عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - سيدي انا مُتهم بأنني قد اضعت هويتي في الحرب...

محضر اول :
سيدي انا مُتهم بأنني قد اضعت هويتي في الحرب
لكنني املك دليل بأنني
لا اضمر الموت للبلاد
تشهد حقيبتي الجلدية أنني عانقتها وبكيت قُرب الموت
بيننا سنتمترين وجُثة في طور الطفولة
يشهد ديوان الشعر، والقلم المخطط، وعلبة الدخان، والكحل الذي نسيته امرأةُ ما
حين داهمها رزاز الحزن
حين جاعت لبلاد
تُقدم في العشاء طبقاً من الحرية
وكوبِ من نبيذ
المحضر الثاني:
اسمي محمد، وابي يُناديني الغريب
ينطقه ملعثماً، وكأن احرفه مفتقة في الجوانب
لأنني في طفولتي
عشقت مُدرستي الجريئة
حين نسيت فُتحت بلوزتها
ونسينا نحن
انا وجاري في المقعد الخشبي عمرنا
وسِرنا بالنظرات حتى بلغنا عمر نوح
ولأنني فضلت أن اتأمل القطط الصغيرة وعراكها حول الفتات
بدلاً عن العاب الصبا
وعشقت قصة سندريلا وجاك، أكثر من الناقة التي ولجت في جبلِ ما
و عبثت بي خطوات جارتي اسماء
أكثر من نزالي في (البلي استيشن)
ولأنني منذ الطفولة
اخاف النافذة الخشبية، وصوت الريح عند الفجر
والطلقات
وامي تُناديني الشيوعي
منذ رأيتُ ايدي عمي، تمتد نحو النهر، تخبئ رمله
تسرق بساتين،
وتبيع عرق مُزارعين القريةِ التحتية
للكرش الموظف
في شرايين الصغار
وقلتُ له بأنك لص
وتحملت أن اُحرم من الدراجة والتلفاز
ولآنني
رفضت بيع جواربي لاشتري خبزاً وبعض الورد
فالقطن ملكي
والأرض ملكي
وحبيبتي تحتاج قلبي، وحزنه أكثر من الازهار
محضر جانبي:
يا سيدي
هل تعرف اشجار اللبخ ؟
اقراءت تاريخ الزنوج بأرض كوش
أرايت امك تجمع خيوط الشمس، تنسج كوب شاييك ؟
امسحت رأس اختك، في الامتحانات النهائية
هي.الحالمة أن تكون طبيبةُ في ذات يوم
أاخبرتها
من أي ناحية اُصيب نشيدنا الوطني؟
اقرأت لاطيب صالح، وسمعت وردي، يمدح الصدفة، ويضيع في الحزن القديم
اجرحت مثلنا بالحبيبة، وشربت كأساً وذوبت مثله في الدُوار
ارقصت في عُرس اصدقاءك
اركبت جانب امرأة في الحافلة، و صنعت في فوضى بداخلك حديثاً تافها
حول التأخر، او فاتورة الرحلة
وفتحت باباً للحديث، وانتهيتم في حديقة
تُلونان النهر، وتنشدان للماء اغنية الأبد
ارآيت في النهر اي شيء طافحُ، اعشاب، مساءآت جيدة
قصاصات، بعض النسيم
اي شيء
قبل أن تقتاله رصاصةِ عمياء
هو والمدينة
والبلد؟
لما تلومني إن فعلت لأنني
قد قُلت يكفيني كل هذا الموت
يكفيني
ما رأيت من الزبد
محضر ممزق
يا سيدي :
بالامس رأيت حبيبتي تبكي
أتعرف ما يعني ذلك
يعني أن اخر وردة في البلاد
تزوجت بالشتاء
فأي ربيع ننتظر ؟
سجل أنني شاعر
وذلك يكفي لكي تقول أنا ضد حربك
فانا الصديق الأزلي
للقتلى
و شريعتي الازهار، و ربي منذ ميلاد القصيدة
ظل يُنشد في المراعي بنايه
شرطي يُمرر مطر يوليو، الى القمح، بلا زحام
ودرست شعر الماء، ولون الريح، وتاريخ حرب الليل والعشاق
ودونت اسماء الطِعان الموسمية للنهر
و دربت اطفال حينا الشعبي، كيف يقبلون ايادي فجرهم السعيد
ورعيت في مرعى النهارات الثقيلة
قُطعان حزني والحبيبة
وصادقت بائعات القهوة خضنا حديثنا حول التسلط، والجنود الزيف، وحول رأي الله في سرقة الايام من جيب الصغار
اتهمني
أنا من طعنت النحلة قصاصاً للزهور ( فالطعنة تلزم طعنة)
انا من فتحت القفص للريح
حين احتجزتها في درابزين بنكك الوطني
واطلقت حزن الباعة المتجولين ليصرخوا في بيت شعري كما يشاءون
اتهمني
يا عزيز مصر، حجاج عصرك، نيرون امدرمان، جورج بوش وأبنه
يا حامي ارضنا من قسوة المدعو سلام
#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...