عامر الطيب - أتطلعُ لمحبتك الضئيلة...

أتطلعُ لمحبتك الضئيلة
بحماسٍ شديدٍ و أعلم أن الفيسبوك
سيلغي كلمةَ " حماس"
أو يبقيها متقطعةً
ما يفقدها البريق
الذي قد يجعلها دافئةً لأيام..
حماس ينبغي أن أدافع عنه
و أحشره بين أقصر جمل قصائدي
و أطولها،
حماس أحببتُ يديك عبرهُ كمن يلمسهما
دون اعتياد،
نظرت عبره لعداد السرعة
في سيارتك..
حماس كنتُ معه تتجاوزين كل شيء
في المضي قدماً،
حماس مثالي وجدتُ أننا
نتآلف مع موتنا خلاله،
ثم يغفلُ العالم
عمداً عن اعتباره
حباً فطرياً أو إرهاباً فحسب.
¶¶
تفرغتُ لكتابة الشعر مضطراً،
، زجَ بي في السجن ثلاثة أيام، تزوجت بناءً على نصيحة والديّ و أنجبت ابنتين ذكيتين،
تلك هي الجمل التي أوجز بها حياتي
متوهماً على الدوام
بأن اعتباري شاعراً يساعدني
على ألا أصبح أبا مثالياً
إلى الأبد.
¶¶
كتابة قصيدة لن تقلَّ
شجناً عن غرس وردة
مع أخذ المصير المؤسف لهما بنظر الاعتبار :
إحدى المباهج تذبل في عَيني
صانعها و الأخرى
في جسد القارئ.
¶¶
ثمة جمل عديدة
لقول أريد المضي بعيداً
لكن أقصرها حيث تقوم الآن
بتجهيز نفسك
في الأيام التي لا يتوادع بها الناس،
تجد موتك
ذهبياً و دموعك كدموع الفتيات
اللواتي فقدن
معاضدهن في الزحام..
ثمة جمل عديدة
لأن تشرح لتلاميذ صغار
كم تبدو وحيداً في شموع ليلة عاصفة
لكن مصير المرء
يتوقفُ على الكلمات المنفردة
لا على الجمل.
¶¶
يتم خلط الكثير
من الحب مع القليل
من الوقت الرائع،
من الجنس و الدخان
و النجمات التي نتعذب بالتميبز
بينها وبين إطلاقات النار ،
هذا مصنع بسرير و أبريق شاي و وسادة،
هنا يتم
خلط كل شيء دفعة واحدة
لتدوير النسيان.
¶¶
قمتُ بتزيين حياتي بالكامل،
علقتُ الأزهار
على لياليها الشاقة
و المصابيح
على أشد أيامها يأساً،
قدمتُ لها البيرة
و شغلتُ الأغنيات التي يسمعها
العراقيون في الظهيرة.
نظرت للموت ببصيرة من يستلم بريداً
من أحد لا أعرفه
ثم للموتى الذين لم أخسرهم
متحفلا بحياتي.
¶¶
أشاهد الرب
يثني علي أمام مرأى و مسمع ملائكته،
يشير نحوي
دون أن يتيح لهم القدرة
على رؤيتي،
يخبرهم إني حاذق
كالصياد حين يتعلق الأمر
بالتحصل على بهجة جديدة،
و لا أبالي كالفريسة
حين لا تبقى غير الأشعار
العادية في العالم.
¶¶
أتدرب على قراءة قصائدي
كالمسرحيين، أغير نبرة صوتي
أبدو ناعماً
ثم بطولياً
مخيفاً ثم جائعاً ثم حزيناً
ثم نذلاً
فوقوراً بما يكفي لإسدال الستار..
مع كل كلمةٍ ينبغي
أن أصير إنسانا لا أعنيه،
في المسرح الخشبي
أمرر يدي على الثقوب الدائرية
للتعرف على فمي.
¶¶
بعد أن أكتب لك الكلمات
سأتمثّلها
ببسالة،
سوى الموت
و النجوم
فليس بمقدور شاعر مثلي أن يغامر
من أجل النجومية الفاسدة
أو من أجل الموت.
¶¶
أريد هذا النوع من القصص
البوليسية:
أن يمضي القاتل أياماً
قليلة ثم بجهز
على ضحيته
بغباء و يفلق رأسها
بفأسه العتيق
فيجيء الشرطة و يلقون القبض عليه
كل ذلك
يتم دون أن يكون المؤلف
قد تجاوز الصفحة الثالثة..
لعلي الآن بأمس الحاجة لأن يصنع المؤلفون
القصص البوليسية
الأشد غباءً
من قصص الحب.
¶¶
أمي العزيزة
ليس بوسعي أن أمنع وزني
من أن يزداد،
قلبي من أن يضرب
بقدم فرس
هلعاً أو استلهاماً أو نبلاً..
أكتب لك بينما
مساعدا الطبيب
يضعان مادة لزجة
على صدري و حيث يسحب أحدهما
شريطاً غامضاً،
أستند لتلقائيتي في الاحتفاظ
بالشعر الزائد عن حاجة المرء..
أمي العزيزة
بقدر ما يبدو مسائي موحشاً
أنا سعيد لأن جفاء
العالم لم يحدث خللاً
في تخطيط القلب.
¶¶
لقد تلقيتُ خبر
إعدام الدكتاتور بينما
كنت في الحمام،
لم يكن الحوض المائي كافياً
إذ أسندت قدميّ على طرفيه،
شعرتُ بعواطف عديدة
لا رابط بينها:
الأسف و البهجة
و الهلع و الخزي..
الطغاة يموتون في الأوقات التي نستحم بها غالباً
كي لا نهدر دموعنا الدافئة في أحواض الماء.

عامر الطيب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...