عبدالكريم الناعم - تَتَنافَرُ الأضدادُ...

تَتَنافَرُ الأضدادُ .. تَنْتَبِهُ
ويَصوغُها المعنى فَتَشْتَبِهُ
وَتَدورُ مِنْ فَلَكٍ إلى فَلَكٍ
مَأْخوذةً ،
مِرآتُها الشَّبَهُ
سَكْرى بِِحَيْرَتِها ، مُغاوِيَةً
وَفَناءُ مايُغْويكَ أعْجَبُهُ
يَنْأى الذي سَكِرَ العذابُ بهِ
وَنُؤاهُ عنْ شَفَتَيَّ أَقْرَبُهُ
ويُذيب في كأسي وقد شَهَقَتْ
بعضَ النّدى مِلْحاً فَأُعْذِبُهُ
ويُطلُّ منْ أُفُقي فَأَرْهَبُهُ
ويَغيبُ في ذاتي فَأَطْلُبُهُ
أَنَّى تَنافَرَتِ الرُّؤى بَدَداً
جَمَعَتْ أَزاهرَها مساكِبُهُ
فأنا وَبحْرُ الكوْنِ مَرْفَؤهُ
وبَشاشةُ الصَبّارِ مَرْكبُهُ
أدْنو إليهِ فكلُّ ساقيَةٍ
في كوكبي الجسديِّ تَطْلبُهُ
ياذا المُحيطِ بَرِئْتُ منْ نَهَرٍ
لايَصْطفيكَ ولسْتَ تَرْغبُهُ
ياصاحِبَ الألواحِ في دُسُرٍ
ياسيّدَ المَرْعى وَمُعْشِبُهُ
قلبي الذي اسْتُودِعْتُهُ شَفتي
وكتابتي مالسْتَ تَكْتبُهُ
وأنا الذي أَطْلَقْتَهُ غُصُناً
غنّى لهُ ثََمَرٌ فَاَطْربَهُ
أَلْقَيْتَهُ مابينَ ( تيكَ ) وَ ( قدْ )
فَيَقينُهُ الوَحْشيُّ مَشْربُهُ
ياسيّدي إنّي وبي وَلَهٌ
أَمْحو الذي قد كنتُ أكْتبُهُ
واظنُّ أنّي آنَ تَشْتَبِهُ
آتيكَ مُشْتعِلاً فَأَنْتَبِهُ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...