"كلّ شيء ليس إلاّ لعبة من كلمات"
في مقالة عميقة ولمّاحة منشورة عام 2010، (عرضناها بأتّمها على هذه الصفحة قبل يومين) تناولت رواية كيليطو "أنبئوني بالرؤيا"، أوردت الكاتبة والروائية ثوريا أولهري إشارات عديدة رسمت، من خلالها، صورة لهذا الأديب المرموق..
جمّعنا أجزاء هذه الصورة في الشذرات الآتية: (من ترجمتي)
ــ "نصوص كيليطو المزدحمة بإحالات نصيّة مضمرة تتركني غالبا متحيّرة"؛
ــ "كيليطو، وبمكر نادر وذكاء ساحر، يبحث على الإيقاع بالقارئ، على تقويض استقراره، على مجاوزته لحدوده، على تحريضه على التّفكير، على الفعل، على السّعي إلى الفهم. هذه اللعبة توضّح العمل الدّقيق غاية الدقّة والمحكم، ذ الحذق اللاّفت للنّظر في التّالبف، في الاختيار الدال لأصغر كلمة اقتضاها الكاتب"؛
ــ "طمس الحدود وتشويشهاـ تخطّي التّخوم، تجاوز النّواهي؛ هذه، كما يبدو، الغايات الأدبية لكيليطو"؛
ــ "إنّ القارئ، مع كيليطو، يدرك أنّ القيام بالتّأويل هو أن يكون دوما في مخاطرة. التّوريط ، هذه التقنية المألوفة لدى الكاتب، تخلق أثر مرآة مقعّرة ، عوض أن تقود نحو المعنى، تساهم في رجّ القارئ وزعزعته"؛
ــ "يمتلك نص كيليطو هذه "الخاصية النّادرة": أن يثير شهيّة الكتابة!"؛
ــ "الكاتب يوحي مرارا بأنّ الأمر يتعلّق بحلّ ألغاز، بتفكيك المكائد الأدبية المدبّرة من قبله"؛
ــ "كيليطو، وعلى غرار سفنكس، يطرح لغزا على القارئ وينبّهه أنّه سيقتله إن لم يكشف المعنى المناسب للنص. لكن، أهناك معنى مناسب؟"؛
ــ "لعبة كيليطو هي بصدد الأدب، بصدد الكتابة، بصدد القراءة... عديد من مظاهر الخلق الأدبي يتمّ التعرّض لها"؛
ــ "الضّيق الذي يستشعره القارئ أمام عجزه عن تحديد وبدقة هوية الشخصيات هو أمر مقصود من قبل الكاتب بغرض أن يحثّه على القراءة، على التّأويل، بالاعتماد على نفسه، على تجنّب السّهولة التي تقتضي تفسير تخييل بتخييل آخر أي بالسيرة الذاتية!"؛
ــ "موضوعة القرين أو الصّنو double الموجودة في كلّ مكان، تفاقم الانزعاج"؛
ــ "أن تؤوّل يستلزم أن تورّط نفسك بشكل كلّي"؛
ــ "التماس المعنى عسير، جدليّ، ساحر حتّى، غير أنّ اكتشافه هو تألّق وارتجاج"؛
ــ "إنّ بناء المعنى هو الآخر عمل طويل ومتعب"؛
ــ "تكمن المتعة في المعالجة التحليلية (لأنّها هي التي تنتج النص) أكثر ممّا تكمن في حلّ اللّغز"؛
ــ "كيليطو يلعب مع قارئ، يتعمّد تضليله وإغواءه بكلّ رويّة"؛
ــ "سنخطئ إذا اعتقدنا العثور على سرّ الحكاية لأنّ المعنى يظلّ مطروحا للكشف، في مكان آخر، في نصوص أخرى. كلّ العمل موضوع تحت علامة مسرحة للعمليات الفكرية التي كرّس الكاتب نفسه لها لكي "يجلي" (بمعنى يستعرض) ذكاء لا يقرّ له قرار، يستخفّ بالمكان والزّمان، يتحرّك برشاقة عجيبة في صلب عالم الأفكار. على هذا المنوال، يكتشف قارئ كيليطو أنّ الأمر لا يتعلّق، بالنسبة إليه أيضا، بأن يصل، ولكن بأن يعالج ويحلّل الحيل الأدبيةالموظّفة من قبل الكاتب لصنع أو صوغ المتعة الموهوبة للذي أوالتي يقرأ وتقرأ"؛
ــ "من النّادر أن نقرأ عند كيليطو إحالات على زهور، على عطور، على أطعمة، على ألوان أوعلى وصف "حسّي" لأيّ شيء مادي. كلّ شيء يتمّ لديه من خلال الكتب. كتاباته تلغط بأصوات أدبية، شخصياته المنزوية في فضاء ضيّق تكتفي بخرجات خفيّة قبل أن تعود بسرعة إلى فضائها الحميمي. نصوصه تنسج وتحوك، من عمل لآخر ومهما كان النّوع الذي تنتمي إليه، قماشة لا تني تتّسع كلّما ظهر كتاب جديد"؛
ــ "عمله، في جملته، يوحي بتماسك كبير، سواء تعلّق الأمر بغنى الموضوعات المعالجة أو بتنوّع الأشكال الموظّفة"..."
Le Magazine Littéraire du Maroc, N°5, Automne 2010, p: 34 - 37
في مقالة عميقة ولمّاحة منشورة عام 2010، (عرضناها بأتّمها على هذه الصفحة قبل يومين) تناولت رواية كيليطو "أنبئوني بالرؤيا"، أوردت الكاتبة والروائية ثوريا أولهري إشارات عديدة رسمت، من خلالها، صورة لهذا الأديب المرموق..
جمّعنا أجزاء هذه الصورة في الشذرات الآتية: (من ترجمتي)
ــ "نصوص كيليطو المزدحمة بإحالات نصيّة مضمرة تتركني غالبا متحيّرة"؛
ــ "كيليطو، وبمكر نادر وذكاء ساحر، يبحث على الإيقاع بالقارئ، على تقويض استقراره، على مجاوزته لحدوده، على تحريضه على التّفكير، على الفعل، على السّعي إلى الفهم. هذه اللعبة توضّح العمل الدّقيق غاية الدقّة والمحكم، ذ الحذق اللاّفت للنّظر في التّالبف، في الاختيار الدال لأصغر كلمة اقتضاها الكاتب"؛
ــ "طمس الحدود وتشويشهاـ تخطّي التّخوم، تجاوز النّواهي؛ هذه، كما يبدو، الغايات الأدبية لكيليطو"؛
ــ "إنّ القارئ، مع كيليطو، يدرك أنّ القيام بالتّأويل هو أن يكون دوما في مخاطرة. التّوريط ، هذه التقنية المألوفة لدى الكاتب، تخلق أثر مرآة مقعّرة ، عوض أن تقود نحو المعنى، تساهم في رجّ القارئ وزعزعته"؛
ــ "يمتلك نص كيليطو هذه "الخاصية النّادرة": أن يثير شهيّة الكتابة!"؛
ــ "الكاتب يوحي مرارا بأنّ الأمر يتعلّق بحلّ ألغاز، بتفكيك المكائد الأدبية المدبّرة من قبله"؛
ــ "كيليطو، وعلى غرار سفنكس، يطرح لغزا على القارئ وينبّهه أنّه سيقتله إن لم يكشف المعنى المناسب للنص. لكن، أهناك معنى مناسب؟"؛
ــ "لعبة كيليطو هي بصدد الأدب، بصدد الكتابة، بصدد القراءة... عديد من مظاهر الخلق الأدبي يتمّ التعرّض لها"؛
ــ "الضّيق الذي يستشعره القارئ أمام عجزه عن تحديد وبدقة هوية الشخصيات هو أمر مقصود من قبل الكاتب بغرض أن يحثّه على القراءة، على التّأويل، بالاعتماد على نفسه، على تجنّب السّهولة التي تقتضي تفسير تخييل بتخييل آخر أي بالسيرة الذاتية!"؛
ــ "موضوعة القرين أو الصّنو double الموجودة في كلّ مكان، تفاقم الانزعاج"؛
ــ "أن تؤوّل يستلزم أن تورّط نفسك بشكل كلّي"؛
ــ "التماس المعنى عسير، جدليّ، ساحر حتّى، غير أنّ اكتشافه هو تألّق وارتجاج"؛
ــ "إنّ بناء المعنى هو الآخر عمل طويل ومتعب"؛
ــ "تكمن المتعة في المعالجة التحليلية (لأنّها هي التي تنتج النص) أكثر ممّا تكمن في حلّ اللّغز"؛
ــ "كيليطو يلعب مع قارئ، يتعمّد تضليله وإغواءه بكلّ رويّة"؛
ــ "سنخطئ إذا اعتقدنا العثور على سرّ الحكاية لأنّ المعنى يظلّ مطروحا للكشف، في مكان آخر، في نصوص أخرى. كلّ العمل موضوع تحت علامة مسرحة للعمليات الفكرية التي كرّس الكاتب نفسه لها لكي "يجلي" (بمعنى يستعرض) ذكاء لا يقرّ له قرار، يستخفّ بالمكان والزّمان، يتحرّك برشاقة عجيبة في صلب عالم الأفكار. على هذا المنوال، يكتشف قارئ كيليطو أنّ الأمر لا يتعلّق، بالنسبة إليه أيضا، بأن يصل، ولكن بأن يعالج ويحلّل الحيل الأدبيةالموظّفة من قبل الكاتب لصنع أو صوغ المتعة الموهوبة للذي أوالتي يقرأ وتقرأ"؛
ــ "من النّادر أن نقرأ عند كيليطو إحالات على زهور، على عطور، على أطعمة، على ألوان أوعلى وصف "حسّي" لأيّ شيء مادي. كلّ شيء يتمّ لديه من خلال الكتب. كتاباته تلغط بأصوات أدبية، شخصياته المنزوية في فضاء ضيّق تكتفي بخرجات خفيّة قبل أن تعود بسرعة إلى فضائها الحميمي. نصوصه تنسج وتحوك، من عمل لآخر ومهما كان النّوع الذي تنتمي إليه، قماشة لا تني تتّسع كلّما ظهر كتاب جديد"؛
ــ "عمله، في جملته، يوحي بتماسك كبير، سواء تعلّق الأمر بغنى الموضوعات المعالجة أو بتنوّع الأشكال الموظّفة"..."
Le Magazine Littéraire du Maroc, N°5, Automne 2010, p: 34 - 37