محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - حين اكبُر...

حين اكبُر
كُنت اؤجل دائماً الأشياء
من المدرسة
كُنت ألمح جارنا الجامعي
بعطره الذي لا اذكره
وسماعة اذنه
بجارتي التي ترافقه
اغلق عيني اتخيلني، انا والجامعة والجارة والعطر
اقول حين أكبر
في بواكير الجامعة
وتسابيح تشذب عن الظهيرة شتائمها
تهذب حزني اللئيم
وتغرق بي في زحام اليافتات، الحزن المعلب، اللغة الجائعة، الجسد، السخونة، إكتشاف الليل
الارض الوطن
الطعنة والمشنقة
من هناك
ألمح موظف حكومي
ببدلته الرسمية، الارقام التي تتهشم في شاشة الحاسوب، كعشيقات الضباط، مكيف الهواء، الرتم الوظيفي
الخطيبة المتزمرة
الفرح الجريح
اقول حين.أكبر
اتخيل زفتي والارقام، والخطيبة والمكتب المفتوح على رئيس فاسد
في المكتب
و رفيقة المكتب، تنسى مسح الليل عن اعضائها، تمر بشهوتي المكدسة بالارقام
الرئيس الفاسد، الصحيفة التي تقشر عن جسدي فجره
الحبيبة التي لم يكتمل قلبها داخلي
الخطيبة الهروب
الصديقة احتمال الخطيبة الهروب
انظر الى شاعر هناك، يمر من امامي
لا وظيفة.
واحتمال خطيبة
هو والليل
ونساء كالقروض يمرون بين الايام
ويمضون الى رجالهم الابديون.
اقول حين اكبر
والآن انا الشاعر الواقف
امام سور المقبرة
اتأمل كومات التراب الهادئة، ذاك السكون الشفيف
السلام الاخضر
اتأمل
واقول كما اعتدت بشهوة أكبر
حين أكبر
#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...