- ما الذي ذكّركِ بيّ؟!
سألها بعد أن رآها تقترب منه لتميل عليه بجسدها كله على مرأى ومسمع الآخرين بينما تركتْ أصابعها تتسللُ ببطءٍ نحو هامته المتيبسة حتى سرتْ قشعريرة في كامل جسده الطويل، فارتعش بقوةٍ ولذةٍ تاركًا إياها تعبثُ به وتدندن قائلة:
- ومَنْ غيره .. إنه الحب الذي سرى بداخلي منذ تفتّح ربيعكَ الأول بيّ، فولّد لك شوقًا عظيمًا لم أتمكن من إخفائه!
نظرة زهو استقرت في عينيه الناعستين، سألها: لِمَ أنا من بين الجميع وقد ظنّنت لوهلة أنكِ ستختارين ذلك الشامخ المدلل المطلة أرضه على النهر؟!
كم كنتَ ساذجًا لتخطر هذه الفكرة داخل هامتك الجميلة؟!
لا تدعْ افكاركَ تفسد علينا أوقاتنا. لا تسمحْ للأوهام تشاركنا لحظات ربما لن يجود بها الزمن ثانية!
كلماتها كانت كخيوط من حرير التفتْ نحوه فلم يأتِ بأي حركة ..
اقتربتْ منه وكأن تيارًا كهربائيًا دون إرادة منها يدفعها لفعل ذلك، فقالت بصوتٍ يشبه الهمس: اختياري لكَ كان قدريًا .. حركته يد حب كبير وساعات انتظار طويلة جعلتني أدير عنقي نحوك بينما تناسيتُ الآخرين من حولي كأن هذا الكون لم يُخلق إلا لأجلي ..
اقتربْ مني ودعْ المسافة بيننا تصبح صفرًا حينها ستدركَ حجم لهفتي وتستشعر أنفاسي التي ادخرتها لكَ من مواسم كثيرة .. حينذاك ستعرف أن الماء الذي روى أعماقكَ وسقى أرضك هو ذاته مَنْ رواني وأن الهواء المحيط بنا ما هو إلا خليط أنفاسنا حتى أنني لم أعد أقاوم عبقك الذي ملأ المكان بعد أن تعبأ منه قلبي لتفيض روحي في الملكوت!
مالتْ بجسدها حتى تشابك سعفهما ليرسم مظلة أفياء للشجرة التي تحتهما، فقالت بصوت يملؤه دفء لذيذ:
انظرْ إلى كل الذكور المحاطين بيّ .. بعضهم أطول منكَ وبعضهم أقوى وبعضهم ما زال فتيًا يانعًا .. لكن ظلالي أبتْ إلا أن تُلقى عليك .. أبتْ إلا أن تتحد معك لنرسم لوحة لموسم جديد ..
ألا تخشينَ أحدًا من هؤلاء؟! ..
سألها وأشار بإحدى السعفات إلى الجمع الغفير المتطلع نحوهم.
ومتى كان العشق مدعاة للخوف في شريعتنا؟ هل تظن أن عشرتي للبشر ستجعلني مثلهم أخاف البوح بما في نفسي مثل تلك البائسة التي تجلس تحتنا والتي تظن أن الحب ابن الصمت وأن رسائل صباحية ترسلها لمن تحب ستكون كافية ليدرك ما في قلبها من وجد!..
غبية حقًا لو ظنت ذلك!
تمتم بهذه العبارة وهو يحني هامته حيث الأرض .. لكن حبيبته شغلته من جديد حينما قالت بصوت تغيرت نبرته فجأة:
ليعلم الجميع أنك قبلتي الوحيدة التي منها أناجي الرَّب وأصلي له كي أتناسل منك وتتدلى ثمارك فيّ وتتجدد كل موسم.
تعال لنتطلع معًا نحو السماء ولنخبر تلك النجوم أن الأرض ما زالت عامرة بالحب ..
آه يا ذَكَري الوحيد ماذا ستفعل لو أن قوة جبارة تدفعني إليك؟ بل ماذا ستقول حينما تعلم أن عشقي لكَ لم يعد جسدي يسعه فتسرب نحو تلك الطيور التي لم تنقطع عن الغناء .. هل تسمع شدو المطر؟ إنه يعزف سيمفونية الخلود التي بعد أن أصغيتُ إليها .. لن أخشى الموت .. لن أخاف العدم!
استدار الذكر نحو الأنثى العاشقة ليضع جبينه على جبينها قائلًا: عديني حبيبتي أن تكوني معي في كل المواسم .. عديني أن نستقبل ونحن معًا شروق الشمس وعند غروبها ترتمين في أحضاني ليمر الليل دون وحشة ودون ترقب لما يحدث في الغد. كوني لقلبي نور الله الذي يُمحي به كل ألم!
فقالت وهي تستمع لزقزقة العصافير من مكان قريب:
تعال عانقني لنرقص معًا بينما جذورنا تمتد عميقًا في أرضٍ واحدة .. هناك ، سنمنحُ الروحَ للأيامِ القادمة لنعلن انتصار الطبيعة فينا وديمومتها .
انحنى الحبيبان حتى تشابكت أذرعهما ليغفوا .. فثمة أحلام تنتظرهما على الجانب الآخر ..
سألها بعد أن رآها تقترب منه لتميل عليه بجسدها كله على مرأى ومسمع الآخرين بينما تركتْ أصابعها تتسللُ ببطءٍ نحو هامته المتيبسة حتى سرتْ قشعريرة في كامل جسده الطويل، فارتعش بقوةٍ ولذةٍ تاركًا إياها تعبثُ به وتدندن قائلة:
- ومَنْ غيره .. إنه الحب الذي سرى بداخلي منذ تفتّح ربيعكَ الأول بيّ، فولّد لك شوقًا عظيمًا لم أتمكن من إخفائه!
نظرة زهو استقرت في عينيه الناعستين، سألها: لِمَ أنا من بين الجميع وقد ظنّنت لوهلة أنكِ ستختارين ذلك الشامخ المدلل المطلة أرضه على النهر؟!
كم كنتَ ساذجًا لتخطر هذه الفكرة داخل هامتك الجميلة؟!
لا تدعْ افكاركَ تفسد علينا أوقاتنا. لا تسمحْ للأوهام تشاركنا لحظات ربما لن يجود بها الزمن ثانية!
كلماتها كانت كخيوط من حرير التفتْ نحوه فلم يأتِ بأي حركة ..
اقتربتْ منه وكأن تيارًا كهربائيًا دون إرادة منها يدفعها لفعل ذلك، فقالت بصوتٍ يشبه الهمس: اختياري لكَ كان قدريًا .. حركته يد حب كبير وساعات انتظار طويلة جعلتني أدير عنقي نحوك بينما تناسيتُ الآخرين من حولي كأن هذا الكون لم يُخلق إلا لأجلي ..
اقتربْ مني ودعْ المسافة بيننا تصبح صفرًا حينها ستدركَ حجم لهفتي وتستشعر أنفاسي التي ادخرتها لكَ من مواسم كثيرة .. حينذاك ستعرف أن الماء الذي روى أعماقكَ وسقى أرضك هو ذاته مَنْ رواني وأن الهواء المحيط بنا ما هو إلا خليط أنفاسنا حتى أنني لم أعد أقاوم عبقك الذي ملأ المكان بعد أن تعبأ منه قلبي لتفيض روحي في الملكوت!
مالتْ بجسدها حتى تشابك سعفهما ليرسم مظلة أفياء للشجرة التي تحتهما، فقالت بصوت يملؤه دفء لذيذ:
انظرْ إلى كل الذكور المحاطين بيّ .. بعضهم أطول منكَ وبعضهم أقوى وبعضهم ما زال فتيًا يانعًا .. لكن ظلالي أبتْ إلا أن تُلقى عليك .. أبتْ إلا أن تتحد معك لنرسم لوحة لموسم جديد ..
ألا تخشينَ أحدًا من هؤلاء؟! ..
سألها وأشار بإحدى السعفات إلى الجمع الغفير المتطلع نحوهم.
ومتى كان العشق مدعاة للخوف في شريعتنا؟ هل تظن أن عشرتي للبشر ستجعلني مثلهم أخاف البوح بما في نفسي مثل تلك البائسة التي تجلس تحتنا والتي تظن أن الحب ابن الصمت وأن رسائل صباحية ترسلها لمن تحب ستكون كافية ليدرك ما في قلبها من وجد!..
غبية حقًا لو ظنت ذلك!
تمتم بهذه العبارة وهو يحني هامته حيث الأرض .. لكن حبيبته شغلته من جديد حينما قالت بصوت تغيرت نبرته فجأة:
ليعلم الجميع أنك قبلتي الوحيدة التي منها أناجي الرَّب وأصلي له كي أتناسل منك وتتدلى ثمارك فيّ وتتجدد كل موسم.
تعال لنتطلع معًا نحو السماء ولنخبر تلك النجوم أن الأرض ما زالت عامرة بالحب ..
آه يا ذَكَري الوحيد ماذا ستفعل لو أن قوة جبارة تدفعني إليك؟ بل ماذا ستقول حينما تعلم أن عشقي لكَ لم يعد جسدي يسعه فتسرب نحو تلك الطيور التي لم تنقطع عن الغناء .. هل تسمع شدو المطر؟ إنه يعزف سيمفونية الخلود التي بعد أن أصغيتُ إليها .. لن أخشى الموت .. لن أخاف العدم!
استدار الذكر نحو الأنثى العاشقة ليضع جبينه على جبينها قائلًا: عديني حبيبتي أن تكوني معي في كل المواسم .. عديني أن نستقبل ونحن معًا شروق الشمس وعند غروبها ترتمين في أحضاني ليمر الليل دون وحشة ودون ترقب لما يحدث في الغد. كوني لقلبي نور الله الذي يُمحي به كل ألم!
فقالت وهي تستمع لزقزقة العصافير من مكان قريب:
تعال عانقني لنرقص معًا بينما جذورنا تمتد عميقًا في أرضٍ واحدة .. هناك ، سنمنحُ الروحَ للأيامِ القادمة لنعلن انتصار الطبيعة فينا وديمومتها .
انحنى الحبيبان حتى تشابكت أذرعهما ليغفوا .. فثمة أحلام تنتظرهما على الجانب الآخر ..