عاش في الناصرة قبل سنوات بعيدة، صديقان كانا مثار جدل كل من عرفهما وتعرّف عليهما، فقد كانا مختلفين في كل شيء بما فيه وقت الفراغ الذي عادةً ما يجمع اصدقاء من ابناء المدينة.. وكان اكثر ما يثير الدهشة انهما كانا محط انظار نسوة المدينة الحييات الخفرات، دون ان تجرؤ اكثرهن جرأة وجنونًا على الاقتراب من حضرتي اولئك الصديقين المتناقضين.. المتفقين.. وتبدى للجميع.. ان اللافت الطريف في الامر كون هذين الصديقين رغم كل هذه الاختلافات متفقين تمام الاتفاق!! وتعاهدا على الا يفرق بينهما سوى خاطف اللذات ومسود الايام والليلات.
انتشر صيت هذين الصديقين في البلاد.. واخذ يتغلغل في الزمان والمكان.. ما وطد العلاقة بينهما اكثر فاكثر.. فسميا نفسيهما باسمين لافتين استعدادًا لأن يباتا في قادم الايام جزءا من اسطورة نصراوية يري تفاصيلها الابناء والاحفاد.. وتحدو بها الركبان.. فسمى احدهما نفسه ابا كاسر فيما اخذ الآخر الاسم المناقض.. اسم ابي جابر.
اثار اسما هذين الصديقين في البداية اهتمام من عرفهما من ابناء المدينة او جمعته بهما هذه المصادفة او تلك، الا ان هذا الاهتمام ما لبث ان خفّ واخذت حدته في التلاشي رويدًا رويدًا مثلما تتلاشى حدة بقية الامور والفضائح في المدينة، غير انه بقي حادًا متقدا لدي اجمل بنت في المدينة، ذلك انهما. كما اشيع.. تسببا، بطريقة ما زالت غامضة وبقيت كذلك حتى بداية هذه القصة. نعم تسببا في موت شاب كانت مخطوبة له، فانقطعت احلامها في عز توقدها.. اغارت امنياتها.
حاولت هذه الجميلة ان تتناسى هذا الامر، ذلك انها كانت تعرف ومتأكدة في دخيلة نفسها انه لا يمكن ان يكون لأي من هذين الصديقين اي يد في مصرع خطيبها، إلا أن هاجسًا نشأ لديها وما لبث يكبر يومًا اثر يوم واسبوعًا تلو اسبوع، إلى أن اكتمل، وبات لا بد لها من تنفيذه.. فلتنفذ ما انتوته وخططت له.. وليكن ذلك درسًا وعظة لمن يعتقدون ان مدينتهم تنعم بالهدوء والسكينة.
هكذا شرعت تلك الجميلة المكلومة في تنفيذ مخططها الجهنمي.. وكان اول ما ابتدأت به، انها اجرت عنهما تحريات تواصلت فترة ليست قصيرة.. حتى عرفت عنهما كل شيء تقريبًا.. اين يكثران من التواجد.. وفي اي الامكنة يجلسان.. ماذا يحبان وماذا يكرهان من الامور.. وما إلى هذه من معلومات لا بد منها لمن يريد ان ينفذ امرًا عظيمًا.
بعد إعمال تفكير عميق. قررت جميلتنا البدء من الصديق الاضعف.. ابي كاسر.. فلتذهب إليه في وقت راحته واسترخائه الابدي.. ولتبدأ اللعبة.. فاذا ما توفقت عفاها الله من مرافقة ابي جابر.. ذلك الصلف المعروف بعناده وثباته على رأيه.. وتوجهت إليه في غيهب الغسق.. وظهرت له كالكوكب الدريّ في الافق.. فالتفت إليها التفاتة من بحث عن امر ووجده.. غير انها افتعلت الازورار عنه، ولما كانت نسوة المدينة في تلك الفترة نادرًا ما يختلطن برجالها، فقد رآها ابو كاسر فرصةً لأن يعثر على عروس تغير حياته وظروفه وتدخله في القفص الملكي.. وتجعل منه رجلًا كاملًا امام جميع من اعتقد انه ناقص من الاهل والاحباء خاصة.. و.. سار وراءها وهو يفكر في الطريقة التي تمكّنه من ان يتحدث إليها دون أن يراه احد من العاذلين الحاسدين.. غير أنها كانت كلّما غذ خطوه غذت خطوها اكثر.. وذلك في محاولة منها لجلبه إليها اكثر.. واستدراجًا إلى مكان خالٍ. عندما وصلت المكان المحدد في خاطرها.. جلست موهمة اياه بانها انما تجلس لتستريح.. تقدّم منها أبو كاسر وجلس إلى جانبها:
-لماذا تبعتني كل هذه المسافة. سألته. فرد قائلًا:
-لماذا اتيت.. اذا كنت لا تودين التحدث إلي. اجابها.
-كنت اعرف انك تلتقطها على الطاير. قالت له وهي تطلق سراح ابتسامة ساخرة وظافرة في الآن.
أنس إليها ابو كاسر خيرًا فتجرأ اكثر.. اقترب منها فابتعدت، فهمس لها طالبًا منها ان تقترب واكد لها ان غرضه شريف، وانه انما يريد أن يرتبط بها بالرباط المقدس.. عندها وجدتها فرصة مناسبة لإتمام ما شرعت في تنفيذه. قالت له بنوع من الغنج النصراوي المعروف في المنطقة والبلاد عامة:
-صعب ان اوافق على طلبك ...
-وما المانع؟ سألها وهو يعبث بشاربه الراقص لهفة وجنونًا.. فردت بحسم:
-المانع هو صديقك أبو جابر. وراحت تروي قصة حبكتها وأعدتها جيدًا لهذه المناسبة. فأنا لا اريده. ولا اطيق جديته. وهو منذ مقتل خطيبي على يد غرباء.. يلاحقني في كل مكان. اينما ذهبتُ ذهب. وفي كل مكان حللتُ حل.. في كل مكان أراه قبالتي وامامي.. وفي كل مرة اتهرب منه الا انه يهمس لي. انه لن يكف عن ملاحقتي الا اذا وافقت على الزواج منه. وبالغت فقالت بحزم: وشو كمان قال اذا رفضت الزواج منه سيقتلني.
ما ان سمع ابو كاسر كلماتها هذه حتى استفاق شيطان الهبل في راسه.. فاستوقف جميلته بإشارة من يده قائلا لها:
فهمت فهمت.. واردف يقول: للمرة الثالثة: فهمت. فرقص شاربه رقصة عربية اصيلة..
مد يده إلى شبريته وهو يتهدّد ويتوعد.. شهر شبريته في الهواء.. و اندفع وهو يؤكد لها إنه لا يمكن لاحد ان يفرق بينهما.. وانه سيقتل كل من يفكر مجرد تفكير في أن يقتلها.. جرى باتجاه صديقه ابي جابر.. عندها كان لا بد ان تتوقف تلك اللعبة.. فانتصبت طلبت واقفة في طريقه وطلبت منه ان يتوقف.. مؤكدة انها انما كانت تمازحه.. غير انه واصل جريه.. وهو يقول لها ولو.. سألقنه درسًا.. يعني سألقنه درسًا لن ينساه..
ناجي ظاهر
انتشر صيت هذين الصديقين في البلاد.. واخذ يتغلغل في الزمان والمكان.. ما وطد العلاقة بينهما اكثر فاكثر.. فسميا نفسيهما باسمين لافتين استعدادًا لأن يباتا في قادم الايام جزءا من اسطورة نصراوية يري تفاصيلها الابناء والاحفاد.. وتحدو بها الركبان.. فسمى احدهما نفسه ابا كاسر فيما اخذ الآخر الاسم المناقض.. اسم ابي جابر.
اثار اسما هذين الصديقين في البداية اهتمام من عرفهما من ابناء المدينة او جمعته بهما هذه المصادفة او تلك، الا ان هذا الاهتمام ما لبث ان خفّ واخذت حدته في التلاشي رويدًا رويدًا مثلما تتلاشى حدة بقية الامور والفضائح في المدينة، غير انه بقي حادًا متقدا لدي اجمل بنت في المدينة، ذلك انهما. كما اشيع.. تسببا، بطريقة ما زالت غامضة وبقيت كذلك حتى بداية هذه القصة. نعم تسببا في موت شاب كانت مخطوبة له، فانقطعت احلامها في عز توقدها.. اغارت امنياتها.
حاولت هذه الجميلة ان تتناسى هذا الامر، ذلك انها كانت تعرف ومتأكدة في دخيلة نفسها انه لا يمكن ان يكون لأي من هذين الصديقين اي يد في مصرع خطيبها، إلا أن هاجسًا نشأ لديها وما لبث يكبر يومًا اثر يوم واسبوعًا تلو اسبوع، إلى أن اكتمل، وبات لا بد لها من تنفيذه.. فلتنفذ ما انتوته وخططت له.. وليكن ذلك درسًا وعظة لمن يعتقدون ان مدينتهم تنعم بالهدوء والسكينة.
هكذا شرعت تلك الجميلة المكلومة في تنفيذ مخططها الجهنمي.. وكان اول ما ابتدأت به، انها اجرت عنهما تحريات تواصلت فترة ليست قصيرة.. حتى عرفت عنهما كل شيء تقريبًا.. اين يكثران من التواجد.. وفي اي الامكنة يجلسان.. ماذا يحبان وماذا يكرهان من الامور.. وما إلى هذه من معلومات لا بد منها لمن يريد ان ينفذ امرًا عظيمًا.
بعد إعمال تفكير عميق. قررت جميلتنا البدء من الصديق الاضعف.. ابي كاسر.. فلتذهب إليه في وقت راحته واسترخائه الابدي.. ولتبدأ اللعبة.. فاذا ما توفقت عفاها الله من مرافقة ابي جابر.. ذلك الصلف المعروف بعناده وثباته على رأيه.. وتوجهت إليه في غيهب الغسق.. وظهرت له كالكوكب الدريّ في الافق.. فالتفت إليها التفاتة من بحث عن امر ووجده.. غير انها افتعلت الازورار عنه، ولما كانت نسوة المدينة في تلك الفترة نادرًا ما يختلطن برجالها، فقد رآها ابو كاسر فرصةً لأن يعثر على عروس تغير حياته وظروفه وتدخله في القفص الملكي.. وتجعل منه رجلًا كاملًا امام جميع من اعتقد انه ناقص من الاهل والاحباء خاصة.. و.. سار وراءها وهو يفكر في الطريقة التي تمكّنه من ان يتحدث إليها دون أن يراه احد من العاذلين الحاسدين.. غير أنها كانت كلّما غذ خطوه غذت خطوها اكثر.. وذلك في محاولة منها لجلبه إليها اكثر.. واستدراجًا إلى مكان خالٍ. عندما وصلت المكان المحدد في خاطرها.. جلست موهمة اياه بانها انما تجلس لتستريح.. تقدّم منها أبو كاسر وجلس إلى جانبها:
-لماذا تبعتني كل هذه المسافة. سألته. فرد قائلًا:
-لماذا اتيت.. اذا كنت لا تودين التحدث إلي. اجابها.
-كنت اعرف انك تلتقطها على الطاير. قالت له وهي تطلق سراح ابتسامة ساخرة وظافرة في الآن.
أنس إليها ابو كاسر خيرًا فتجرأ اكثر.. اقترب منها فابتعدت، فهمس لها طالبًا منها ان تقترب واكد لها ان غرضه شريف، وانه انما يريد أن يرتبط بها بالرباط المقدس.. عندها وجدتها فرصة مناسبة لإتمام ما شرعت في تنفيذه. قالت له بنوع من الغنج النصراوي المعروف في المنطقة والبلاد عامة:
-صعب ان اوافق على طلبك ...
-وما المانع؟ سألها وهو يعبث بشاربه الراقص لهفة وجنونًا.. فردت بحسم:
-المانع هو صديقك أبو جابر. وراحت تروي قصة حبكتها وأعدتها جيدًا لهذه المناسبة. فأنا لا اريده. ولا اطيق جديته. وهو منذ مقتل خطيبي على يد غرباء.. يلاحقني في كل مكان. اينما ذهبتُ ذهب. وفي كل مكان حللتُ حل.. في كل مكان أراه قبالتي وامامي.. وفي كل مرة اتهرب منه الا انه يهمس لي. انه لن يكف عن ملاحقتي الا اذا وافقت على الزواج منه. وبالغت فقالت بحزم: وشو كمان قال اذا رفضت الزواج منه سيقتلني.
ما ان سمع ابو كاسر كلماتها هذه حتى استفاق شيطان الهبل في راسه.. فاستوقف جميلته بإشارة من يده قائلا لها:
فهمت فهمت.. واردف يقول: للمرة الثالثة: فهمت. فرقص شاربه رقصة عربية اصيلة..
مد يده إلى شبريته وهو يتهدّد ويتوعد.. شهر شبريته في الهواء.. و اندفع وهو يؤكد لها إنه لا يمكن لاحد ان يفرق بينهما.. وانه سيقتل كل من يفكر مجرد تفكير في أن يقتلها.. جرى باتجاه صديقه ابي جابر.. عندها كان لا بد ان تتوقف تلك اللعبة.. فانتصبت طلبت واقفة في طريقه وطلبت منه ان يتوقف.. مؤكدة انها انما كانت تمازحه.. غير انه واصل جريه.. وهو يقول لها ولو.. سألقنه درسًا.. يعني سألقنه درسًا لن ينساه..
ناجي ظاهر