أمل محمد منشاوي - صنم...

صنعتك من خيال كذوب
فصرتَ كأنك حقيقة
تُفتت فيَّ بقايا الأمل
وتنشب أظافرك المعقوفة
في ثنايا روحي الخائفة
فتؤرق صمتي المستكين
وتُلبس عقلي ثوب الظنون
وترسم فوق الشفاه
علامة استفهام
وما من جواب
يضمّد جرحا تألم مني
طويلا ونام
يا أيها المخبوء بين سطور مهيبة
أما من قصيد يزيل اللثام
كأنك والمجهول
توأم..
تلاصق حتى تداخل في اللحم منه العظام
تعبتُ من اليأس
فسال على وجنتيّ
نهر دموع بغير عيون
ليغسل عني رجس الآثام
ورحت كما الطفل
يبحث في ثدي أمه
عن معانى الأمان
وفي الفم بعض مرار
ووعد بعودة
وطول انتظار
وحلم تشبث بأذيال ليل
طويل ... لا يرجو ابدا نهار
أيها الصنم المرصّع
بحبات اللؤلؤ الزائفة
وحجر العقيق
تراه على وجنتيك كنار
يؤجج فيمن يراك حريق
يحرك فيَّ براكين حقد
ويطفئها... كما يطفئ الشمعة
زفير رقيق
بنيت لنفسي محرابا
وجعلت حبك إله ودين
فصار إيماني مثل سجن
وقلبي سجين
ووجهت روحي إليك
ورحت أصلي صلاة بغير يقين
وللنور خلف نوافذ روحي
خيط رفيع
تسلل شيئا فشيئا
حتى أقض جداري المتين
ورفرف فوق الجبين المعفر
بترب الندامة
جناح جنون
دعاني لأهجر
طقوس المجون
وأنزع عنك القداسة
فهلا اعترفت ..
بأني إذا شئتُ صرتُ
كعبد مطيع
وإن يوما أردتُ ..
كفرتُ
#أمل
٢٦ سبتمبر ٢٠٢٢
*****************************

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...