فوزية العلوي - امرأة خاسرة...

انا الان اكره الشتاء
كاي مفاجاة غير ساره
واكره هذا الثوب البدائي المطرز
الذي يبديني كراعية
في سهوب لا اعرف اسمها
لكنّي اتمثل جيدا نوع النساء
اللائي يعشن هناك
بوجوه حزينة وقلوب يقتلها العشق
ربما صورة من شريط قديم علقت برأسي
رغم أن الفلم وقتها كان بلغة أخرى
والترجمة لم تكن واضحة وتمر كالبرق.
الجارات
يرمقنني بعيون
تمتزج فيها الدهشة بالحسد
امراة من طراز عال ووزن ثقيل
تظهر صورها في الصحف والتلفاز
أمي. على عكسهن
تعتبرني امراة خاسرة
لان الاوراق التي احملها
والكتب التي اطبخها في الحلّة
مكان الخضر واللحم دمّرتني
هي لا تفتأ تاسف على زمانها
وتقارنه بما أعيش انا
تقول كنا نلبس فساتين ملونة
وكنزات مطرزة
ونعطر شعورنا بالريفدور
ونحني اقدامنا ثلاث ليال
ونذهب بسفاسير الحرير إلى الحمام
حتى إذا مرت الواحدة منا
تزوبع الزقاق بالبخور والعطر
أصغي إليها ضاحكة
وانا أحملق في الدجينز المبقع
الذي البسه وحذائي المغبر الذي
يشبه أحذية الجنود
واصابعي المدببة بلا طلاء اظافر
وخاتم العرس التي غدا واسعا
ووجهي الذي بالكاد يتبسم عن سوسنة
كنت ساشبه امي كثيرا
لولا لعنة هذا الشعر
الذي شرب قلبي

فوزية العلوي
تونس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...