جاء بها من حديقة بيضاء تحاكي القمر، نسرين التي تشبه القمر، سرى بها في الظلام محتفلاً وهي لم تحتفل، لما رأت سواده المفزع لطمتْ خديها وبكتْ نسرين. أي حظ هذا الذي قادني من حديقة البياض إلى مزرعة الخنافس، سرتْ والدمع نصفٌ محترق ونصفٌ يطرز فستان الزفاف، حطتْ رحالها في الدار الغريبة بين أصوات الخصام والفوضى المنظمة، قالتْ في نفسها ويحَ نسرين وهي تبكي هذه المرة لِما حلّ بها لما رأتْ الدار المزروعة بالأشواك، تذكرتِ الشذى والأنسام من كل مكان، تذكرتِ الشلالات الباردة والندى، جرّها من يدها الغارقة في الخضاب نحو المشقة والشقاق، أسفر اللون الأسود عن عينين تشبهان الحقد الأحمر، لم تهنأ بالحلم الأبيض الذي كانت تتمناه، جاءتها صفعة مباشرة لأنها تأخرتْ في القيام بالواجب، هربت إلى المساحة الضيقة، سمعتْ بكاء مرًّا في الجهات المحيطة بها، أدركتْ أنها ذهبتْ إلى عنوان غير عنوان حلمها، أغلقتْ على نفسها بابا قديمًا أكله الصدأ لايستطيع المقاومة، لحق بها، دفع الباب نحوها، سقط هو مع الباب عليها، اختلط دمها بلون خضابها، صاحتْ بكل حرقة، سمعها القريب والبعيد، جاء من أقصى الحديقة البيضاء منقذ، تركوا الأسود عند الباب الأسود الساقط أرضا، سقط الفرح، عادتْ نسرين إلى الحديقة البيضاء، فيما بقي الحقد الأسود يبحث عن نسرين جديدة يعبث بها.
* عن نادي القصة السعودي
* عن نادي القصة السعودي