محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - نحلم بمُدن من الزجاج...

نحلم
بمُدن من الزجاج
من الطين البدوي
ومن الليل غير (الغتيت)
ذاك الذي يسحب عنا الملاءة ويواجهنا بصور الغائبين
بالحرير يزُف البنات إلى دوائر الرقص
يأخذهن الشبق المُشاغب
نحو ضحكةِ تقبع وحيدة في مفترق إلتهام
بالعصافير
تدخل مدرسة الربيع فرِحة
تضع حقائبها المدرسية على الأغصان
وتتمرن على اُغنيات النسيم
بالصبية
والغباش الأليف يوحد المزحات
في لوحةِ من أبد
يتراكضون بين الرمال السعيدة للنهر
يرتشفون اسماء العصافير
يُسمون النجوم في الليل باسماء ابطالهم
ينجون من فِخاخ البلوغ
نحلم
باُغنيات العقد، تُراقص الوقت حافياً في المساء الشفيف
والبحر يُحمم وجه المصابيح بالندى الارجواني
بالحبيبة ترمم اصابعنا المبتورة
بأيدي المسافة
بالصباح والقهوة اُنثى كسولة، تستيقظ على مهلها
لتضم عاشق الى مقتنياتها
في صندوق المزاج
نحلم
بالاحصنة الرمزية للفرح تُمشط حدود المقاهي الأليفة
تغزو حصون الحروب المدججة بالجنائز
تُحرر سبايا الأزمنة المطعونة بمقبض الدم
تستجوب الأحزان
تشطرها
وتنثر رمادها في عيون القتلة
لتعصبهم عن جمال الصغار
نحلم
بمُدن من زجاج
لنرى عبره، أيامنا القادمة
عُرس البلاد المؤجل
عشقها للرمال التي تلتصق بسيقان نساء نسوا الحرب قليلاً
وغنو اناشيد لقُبلات لقيطة
امها الليل
واباءها تبعثروا في قصائد شهيدة
نحلم
بالراديو يبث في السابعة
نشرة الطقس
(هذا المساء مُخصص لاُغنيات العصافير الرجاء هيئوا الاجنحة)
العشاء العائلي يُناقش بجدية الأب
موعد البنت الذي عطلته الأمطار الخسيسة
والبنت في قلبها
تشتعل كليلة تقبع وحيدة تحت رحمة قمر
والباب ينتهي
في شُرفةِ عاشقة
والمرسيدس سيارة للتنقل
ليست عملات شائعة في بقالات الحب
والزهرة تحكم الكون
بدلاً عن المشنقة
#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...