محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - تأخرت لدقائق...

تأخرت لدقائق
هناك
الباعة ينشدون اُغنيات السلع
الشمس تشوي الجروح والمخاوف
دخان الحرب
يخنق الأيام
العرق الحامض للعابرين يفوح باسماء بيوت مهجورة
واُخرى اختبئت في ألبوم صور
انا اقف
قُرب كبينة مبيعات صغيرة
اسأل الشمس، والمتسولين، وحراس البنك الوطني
هل تبقت فُسحة لدهشة ؟
صديق ما مات، كان خارجاً يبحث عن ارز
لأجل كم حبة أرز
نال الرصاصة
احداهن كانت بحاجة الى الحب
كيف انتهت اسفل القصف
كانت تعشق القهوة ودرويش والنوافذ الخشبية
كُنت اُفكر
كم خمس دقائق في الحرب
كم مضى على الحرب
عشرة الالاف خمس دقائق مثلاً
كم خمس دقائق ستمر حتى تنتهي
في لقاءآت الحب
تصبح مدة الانتظار توقيت جديد
وفسحة القهوة
ازمنة نخفيها في الجيوب الخلفية لليل
وصلت رأيتها من البعيد
هكذا رُحت اُفكر
تُفكر الحرب ايضاً، الحب يستفز الحرب دائماـ
هناك رُصاصة مشاغبة تجلس كمخبر شرير خلف مقعد خشبي في الحديقة قرب عشاقين
يتبادلان القُبلة الاخيرة
في كتاب ما قرأت عن امرأة عادت من موعد ملطخة بالقهوة وعلى خدها زهرة نمت من قُبلة مسروقة من أعين سَحت قليلاً
جلست تنتظر الهاتف
الصوت الذي يخبرها كم تفتقدها القهوة
لكن الحرب نشبت
لم يرن.الهاتف
رنت الطائرات
جلسنا في المقهى
اخبرتني أنها كُسرت، وان في قلبها ورم حاد، احدثه احدهم
شعر الشاعر مني بمتعة
ما اشهى من امرأة حزينة ؟
الحزن يجعل المرأة اشهى، يجعل الرجل قاتل حسن السمعة
قالت أن القهوة باردة
قلت للأسف
لم اقل لها انتِ فقط اسخن مما يجب
اترانا نصلح للحب الآن ؟
اسأل
افتقد زمن ما، كانت فيه المواعيد خضراء، والليل يميل الى لون حزنك قليلاً
الصحف الصفراء الورق، اغنيات ابوالسيد، تاكسي امدرمان القديمة، تجاعيد باعة فول مدمس، اغنيات الحوت في المركبات العامة، الجارة التي تجاورني المقعد، كأس العرقي في المساء
اشياء تبدو وكأنها حدثت في زمان آخر
انظري كيف تفتت الحرب الوقت لذرات من الرمل
اتفتقدها تسألني لتعري امرأة قبلها؟
هناك اسفل حاجبك تعويذة اعتذار، شامة تبدو كطفلة حزينة لأنها لم تبلغ بعد فمي
انا اشتهيكِ ؟
ربما نحن المصابون بسكتات ورقية
هشين أكثر من السلام
لهذا نحن نقيس النساء بحجم ما طالت معهن فسحة القهوة
اذن ساطلب برميل قالت ممازحة
قلت انتِ بحراً من القهوة اقول مغازلاً
ثمة شامات اخرى ينبقي أن تراها
غُرف في الروح لم تُفتح مخافة اللصوص، ثمة مواعيد ستخرج عارية بعد انقضاء الطلقات
لا تطلقي وعود في الحرب قلت
في الحرب وحدها يمكن أن تتخذ الوعود معنى، ربما لتذكرنا بأهمية النجاة
بأن قهوة ما
في مساء ممطر ينبقي أن تُرتشف
قهوة ما
اشترت فستانها منذ الآن، وجلست تتمرن على الطريقة النموذجية للتقبيل
قهوة ما
سترفرف كالانتصار
#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...