا ..
- ياللا بينا .. مش ح نستني حد .. لازم أمه حبسته في الدار ..
لم يكن اسمعين يحب ُ عادل ُ كثيراً .. وعادل لم يكن مثلنا .. كانت ملابسه نظيفة دائماً وشعره مفروق من منتصفه ، وكثيراً ما كان اسمعين يضايقه ويصفه " بالبنوته " ويعيره بأن أمه بيضاء وشعرها أصفر وتلبس ملابس ملونه .. وعارية الذراعين دائماً .. وزعم لي ذات يوم هامساً أنه رأى ساقيها .. وأنهما بيضاوان مثل اللبن الحليب ..
انطلقت سيقاننا النحيلة السمراء تنهب الأرض وتخترق الشوارع الواسعة والحوارى الضيقة حتي وصلنا إلي بداية الطريق المترب المؤدى إلي البحر الكبير .. واصلنا الجرى .. نتضاحك ، ونتشاتم .. آثار أقدامنا الصغيرة الحافية علي التراب الناعم غير واضحة تماماً والبحر الكبير ما زال بعيداً .. بعيداً
حاذيت اسمعاعين ، وسألته وأنا ألهث :
- اسما.. عين ... أنت .. شفت ال ...النق...طه ؟
- أيـــــــوه .. شفتها ..
- هي هيه ....شكل .... لها ... ايه ..؟ ؟
هدأ اسماعين من سرعته قليلاً وبدأ يشرح لي سعيداً بعلمه ..
- هي نقطة صغيرة قد حباية السبحه .. لونها أخضر .. بتنزل من السما .. بتنزل في البحر الكبير كل سنة .. وأول ما تنزل .. المية تفور وتتعكر ، والبحر يزيد .. ويطلع ع الشط .. عارف .. دى لو نزلت علي الزرع ..؟ تحرقه ..
الشمس تلسع وجوهنا السمراء ، والتراب المشتعل يلهب أقدامنا الصغيرة .. والبحر الكبير ما زال بعيداً .. والبلد أصبحت خلفنا بمسافة.. اختفت بيوتها الطينية الواطئة بين أحضان الكافور والصفصاف .. تراجع نجيب وسلامه وسعيد
- 2 -
عند البحر الكبير ، كانت الشمس أقل حدة ، والهواء أكثر رقة وعلي الشط قعدنا .. تدلت سيقاننا تلعب في المياه العكرة فازدادت عكارتها .. واسمعين يتكلم بسعاده وسرعة ..
- السنة اللي فاتت .. لما النقطه نزلت ... خدت أبو نعيمه
- خدته ازاى .. ؟
- آ ه ... ماهو البحر لما يزيد .. الجنيّات بتسكن فيه .. أبو نعيمه كان عوّام .. الجنّيه هى اللى شدته ...
وتكلم اسمعين كثيراً عن الجنيّات وعن عم طلبه الذي تزوج جنيه عشقته وظلت تطارده حتي تزوجها وأنجب منها ثلاثة أولاد كان الواحد منهم نصف جنّى ونصف إنسى .. وعن الحاجة طاهره والجنيّه التي كانت تضع لها بريزة فضه كل يوم تحت المخدة لأنها كانت امرأة طيبة وفقيرة .. ولكنها منعت عنها البريزة لما باحت بالسر ..
كان اسمعين فرحان وهو يتكلم عن أشياء كثيرة لا نعرفها ... وفجأة صاح ..
- ياللا نستحمي يا اولاد .. ؟؟
لمعت عيناه وانتفض واقفاً .. خلع جلبابه الوسخ وسرواله المبقع بدم البلهارسيا ورماهما علي الشط وهو يشجعنا أن نفعل مثله .. جرئ كعادته .. وأنا أخاف من جرأته التي كثيراً ما سببت لنا المتاعب مع آبائنا وأمهاتنا ، ومع الآخرين .. لكننا مع كل ذلك لم نكن نقدر علي مخالفته ..
أكد لنا أنه يعوم أحسن من أبو نعيمه ، وانه يقدر أن " يعدِّى " البحر " غطسان " ويقدر أيضاً ان " يعديه " عائماً علي ظهره
- بلاش يا سمعين ... بلاش احسن الِجنيّه تشدنا ..
- يا جدع ما تبقاش خوّاف .. يلا يا ولاد ..
أنا أخاف من الجنيّات ، وأخاف من المقابر والظلام .. وأخاف من البلهارسيا .. تراجع اسمعين للوراء خطوات قليلة ثم اندفع إلي البحر الكبير فتطاير الرذاذ حول جسده النحيل
أخذ اسمعين يضرب الماء بذراعيه الصغيرتين ورجله حتي وصل إلى منتصف البحر تقريباً ونحن نتعجب من جرأته دار حول نفسه ، وبدأ يعود نحو الشط ، وجسده الأسمر يلمع تحت الشمس .. اقترب من الشط ونادى ..
- ياللا يا ولاد .. دي الميه حلوة قوى ..
تشجع محروس وزينهم ، فخلعا ملابسهما ، وبحذر انحدرا في الماء وظلا قرب الشط .. انضم إليهما اسمعين .. أخذوا يتضاحكون ويرش بعضهم بعضاً بالماء العكر .. وهم ينادوننى كي أنزل ، لكني خفت البحر والجنيّه والبلهارسيا فلم أنزل ..
- تقدروا تعدوا البحر .. ؟
- لا يا عم ... نغرق ..
شتمهم اسمعين .. وتركهم علي الشط مبتعداً عنهم ، أخذ يغطس ويقبّ ويضحك .. يغطس ويقبّ ويغطس .. غطس اسمعين .. وغاب ونحن نضحك معجبين به .. وننتظر أن يقبّ لكنه لم يفعل .. طال انتظارنا .. ولم يقبّ اسمعين .. ناديناه .. لم يرد .. ولم يقبّ .. خرج العيال من البحر .. أجسامهم ترتعش .. خوفاً .. برداً .. لا أدرى .. صرخنا معاً ننادي " اسماعين .. اسماعين .. " .. مشينا علي الشط يميناً وشمالاً .. نصرخ واسمعين لا يرد .. ولا يقبّ ..
- 3 –
قرص الشمس الأصفر يوشك أن يغوص في البحر الكبير والشط مزدحم بالناس ، والصراخ والحزن .. رجال يقفزون في البحر .. يغطسون طويلاً لكنهم دائماً يخرجون من البحر وليس معهم اسماعين .. لمحت أم اسمعين وهي ترفع جلبابه في اتجاه البحر وتنادي اسمعين والدموع تبلل وجهها اختلطت الأصوات ودارت بى الأرض وشجرة الجميز علي الشط توشك أن تسقط علي رأسى ...
-4-
في الليل رأيت اسمعين .. عارياً كان .. ومياه البحر الكبير تغمره حتي سرته .. كان يمد ذراعيه نحوى .. وهو يبتسم ابتسامته الجميلة .. يشير إليّ أن أتبعه إلي البر الثاني حيث جناين البرتقال ، وأشجار العطران والزعفران .. وأنا خائف علي اسمعين من الجنيّات .. واسمعين يبتسم .. وجسده الصغير يلمع في ضوء القمر الفضى الكبير .. والقمر يسقط في البحر الكبير .. وأنا أنادي " اسمعين .. اسمااااعين .. الجنيّه .. اسماعين .. اسما..." وغاب اسمعين وسط الضباب والماء والسحاب ... شعرت بيدٍ تربت علي ظهرى .. فتحت عيني في خوف .. رأيت أمى تضمنى وتتمتم بكلمات غير مفهومة ، وتمسح عرقاً غزيراً يسيل علي جبهتى وصدغى .. وتمد لى يدها بكوب من الماء ....
-5-
عندما تنزل النقطة في العام القادم ,, سوف أذهب إلي البحر الكبير .. عند شجرة الجميز .. وأقف علي الشط أنتظر أن يقبّ اسماعين لنعود معاً ..
- هييييييه .. النقطة نزلت .. يا ولاد ..النقطة نزلت .. يا ولاد...
كنت بالدار استرق السمع لأخي الأكبر ، وهو يستذكر بصوت عال .. كان ينطق كلمات غريبة .. يرددها مراراً .. ثم يكتبها بحروف متشابكة من جهة الشمال .. سمعت صياح العيال .. وميزت صوت ٌاسمعين ٌ الحاد ..
- النقطة نزلت .. يا ولاد . .
نسيت الكلمات الغريبة .. ونسيت أخي الأكبر .. واندفعت إلي الحارة .. كان هناك ، رافعاً ثوبه الوسخ إلي أعلي ، ممسكاً بطرفه بين أسنانه .. وقد بان سرواله الحائل اللون ، المبقع بدم البلهارسيا .. كان سعيداً يتلفت حواليه بسرعة منادياً..
- يا محروس .. يا زينهم .. يا سلامه .. يا عادل .. يا.....
- صحيح يا سماعين ؟ .. النقطة نزلت ؟؟ ..
- آى و وكتاب الله ! .. نزلت النهارده الفجر .. ح تيجي معانا .. ؟
عند الوسعاية .. وأمام دكان عم ابراهيم تجمع العيال وهم يتصايحون ... كنت بينهم حين زجرنا عم ابراهيم فابتعدنا عن دكانه ، ونحن نشتمه بصوت خفيض ، وعندما اكتمل شملنا .. اسمعين ومحروس وزينهم وسلامه ونجيب وسعيد صاح محروس وهو ينظر إلي اسماعين ..
- لسه الواد عادل ما جاش .. ح نستناه ..؟
كان اسمعين أكبرنا ، وهو العقل المدبر دائماً لكل مغامراتنا التي نتلقي عليها الضرب من أمهاتنا وآبائنا ..
- ياللا بينا .. مش ح نستني حد .. لازم أمه حبسته في الدار ..
لم يكن اسمعين يحب ُ عادل ُ كثيراً .. وعادل لم يكن مثلنا .. كانت ملابسه نظيفة دائماً وشعره مفروق من منتصفه ، وكثيراً ما كان اسمعين يضايقه ويصفه " بالبنوته " ويعيره بأن أمه بيضاء وشعرها أصفر وتلبس ملابس ملونه .. وعارية الذراعين دائماً .. وزعم لي ذات يوم هامساً أنه رأى ساقيها .. وأنهما بيضاوان مثل اللبن الحليب ..
انطلقت سيقاننا النحيلة السمراء تنهب الأرض وتخترق الشوارع الواسعة والحوارى الضيقة حتي وصلنا إلي بداية الطريق المترب المؤدى إلي البحر الكبير .. واصلنا الجرى .. نتضاحك ، ونتشاتم .. آثار أقدامنا الصغيرة الحافية علي التراب الناعم غير واضحة تماماً والبحر الكبير ما زال بعيداً .. بعيداً
حاذيت اسمعاعين ، وسألته وأنا ألهث :
- اسما.. عين ... أنت .. شفت ال ...النق...طه ؟
- أيـــــــوه .. شفتها ..
- هي هيه ....شكل .... لها ... ايه ..؟ ؟
هدأ اسماعين من سرعته قليلاً وبدأ يشرح لي سعيداً بعلمه ..
- هي نقطة صغيرة قد حباية السبحه .. لونها أخضر .. بتنزل من السما .. بتنزل في البحر الكبير كل سنة .. وأول ما تنزل .. المية تفور وتتعكر ، والبحر يزيد .. ويطلع ع الشط .. عارف .. دى لو نزلت علي الزرع ..؟ تحرقه ..
الشمس تلسع وجوهنا السمراء ، والتراب المشتعل يلهب أقدامنا الصغيرة .. والبحر الكبير ما زال بعيداً .. والبلد أصبحت خلفنا بمسافة.. اختفت بيوتها الطينية الواطئة بين أحضان الكافور والصفصاف .. تراجع نجيب وسلامه وسعيد
- 2 -
عند البحر الكبير ، كانت الشمس أقل حدة ، والهواء أكثر رقة وعلي الشط قعدنا .. تدلت سيقاننا تلعب في المياه العكرة فازدادت عكارتها .. واسمعين يتكلم بسعاده وسرعة ..
- السنة اللي فاتت .. لما النقطه نزلت ... خدت أبو نعيمه
- خدته ازاى .. ؟
- آ ه ... ماهو البحر لما يزيد .. الجنيّات بتسكن فيه .. أبو نعيمه كان عوّام .. الجنّيه هى اللى شدته ...
وتكلم اسمعين كثيراً عن الجنيّات وعن عم طلبه الذي تزوج جنيه عشقته وظلت تطارده حتي تزوجها وأنجب منها ثلاثة أولاد كان الواحد منهم نصف جنّى ونصف إنسى .. وعن الحاجة طاهره والجنيّه التي كانت تضع لها بريزة فضه كل يوم تحت المخدة لأنها كانت امرأة طيبة وفقيرة .. ولكنها منعت عنها البريزة لما باحت بالسر ..
كان اسمعين فرحان وهو يتكلم عن أشياء كثيرة لا نعرفها ... وفجأة صاح ..
- ياللا نستحمي يا اولاد .. ؟؟
لمعت عيناه وانتفض واقفاً .. خلع جلبابه الوسخ وسرواله المبقع بدم البلهارسيا ورماهما علي الشط وهو يشجعنا أن نفعل مثله .. جرئ كعادته .. وأنا أخاف من جرأته التي كثيراً ما سببت لنا المتاعب مع آبائنا وأمهاتنا ، ومع الآخرين .. لكننا مع كل ذلك لم نكن نقدر علي مخالفته ..
أكد لنا أنه يعوم أحسن من أبو نعيمه ، وانه يقدر أن " يعدِّى " البحر " غطسان " ويقدر أيضاً ان " يعديه " عائماً علي ظهره
- بلاش يا سمعين ... بلاش احسن الِجنيّه تشدنا ..
- يا جدع ما تبقاش خوّاف .. يلا يا ولاد ..
أنا أخاف من الجنيّات ، وأخاف من المقابر والظلام .. وأخاف من البلهارسيا .. تراجع اسمعين للوراء خطوات قليلة ثم اندفع إلي البحر الكبير فتطاير الرذاذ حول جسده النحيل
أخذ اسمعين يضرب الماء بذراعيه الصغيرتين ورجله حتي وصل إلى منتصف البحر تقريباً ونحن نتعجب من جرأته دار حول نفسه ، وبدأ يعود نحو الشط ، وجسده الأسمر يلمع تحت الشمس .. اقترب من الشط ونادى ..
- ياللا يا ولاد .. دي الميه حلوة قوى ..
تشجع محروس وزينهم ، فخلعا ملابسهما ، وبحذر انحدرا في الماء وظلا قرب الشط .. انضم إليهما اسمعين .. أخذوا يتضاحكون ويرش بعضهم بعضاً بالماء العكر .. وهم ينادوننى كي أنزل ، لكني خفت البحر والجنيّه والبلهارسيا فلم أنزل ..
- تقدروا تعدوا البحر .. ؟
- لا يا عم ... نغرق ..
شتمهم اسمعين .. وتركهم علي الشط مبتعداً عنهم ، أخذ يغطس ويقبّ ويضحك .. يغطس ويقبّ ويغطس .. غطس اسمعين .. وغاب ونحن نضحك معجبين به .. وننتظر أن يقبّ لكنه لم يفعل .. طال انتظارنا .. ولم يقبّ اسمعين .. ناديناه .. لم يرد .. ولم يقبّ .. خرج العيال من البحر .. أجسامهم ترتعش .. خوفاً .. برداً .. لا أدرى .. صرخنا معاً ننادي " اسماعين .. اسماعين .. " .. مشينا علي الشط يميناً وشمالاً .. نصرخ واسمعين لا يرد .. ولا يقبّ ..
- 3 –
قرص الشمس الأصفر يوشك أن يغوص في البحر الكبير والشط مزدحم بالناس ، والصراخ والحزن .. رجال يقفزون في البحر .. يغطسون طويلاً لكنهم دائماً يخرجون من البحر وليس معهم اسماعين .. لمحت أم اسمعين وهي ترفع جلبابه في اتجاه البحر وتنادي اسمعين والدموع تبلل وجهها اختلطت الأصوات ودارت بى الأرض وشجرة الجميز علي الشط توشك أن تسقط علي رأسى ...
-4-
في الليل رأيت اسمعين .. عارياً كان .. ومياه البحر الكبير تغمره حتي سرته .. كان يمد ذراعيه نحوى .. وهو يبتسم ابتسامته الجميلة .. يشير إليّ أن أتبعه إلي البر الثاني حيث جناين البرتقال ، وأشجار العطران والزعفران .. وأنا خائف علي اسمعين من الجنيّات .. واسمعين يبتسم .. وجسده الصغير يلمع في ضوء القمر الفضى الكبير .. والقمر يسقط في البحر الكبير .. وأنا أنادي " اسمعين .. اسمااااعين .. الجنيّه .. اسماعين .. اسما..." وغاب اسمعين وسط الضباب والماء والسحاب ... شعرت بيدٍ تربت علي ظهرى .. فتحت عيني في خوف .. رأيت أمى تضمنى وتتمتم بكلمات غير مفهومة ، وتمسح عرقاً غزيراً يسيل علي جبهتى وصدغى .. وتمد لى يدها بكوب من الماء ....
-5-
عندما تنزل النقطة في العام القادم ,, سوف أذهب إلي البحر الكبير .. عند شجرة الجميز .. وأقف علي الشط أنتظر أن يقبّ اسماعين لنعود معاً ..