محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - عندما كان الوقت فراشات ويعاسيب...

عندما كان الوقت فراشات ويعاسيب
البيت واجبات مدرسية
وام منشغلة بالخضار، وإرسالي للبقالة
واخ ثرثار
هل كنت أعرف أن الموت كالفُلفل الحار في الفم؟
لا اظن
فأمي لم تخبرني بذلك
عندما كْنت اختار مجلة ماجد وسمسمة
والجلوس اسفل شجرة النيم
وتأمل الريح تحيل الأوراق الى مثواها
بدلاً عن انتظار الفتيات العائدات من دروس المساء
على صدورهن يزحف المانجو المُبتدئ
و في اجسادهن الذكية
كثير من القصص التي يبتلعها الليل
وعندما كُنت
اعود مُكدس بالكدمات
انا الفاشل في الشجارات
لكنني ماهر جدا في افتعالها وتلقي اللكمات
حين ذلك
هل كُنت أعرف عن لكمات لا يهدئها الثلج، وعن خدوش لا يزعزع نزفها المُطهر؟
لا اظن
فابي لم يخبرني بذلك ايضاً
عندما كْنت
مُعجباً بالكلاب، وابغض القطط
لأنها تتملق الأرجل للطعام
عندما كُنت معجب باُغنيات عمر دياب
وكتابات كريستي
و اصوات الرياح حين تعبث بالاغصان
حين شاهدتُ ذلك الفلم حول انتحار شاب في 21
حين غضبت منه
حين غضبت من والده
حين شعرت حقاً
بأنني استحق عناق
أكنت اُدرك أن حصتي من الأخطاء امرأة واحدة
امرأة واحدة
تحولني لشاعر ؟
لا اظن
صديقي المُلم بأمر الفتيات حينها
لم يخبرني بالأمر
حين
قرأت قصيدة لمحمد المكي واندهشت
حين سرقت دراجة جاري
حين تشاجرت مع فتيان الصف الثامن
وانا اتوكئ مقاعد الصف الخامس بصعوبة
لأنني رفعت يدي بعلامة بذيئة لاخت احدهم
حين تعرضت لكل تلك الركلات
وتخيلتني اتحول لرجل خارق امزقهم عن بكرة عضلاتهم
حين تخيلت أنني سأنتهي
كمُدرس فيزياء
اتزوج إبنة الترزي الذي يعمل في الشارع المجاور
وسنسكن قُرب البحر
وبأنني سأكتب مثل تلك القصيدة
التي كتبها محمد المكي ابراهيم
أكنت اعرف أن البلاد بأكملها ستحول دون ذلك
لا اظن
فإبنة الترزي حين جربنا قُبلاتنا الأولى
لم تُخبرني بالأمر
#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...