غياث المرزوق - هَدَادَيْكِ يَا قَطَرًا مِنْ نَدًى، وَنَدَى (1)

/... وَكَانَ حَرِيًّا، حَرِيًّا، بِهَا أَنْ تُجْهِشَ بِٱلْبُكَاءْ،
غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتِ ٱمْرَأَةً أَيَّةَ ٱمْرَأَةٍ بَلْ حُورِيَّةَ مَاءْ
/... حُورِيَّةً
لَا تَسْطِيعُ أَنْ تَذْرِفَ ٱلْدَّمْعَ دَمْعًا فِي هٰذَا ٱلْمَدَى
فَمَا أَشَدَّ ٱلْتَّوَصُّبَ، مَا أَشَدَّهُ، يَا قَطَرًا مِنْ نَدَى!
أندرسن


(1)

قَالَتْ لَهُ:
«قَطْرُ النَّدَى رَحَلَتْ بَعِيدًا، بَعِيدًا،
قَبْلَ الأَوَانْ
وَلَمْ نَعُدْ نَرَاهَا عَلَى هٰذِهِ الأَرْضِ،
بَعْدَ الآنْ».

قَالَ لَهَا:
«لَا،... لَا، يَا آلَائِيَ الغَالِيَهْ،
قَطْرُ النَّدَى لَمْ تَزَلْ في القَلْبِ
وَالعَيْنِ
وَالرُّوحِ مِنَّاْ
قَطْرُ النَّدَى صَارَتِ الآنَ في مَرْكَزِ
ٱلْكَوْنِ،
رَغْمًا عَنِ الحُبِّ الإِلٰهِيِّ،
/... وَعَنَّاْ
قَطْرُ النَّدَى صَنَعَتْ لَنَا الحَيَاةَ، أَحْلَى
ٱلْحَيَاةِ،
فِي صَبَايَا الأُلِمْݒِ،
آلَاءٍ، حَنِينٍ، وَجُودٍ، وَرِيمَاْ
/... قَطْرُ النَّدَى
صَنَعَتْ لَنَا في هٰذَا الفَضَاءِ الأَنِيقِ،
فِي ذَاكَ المَضَاءِ الشَّدِينْ
صَنَعَتْ نِسَاءً بِحَقٍّ، وَحَقِّ الحَقِيقِ،
نِسَاءً يَخِرُّ لَهُنَّ الرِّجَالُ، كُلُّ الرِّجَالِ،
وَأَزْيَانُهُمْ كُلُّهُمْ سَاجِدِينْ».

***

/... فَأَيْنَ،
أَيْنَ، إِذَنْ، تِيكَ عَادَاتُ الدَّغَلْ؟
/... وَأَيْنَ،
أَيْنَ، إِذَنِ، تِيكَ ٱدِّعَاءَاتُ النَّغَلْ؟

***

/... وَكَانَ،
كَانَ مَيْنًا حَينَ كَانْ
/... كَانَ،
كَانَ يَا مَا كَانْ
فِي سَالِفِ ذَاكَ الزَّمَانْ،
كَانَ، ثَمَّةَ، في «حَيِّزٍ» مُتَرَامٍ
/... مُتَرَامٍ
دَغَلٌ، عَلَى دَغَلٍ مِنَ الأدْغَالِ
/... مُدْهَامٍّ
دَغَلٌ، وَقَدْ تَحَجَّرَ فِيهِ مَاءُ بَحْرٍ
/... هَامٍّ

***

فَانْحَسَرَ التَّرَقُّبُ، فَجْأَةً،
/... وَالرَّجَاءُ –
وَانْقَبَضَ اللِّسَانْ
وَانْشَقَّ طَوْدٌ مُتَشَامِخٌ،
وَانْدَلَعَتْ، هُنَاكَ،
/... إِذَّاكَ
رَقْصَةٌ مِنْ أُفْعُوَانْ

***

/... وَبَعْدَ،
بَعْدَ وِقْفَةٍ وَجِيزَةٍ لِلصَّدَى
/... تَصَاعَدَتْ،
تَصَاعَدَتْ فِي المَدَى نَفْثَةٌ،
بَلْ نَفْثَتَانِ –
فِي نَفْثَةٍ، مِنْ دُخَانْ
/... تَصَاعَدَتْ
ثُمَّ اسْتَمَالَتْ بِجِيدٍ، وَجِذْعٍ،
وَجُهْدٍ
/...
ثُمَّ طَالَتْ،
وَاسْتَطَالَتْ،
وَاسْتَطَالَتْ،
/... وَهْيَ
/... تَرْقُبُ،
فِي المَدَى، كَالدَّيْدَبَانْ

*** *** ***

دبلن (إيرلندا)،
شباط (فبراير) 2002

/ تحديثا عن الحوار المتمدن


غياث المرزوق - هَدَادَيْكِ يَا قَطَرًا مِنْ نَدًى، وَنَدَى (1) (ahewar.org)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...