- سليم تلميذ مجتهد يحب اللغة العربية بشغف كبير! وهذا كله بفضل والديه، لأن أباه مدرسٌ للغة العربية وأمه كذلك، كان مثار إعجاب أهله وزملائه بهذا الحب وهو فرح جدًّا بدفاتره وكتبه وأقلامه.
وفي كثير من الأحيان نجد سليمًا إمَّا جالس يلهو، أو يتناول طعامًا، أو يقضم تفاحة.
سأله أباه عن بعض الأخطاء الشائعة في لغتنا العربية قائلًا: أيهما أصح أنْ نقول: لا زال البردُ شديدًاـ أم ما زال البردُ شديداً؟ صمت سليم للحظات حتى ابتلع لقمته وأجاب أباه: الصحيح أن نقول: ما زال البرد شديدًا.
وحدث في إحدى الحصص الدراسية في مدرسته أن تأخر زميل له في الصف اسمه نبراس، فتوقف المعلم عن إكمال الدرس منزعجًا وقال: جاء متأخرًا كالعادة في الساعة الثامنة. سليم لم يمسك نفسه حتى صاح دون وعي: عفوًا يا أستاذ الصحيح أن تقول: جاء متأخرًا كالمعتاد في تمام الساعة الثامنة.
صمت المعلم واستدار نحو سليم ثم ربت على كتفه بهدوء شديد وقال له: أحسنت أيها التلميذ الفصيح ذو الوجه الصبوح، فقاطعه سليم في لهجة واثقة: بل وجه صبيح! استشاط المعلم غضبًا من كلام سليم في بداية الأمر لكن عينيه كانتا تعبران عن الامتنان والزهو والمحبة لموهبة هذا التلميذ وقال في سره: ((على ما يبدو أنَّ هذا التلميذ لديه موهبة ومعرفة باللغة العربية تفوق أقرانه من التلاميذ لذا سأختبره مجددًا)) من المؤكد أنك تمزح أيها التلميذ؟ استدار نحو التلاميذ وقال لهم: انتبهوا جميعًا.. هذا إنذار إلى كافة التلاميذ. أريدكم أكثر جدية في الحضور إلى المدرسة. اعترض سليم على كلام المدرس، وقال له: رجاء أستاذي العزيز، الصحيح أنْ نقول: إلى التلاميذ كافة أريدكم أكثر جِدًّا.
المعلم أخذ يحدق دهشًا وسروره يجعله أن يصرخ بأعلى صوته: الآن أستطيع أن أقول: لقد نجحت في هذا الاختبار أيها التلميذ الفصيح ذو الوجه الصبيح،
تهلل وجه سليم فرحًا وانهالت عليه الهتافات من باقي تلاميذ الصف الذين أعجبوا به أيما أعجاب، وهم يرددون: - التلميذ الفصيح.. التلميذ الفصيح، حتى دقَّ جرس المدرسة؛ ليعلن عن الاستراحة بعد الدرس الأول.
تمت
----------------------------------------------
----------------------------------------------
تحليل قصة "التلميذ الفصيح" لعبد الله جدعان
ألقٌ لغويٌّ وإبداعٌ أدبيٌّ في قصة "التلميذ الفصيح"
بقلم / أيمن دراوشة
صاحب القصة / عبد الله جدعان
الشخصيات:
- سليم: تلميذ ذو شغف كبير باللغة العربية، يتصف بالذكاء والجرأة.
- الأب: مدرس للغة العربية، يشجع ابنه على حب اللغة.
- الأم: مدرسة للغة العربية، تساهم في تعليم ابنها.
- المعلم: معلم اللغة العربية، يندهش من ذكاء سليم.
- نبراس: زميل سليم في الصف، يتأخر عن المدرسة.
- تدور القصة حول شغف سليم باللغة العربية، وقدرته على تصحيح الأخطاء اللغوية.
- يتأخر نبراس عن المدرسة، ويصحح سليم عبارة المعلم عن التأخر.
- يحاول المعلم اختبار سليم على معرفته باللغة العربية، ويثبت سليم ذكاءه وكفاءته.
- يُكرّم المعلم سليم ويمنحه لقب "التلميذ الفصيح".
- يستخدم الكاتب أسلوبًا بسيطًا وسهلًا يناسب الأطفال.
- يتضمن الحوار بين الشخصيات لخلق جو تفاعلي.
- يوظف الكاتب بعض المفردات العربية الفصيحة لإضفاء لمسة جمالية على النص.
- التوازن بين الحوار والسرد.
- تركز القصة على أهمية حب اللغة العربية وتعلمها.
- تُظهر القصة فوائد إتقان اللغة العربية على صعيد الثقة بالنفس والتفوق الدراسي.
- تُسلط القصة الضوء على دور الأسرة في تنمية مهارات الطفل.
- قصة ممتعة ومُلهمة للأطفال، تزرع فيهم حب اللغة العربية.
- تُعزز القصة أهمية التصحيح اللغوي والتعبير الصحيح.
- تُظهر القصة نموذجًا للتلميذ المثالي الذي يُجتهد ويُتقن مهاراته.
- حبكة بسيطة ومُشوقة.
- شخصيات محبوبة وواقعية.
- رسالة إيجابية تُحفز الأطفال على تعلم اللغة العربية.
يُعدّ عنوان "التلميذ الفصيح" عنوانًا مُلفتًا للأنظار ومثيرًا لفضول القارئ. فهو يُشير إلى موضوع القصة دون إفشاء جميع تفاصيلها، مما يُشجع على قراءتها.
لغة فصيحة:
يُظهر الكاتب إتقانًا واضحًا للغة العربية الفصيحة، مما يُضفي على النص جمالية خاصة، فاستخدام الكاتب للمفردات المناسبة والتعبيرات الصحيحة يُساهم في إيصال الرسالة بشكل مُؤثر.
تشبيهات مُعبرة:
يُوظف الكاتب بعض التشبيهات البسيطة والمُعبرة لوصف شخصيات القصة، مثل تشبيه وجه سليم بالوجه الصبيح. هذه التشبيهات تُساعد القارئ على تكوين صورة ذهنية واضحة عن الشخصيات.
أسلوب مُمتع:
يُستخدم الكاتب أسلوبًا مُمتعًا ومُشوقًا يناسب الأطفال، فالقصة مليئة بالحوارات والنّشاطات التي تُحافظ على اهتمام القارئ الصغير.
القصة كنموذج إيجابي:
تُقدم قصة "التلميذ الفصيح" نموذجًا إيجابيًا للطفل المثالي الذي يُجتهد ويُتقن مهاراته. فشخصية سليم تُشجع الأطفال على حب اللغة العربية والاهتمام بتعلمها.
القصة كأداة تعليمية:
تُعتبر هذه القصة أداة تعليمية قيّمة للأطفال، فهي تُعزز معرفتهم باللغة العربية وتُصحح بعض الأخطاء اللغوية الشائعة.
القصة كرسالة مُلهمة:
تُنشر القصة رسالة مُلهمة تُحفز الأطفال على اتقان اللغة العربية والتفوق الدراسي. فهي تُظهر أن حب اللغة يُمكن أن يُساعد الطفل على تحقيق أحلامه.
بشكل عام:
قصة "التلميذ الفصيح" قصة مُمتعة ومُفيدة للأطفال، فهي تُنشر حب اللغة العربية وتُعزز أهمية التصحيح اللغوي والتعبير الصحيح. تُقدم القصة نموذجًا إيجابيًا للطفل المثالي وتُشجعه على اتقان مهاراته.
ملاحظات إضافية:
- أعتقد أن القصة جيدة كما هي ولا تحتاج إلى الكثير من التعديلات.
- قد يُفيد إضافة بعض الصور الملونة لجذب انتباه الأطفال الصغار.
- يمكن تحويل القصة إلى مسرحية تعليمية تُقدم في المدارس.
