د. أيمن دراوشة - قراءة تفكيكية في قصيدة هاجر سلطان شيء من تشظي الروح

هايبون
بتفاصيل رحيلي

أجهدت روحي

أمواج متراكمة

أحداث متلاحقة

بحديث المراكب

التي فقدت بوصلة الوصال

وذاك الشراع الذي


كان يأخذني

لشاطئ بلا أمان

أودعت به حنيني

ورحلت...


‏ما من أحد يمد لي

خيط وصل...


شعلتي المهاجرة

من عمر ذاكرتي

‏إلى زمن ماض

‏خسرت فيه

‏كل أمل...

‏ورحلت راكضة

لسرابها

أحلامها الى بعيد

تبحث عنك

‏لأكون معك أنا المنسية

‏ في مسافات رحيلي

شعرت روحي تغادرني

كل ليلة لتذهب هناك

تعانق روحك توأمة روحي

علك تشعر وتعود لي

لتغسل أدران خطيئتك

في هجر أشواقي

ولأكتشف مرآتي

التي هي روحي

تلك التي تشظت

في غياهب هجرانك

حين طاوعتك ذاتك أن

تتركني...


جسدا بَقِيَت بلا روح

حين تشظت روحي


أعادتني ذاكرتي

تآمرت عليها ألا

تتشظى وتتحطم

ألا تكون ثانية روحي المحطمة

صرت ألملم الآهات

وأبحث عن أبواب

أُشرعها لأعيد


حطام تلك المرآة المتشظية

‏ بحبة زجاج شفافة

‏ بفتحة باب ضيقة

أتسرب اليك شعاعًا

لأضيء لك داخلك

أخترق الحواجز


‏وأشرع الأبواب

‏أداري عذابات لوعتي

أصارع ذاتي لأعود

في طريق ذكرياتي

روحًا شفافة لا تتحطم

بعد تشظٍ


تضيء روحي

مصابيح الأمل






-----------------------------------

لغة المشاعر المعقدة

قراءة تفكيكية في قصيدة هاجر سلطان "شيء من تشظي الروح"

قراءة / أيمن دراوشة

صاحبة النص/ هاجر التميمي

التحليل النقدي:

أولًا: جوانب القوة في الهايبون

1- طريق العودة: رحلة عبر أمواج المشاعر المتلاطمة

تبدأ القصيدة برحيلٍ شاقٍ، تُجهد فيه الروح وتُفقد بوصلة الوصال، تشبه الأمواج المتراكمة والأحداث المتلاحقة سيلًا من المشاعر الجياشة، كأنّها حديث مراكب فقدت طريقها إلى شاطئ الأمان.

2- شراع الأحلام المفقود

تُودع الشاعرة حنينها على ذلك الشراع الذي كان يأخذها إلى شاطئ بلا أمان، وكأنّها تُخفي وراءه حلمًا بعيد المنال. تُشير إلى فقدان كل أملٍ مع رحيلها راكضةً وراء سراب أحلامها، باحثةً عن المنسي في مسافات رحيلها.

3- حوار مع الروح التوأم

في كل ليلة، تغادر روح الشاعرة جسدها لتذهب إلى روحك أيها التوأم، عسى أن تشعر بها وتعود لتنقذها من هجرها. تُطالبك بغسل أدران هجرك لشوقها، وتبحث عن مرآتها التي تشظّت في غياهب هجرانك.

4- جسد بلا روح

تُعبّر الشاعرة عن شعورها بأنّ جسدها بقي بلا روح بعد تشظّي مرآتها، وكأنّ ذاكرتها قد تآمرت عليها لتمنعها من رؤية نفسها مرة أخرى

5- البحث عن طريق العودة

تبدأ الشاعرة رحلة البحث عن طريق العودة، مُلملمةً آلامها وباحثةً عن أبواب تُشرّعها لإعادة بناء تلك المرآة المتشظّية.


تُحاول التسلّل إليك أيها الحبيب بشعاعٍ من الأمل، لا لتضيء لك داخلك فحسب، بل لتخترق الحواجز وتُشرّع الأبواب وتُداوي عذابات لوعتها.

6- صراع مع الذات

تُصارع الشاعرة ذاتها في طريق عودتها عبر ذكرياتها، مُضاءةً بمصابيح الأمل. تُشير إلى أنّ عودتها ستُعيد لها بريق روحها وتُنير دربها من جديد.

7- نهاية مفتوحة




تترك لنا القصيدة شعوراً بالتفاؤل والأمل بعودة الشاعرة إلى ذاتها وإلى حبيبها، تاركةً لنا المجال للتأمل في عمق المشاعر الإنسانية وصراعاتها في رحلة الحياة.

ملاحظات هامة

- تتميز القصيدة بلغة غنية بالصور والاستعارات التي تُجسّد مشاعر الشاعرة المُعقدة

- تَستخدم الشاعرة أسلوب التكرار والتضاد بشكل فعّال لخلق إيقاع مُؤثر وتأكيد على رسالتها.

- تُثير القصيدة تساؤلات حول الحب والفقدان والأمل، وتترك للقارئ مجالاً للتأمل والتفكير.

ثانيًا: جوانب الضعف في الهايبون

1- غموض المعنى

قد يجد بعض القراء صعوبة في فهم المعنى الكامل للقصيدة بسبب استخدام الشاعرة للغة مجازية معقدة وصور غير مباشرة.

2- التكرار

تُستخدم بعض الكلمات والعبارات بشكل متكرر، مما قد يُضعف من تأثيرها ويُفقد القصيدة بعضاً من جاذبيتها.

3- يُمكن إعادة صياغة بعض الجمل دون التأثير على المعنى العام للقصيدة.


4- نقص التفاصيل

تُركز القصيدة بشكل أساسي على المشاعر الداخلية للشاعرة "ذاتية" دون تقديم تفاصيل كافية عن الشخصيات أو الأحداث.

يُمكن إضافة بعض التفاصيل لجعل القصيدة أكثر وضوحًا وتأثيرًا

5- غياب الحبكة

تفتقر القصيدة إلى حبكة واضحة، مما قد يجعل من الصعب على القارئ متابعة الأحداث وفهم مسار القصة.

يُمكن إضافة بعض العناصر السردية لجعل القصيدة أكثر تشويقًا وجذبًا للاهتمام

6- نهاية مفتوحة

تترك الشاعرة النهاية المفتوحة للقارئ مجالاً للتأمل والتفكير، لكنها قد تُسبب أيضًا شعورًا بالارتباك وعدم الرضا.

يُمكن إعادة صياغة النهاية لتقديم إجابة أكثر وضوحًا أو لتوفير المزيد من المعلومات حول مصير الشخصيات.

مع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الجوانب قد تُعد نقاط قوة من قبل بعض القراء الذين يُفضلون القصائد الغامضة المفتوحة للتأويل.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى