محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - سيقولها الجميع ...

سيقولها الجميع
النجار الملطخ بدماء الغابات
الجندي الملطخ باجساد حزينة
المهرج الذي نسيّ كيف يبكي مع الوقت
الفتاة القادمة من موعد تالف' بروح مثقوبة و جسد مبتل بالخذلان
الرجل الذي يدخن في المقهى بحزن' كمن دفن جثته بنفسه او كمن شاهد الموت يتوارى في جسد يخص افراحه
الكلب الذي رفع رجله وتبول في حقل ازهار يخص المرأة المُسنة التي تسكن قلب احفادها
احفادها الذين يتسلقون شجرة النيم يومياً' ويربوا طفولتهم على الضحك
المراهقة التي تحسست اثدئها وخرجت فحسب
المراهقة التي نظرت الى بثور صدرها وقالت' أنها علامات خرائط ربما رحال ما قد يجد النبع
المراهقة التي تخشى النظر لصدرها لأنها تخشى الابواب
سيقولها الجميع بلا استثناء
الضابط الذي يمرر السيارات الى مشاكلهم الصغيرة
الكاهن الذي يمرر المخطئون الى غرفهم في الجحيم
المفكر الذي يمضق الجحيم مع الجُبن ليجد ما يقوله
الشاعر العاجز عن الحب
الشاعر الذي يجيد الحُزن أكثر من الاشجار
الشاعر الذي يدخن عشرة علب' في محاولة فاشلة لخنق خطيبته
ذات الوشاح الازرق تمارس انتظارها في مخاطبة المطر
الفتاة التي تعرت للمرآة
و عشقت نفسها بنفسها
سيقولها
الزبال صباحاً للجارة التي لوحت له من الشرفة
ستقول الجارة للجارة من الشرفة وهي تدس الجملة منتصف نميمة حول امرأة هبلت من شاعر وانجبت شجرة مقتولة
سيقولها الاطفال في الباص المدرسي
وهم يعبرون بحديقة المدينة' ليسيل من افواههم لعاب الايام
سيقولها قط لقط قبل المضاجعة
سيقولها صبية مشردون وهم يتشاجرون حول القمامة
سيقولها حارس المقبرة وهو يهز رأسه ويحسد كومة تراب
ستقولها فتاة تعتقد أنها تستحق أن تحيا أكثر' لأن ثداها نافران
ستقولها اخرى تعتقد أنها ينبقي أن تُعبد لأن مؤخرتها لطيفة
ستقولها فتاة أكثر رزانة تعتقد أن الرب في تشكيلها كان منتشياً
سيقولها سائق شاحنة ذو مزاج معكر' لشرطي المرور وهو يسبه باصابعه الضخمة
سيقولها بستاني لزهرة تفتحت للتو ليقلق جسدها الطيئ كامرأة شبقة
سيقولها عاشق لأوراك حبيبته' وهي تلقنه الطرق الجانبية التي تربط شاماتها
سيقولها عاشق اخر وهو يرتكب احدى خياناته للفتاة التي استعارته ليحرس ليلها من الجوع
سيقولها عاشق مفطور القلب وهو يتناول سكاكين مطبوخة للافطار
سيقولها الرجلان المتجاوران في القطار وهم يتبادلون الحديث حول كرة القدم
سيقولها اب مضطرب وهو يداعب كلب ابنته المدلل
ستقولها ام غاضبة على ابنتها لأنها لم تنظف غرفتها صباحاً
سيقولها رجل جاء من اقصى المدينة وعاد ايضاً يسعى
سيقولها احد الالهة في مزاجه الصباحي للخلق
سيقولها الطين الصلصال الذي يشعر بفداحة مستقبله
سيقولها الاسلاف وهم يفتحون باباً في التراب
ويعودون للنوم
سيقولها القردة والبراغيث وكلاب الحي و شرطة الدورية
ستقولنها النساء في جلساتهن النهارية حول القهوة
والطلح يتنصت بحب
سيقولها الرب على لسان النبي القادم
( لن تنجوا ابداً من المحرقة )
#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...