وجد احدهم يرحب به بحفاوة غير عادية، فى المقهى الذى يرتاده للمرة الاولى، ولا يعرف فيه احد،
- انت لا تعرفني لكنني اعرفك، اجلس وتناول معي فنجان قهوة، انت لم تعرف حكايتي بعد، بينما عرفها الجميع هنا، مازال مدهوشا لما يسمعه، بالفعل لايعرفه واول مرة يلتقيه،
انت جديد هنا، انظر الشمس انها تشرق لكل البشر، على مختلف مستواياتهم، صافية وخالية من الشوائب، تشيع الضياء والالفة والدفء للجميع، حتى السحب مااروعها وهى تنثر المطر المخصب فوق الحقول، وفوق البيوت لتغسلها من الرماد العالق بها، صدمته لغته الراقية والمهذبة، وابتسامته الميكانيكية المقتصدة،
قائلا : اتلفني الملل والوحدة بعد وفاة زوجتي، وسفر الاولاد فى كل بلاد الدنيا سعيا للرزق، تباعدوا وتباعدت هواتفهم، وداهتني سنوات المعاش، واصبح المقهى بيتي الذى التقيتك فيه اليوم،
تجمعت بداخله دموع مؤجلة، مثل غيمة مثقلة، فأمسك بها حتى لاتتساقط كالمطر، ألقى حجرا حرك الركود، واشعل الانطفاء، وفجر خمود البركان، فجأة اخرج من حقيبته الجلدية، بعض اوراق صحف قديمة، فردها فوق طاولة المقهى، قائلا وعينه تلمع فرحا : انها قصص كتبتها واسمي بجوارها كما ترى، لااكذبك القليل منها فقط الذي كان ينشر، والباقي فى سلة المهملات، سأجيبك عن السؤال الذي لم تسأله : لماذا لم تتزوج ؟
انها لعنة الكتابة ياصديقي الوذ بها من الشدائد، تبدد الفوضى وتجمل القبح، وتجعل من الغياب صورة باهتة، يألفها المرء وتمر،
مازال فى جعبته الكثير الذي يريد ان يرويه الآن، محتفيا بأحزانه التي تأتيه على مهل، ولا يمل معاودة البحث عن ذكريات طازجة، كانت بالامس قريبة، ثم فرت من امامه واختفت، مثلما اختفت الشمس خلف سحب داكنة،
لينشر الليل عباءته فوق الشوارع والبيوت، يفترقان عيونهما تمسح اللاشيء، واقدامهما تسير فى اللامكان، كل منهما يتابع الآخر، بعينين متوسلتين تستجديان الأمل فى لقاء الغد .
- انت لا تعرفني لكنني اعرفك، اجلس وتناول معي فنجان قهوة، انت لم تعرف حكايتي بعد، بينما عرفها الجميع هنا، مازال مدهوشا لما يسمعه، بالفعل لايعرفه واول مرة يلتقيه،
انت جديد هنا، انظر الشمس انها تشرق لكل البشر، على مختلف مستواياتهم، صافية وخالية من الشوائب، تشيع الضياء والالفة والدفء للجميع، حتى السحب مااروعها وهى تنثر المطر المخصب فوق الحقول، وفوق البيوت لتغسلها من الرماد العالق بها، صدمته لغته الراقية والمهذبة، وابتسامته الميكانيكية المقتصدة،
قائلا : اتلفني الملل والوحدة بعد وفاة زوجتي، وسفر الاولاد فى كل بلاد الدنيا سعيا للرزق، تباعدوا وتباعدت هواتفهم، وداهتني سنوات المعاش، واصبح المقهى بيتي الذى التقيتك فيه اليوم،
تجمعت بداخله دموع مؤجلة، مثل غيمة مثقلة، فأمسك بها حتى لاتتساقط كالمطر، ألقى حجرا حرك الركود، واشعل الانطفاء، وفجر خمود البركان، فجأة اخرج من حقيبته الجلدية، بعض اوراق صحف قديمة، فردها فوق طاولة المقهى، قائلا وعينه تلمع فرحا : انها قصص كتبتها واسمي بجوارها كما ترى، لااكذبك القليل منها فقط الذي كان ينشر، والباقي فى سلة المهملات، سأجيبك عن السؤال الذي لم تسأله : لماذا لم تتزوج ؟
انها لعنة الكتابة ياصديقي الوذ بها من الشدائد، تبدد الفوضى وتجمل القبح، وتجعل من الغياب صورة باهتة، يألفها المرء وتمر،
مازال فى جعبته الكثير الذي يريد ان يرويه الآن، محتفيا بأحزانه التي تأتيه على مهل، ولا يمل معاودة البحث عن ذكريات طازجة، كانت بالامس قريبة، ثم فرت من امامه واختفت، مثلما اختفت الشمس خلف سحب داكنة،
لينشر الليل عباءته فوق الشوارع والبيوت، يفترقان عيونهما تمسح اللاشيء، واقدامهما تسير فى اللامكان، كل منهما يتابع الآخر، بعينين متوسلتين تستجديان الأمل فى لقاء الغد .