أمل محمد منشاوي - تداعي...

.........
وقفت مشدوهة أنظر إليه وعلامات الحزن والألم ترتسم على وجهي بوضوح، لم أحرك ساكنا، أدخلتني صورته البائسة وبكاؤة النازف في حالة غريبة من التأمل والتألم، طفل من أطفال الشوارع الذين لا نعلم من أين أتوا، كان صغيرا جدا للحد الذي يجعل حتى الحيوانات الضالة ترأف لحالة، ضئيل الحجم رث الثياب، تلطخ وجهه الصغير بخليط من الدموع والمخاط، يمسك بإحدى يديه كسرة خبز وبظهر كفه الأخر يدعك عينه التي التهبت من شدة البكاء، صوت نحيبه يوقظ في شعورا بالحزن والخوف من المجهول، احتمى بجدار أحد المحلات الأنيقة وأخذ يبحث في وجوه الناس عن ملاذه الآمن، ربما كانت أمه أو أبوه، أخوه أو أخته، يتملكه الفزع كلما اقترب منه أحد، صوت بكاؤه يمزق نياط قلبي ورغم ذلك كنت أحسده، تمنيت في هذه اللحظة أن أعود إلى الوراء أربعين عاما عندما كنت في مثل سنه وأبكي...أبكي...أبكي... سمعت نزيف قلبي ونهنهات فؤادي، لا أذكر متى اختفى من أمامي ومن الذي جاء وانتشله من حالة الضياع التي كان فيها، كل ما أذكره هو تلك العجوز التي مسحت بكفها الحاني على ظهري وناولتني منديلا كي أجفف دموعي.
#أمل
٧/ ٩/ ٢٠٢٤

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...