إننا في زمن تغيرت فيه الأشياء وقلت فيه الابتسامات ، وأصبحت مواربة والبكاء أصبح صداحا .
وقت أصبحت فيه الأفكار كالأمواج في رأسي ، تتكسر على واجهة جمجمتي الداخلية ، إنه وقت الفراغ والأسئلة .
بعض الأحيان أتساءل كيف يمكنني تحمل هذا .
نظرات تائهة ، أمام كل ما يجيش داخلي ، إنني أنظر وألاحظ الناس يمرون ، أتركهم يذهبون ويجيئون في مساحات ليست لهم ، أعرف هدفهم بالتحديد .
إنه الفراغ الكامل التام ، تملأ قلبي نظرات ضائعة ، أمام اليأس الشاسع ، التي تنتقل إلي من كل المحيطين بي .
أجلس في مؤخرة الحافلة ، وأتخيل ما يمكن أن أفعله لكي لا أنفجر بكاء أو ضحكا وماذا يمكن أن يمسني وأحسه ، لكي لا أشعر بكل ما يروج داخلي .
كل ذلك يدور في رأسي ، يتبخر ولا يعود إلي أبدا ولكنه يحبسني داخله إلى الأبد .
وأسير على تلك الطرقات المظلمة لروحي والتي تظهر فيها آلاف الألوان المتداخلة والتي تستولي علي وعلى أفكاري .
لا أفهم معانيها حقا ، أنسى بسرعة وكل شيء يذهب إلى الفراغ الكبير الذي يحتويني .
أتذكر فقط ودائما نظراتها المنبعثة من عينيها الجميلتين .
فأسير بنظراتي الباكية ، أمام العدم والعراء التام من المشاعر ومن الأفكار أيضا.
مهما كانت النجوم مشعة ومتناثرة في السماء ، فأنا لا أرى غير عينيها وحدهما في هذا الوجود كله .
إنه حزن عالمنا أن نكون على حذر ، دائما ما يجب أن نكون على حذر فالحريات كلها مسلوبة من دون علمنا ، كلها موقوفة التنفيذ ، لذلك كنت آمرها أن تنظر من نافذة الحافلة إلى الخلاء وإلى الحقول المخضرة وكلي خوف وشك أن تلتقي نظراتها التي أعشقها بعيني أحد آخر، غيري ، فيأخذها مني .
نعم .. نعم كنت أغار عليها من نظرات الآخرين ، لا أريد أن تقع عليها أية نظرات أخرى ،وكأن ذلك وحده سيجعلني أفقدها ، فكنت أمنعها من الخروج من بيتنا لأي سبب كان .
كنت أقوم بكل شيء خارج البيت .
يمكننا أن نغش بأفكارنا الواقعية لكن لا يمكننا التخلص من قناعاتنا العميقة.
فقد كنت لا أحب أي شيء أكثر من نيران عينيها المملوءتين بالصفاء ، التي تأتي من روحها حتى أنني لم أعد أخاف من الفراغ عندما اخترق نظراتها وأسبح داخل عينيها الجميلتين .
إنها لم تتذمر من ذلك أبدا ولما سألتها مرة عن تأثير ذلك عليها أجابتني بهدوء:
ـ ليس مهما إلى أي شيء أنظر ، ما دمت لا أنظر إليك .
أجبتها متسائلا وأنا أكاد أنفجر من الغيظ :
ـ كيف ذلك ؟ كيف ذلك ؟ وإلى من تنظرين إذن ؟
ـ إلى اللاشيء ، إلى الفراغ ، فقد تعلمت أن أنظر إليه من خلالك .
ــ لماذا تفعلين بي ذلك أيتها الغبية ؟ أنا أحبك وأعشق نظراتك فكيف تأخذينها بعيدا ...
ـــ ذلك أنك فرضت علي أن أعيش كالعمياء ، في الظلام .
أتعرف ما هو خطؤك ؟
أنت تظن أنه لو نظرت إلى شخص ما غيرك فقد يأخذني منك بسبب نظراتي ، لكن ما لا تعرفه أن النظرات نحسها ، تتغلغل داخلنا فنشعر بالحب أو الكره أو الصدق أو الكذب ،وقد لا نحس بأي شيء من خلالها على الإطلاق كما هو الشأن بالنسبة لنظراتك إلي ، فأنا لا أشعر بها بتاتا.
ـ أيتها اللعينة ، كيف يمكنك إذن أن تحتلي نظراتي إليك .
كيف تخونيني؟
أظن أن اللحظة المدمرة لنا هي اللحظة التي نقتنع فيها بعدم معرفة ما نشعر به مع أنفسنا ويحتل المكان صمت قاتل يصرخ بعنف داخلنا وينتظر منا متى نخضع لبطشه بنا .
لو أنها جعلتني أشرب سما زعافا لكان أفضل من اختراق كلماتها لروحي المتألمة .
أصبح من الصعب علي التنفس أمام نظراتها الميتة .
إنني ضائع ، لكنني سأجد نفسي في نظراتها ، دونها لن أعيش .
ــ أيتها المغفلة سأقتلع عينيك حالا وأشرب ماءهما ، وحده الرماد يعرف ما معنى أن تحترق حتى النهاية .
فوجئت به ، يهاجمها بقوة وعنف ، لتسقط أرضا مغشيا عليها ، وهو يدخل أصابعه بكل قوته في محاجرها ليقتلع بؤبؤتيها في همجية وهو يقهقه عاليا :
ـــ الآن ، قولي ماذا ستفعلين ؟ هاه ؟
أنت من سينظر بعيني من الآن فصاعدا ، هههه لن تتحركي إلا إذا اعتمدت علي ، أقصد على نظراتي ،
اصمتي ، اصمتي ... لا أريد أن أسمع صراخك وأنينك ،
سأكون موجودا دائما من أجلك إذا كانت عيناك معي ، فلن أهتم إلى أين تنظرين.
سأحترق ، سأتبع سنين اللهب ، أقصد لهيب نظراتي الممزوجة بنظراتك والتي لن تقع إلا عليك .
وقت أصبحت فيه الأفكار كالأمواج في رأسي ، تتكسر على واجهة جمجمتي الداخلية ، إنه وقت الفراغ والأسئلة .
بعض الأحيان أتساءل كيف يمكنني تحمل هذا .
نظرات تائهة ، أمام كل ما يجيش داخلي ، إنني أنظر وألاحظ الناس يمرون ، أتركهم يذهبون ويجيئون في مساحات ليست لهم ، أعرف هدفهم بالتحديد .
إنه الفراغ الكامل التام ، تملأ قلبي نظرات ضائعة ، أمام اليأس الشاسع ، التي تنتقل إلي من كل المحيطين بي .
أجلس في مؤخرة الحافلة ، وأتخيل ما يمكن أن أفعله لكي لا أنفجر بكاء أو ضحكا وماذا يمكن أن يمسني وأحسه ، لكي لا أشعر بكل ما يروج داخلي .
كل ذلك يدور في رأسي ، يتبخر ولا يعود إلي أبدا ولكنه يحبسني داخله إلى الأبد .
وأسير على تلك الطرقات المظلمة لروحي والتي تظهر فيها آلاف الألوان المتداخلة والتي تستولي علي وعلى أفكاري .
لا أفهم معانيها حقا ، أنسى بسرعة وكل شيء يذهب إلى الفراغ الكبير الذي يحتويني .
أتذكر فقط ودائما نظراتها المنبعثة من عينيها الجميلتين .
فأسير بنظراتي الباكية ، أمام العدم والعراء التام من المشاعر ومن الأفكار أيضا.
مهما كانت النجوم مشعة ومتناثرة في السماء ، فأنا لا أرى غير عينيها وحدهما في هذا الوجود كله .
إنه حزن عالمنا أن نكون على حذر ، دائما ما يجب أن نكون على حذر فالحريات كلها مسلوبة من دون علمنا ، كلها موقوفة التنفيذ ، لذلك كنت آمرها أن تنظر من نافذة الحافلة إلى الخلاء وإلى الحقول المخضرة وكلي خوف وشك أن تلتقي نظراتها التي أعشقها بعيني أحد آخر، غيري ، فيأخذها مني .
نعم .. نعم كنت أغار عليها من نظرات الآخرين ، لا أريد أن تقع عليها أية نظرات أخرى ،وكأن ذلك وحده سيجعلني أفقدها ، فكنت أمنعها من الخروج من بيتنا لأي سبب كان .
كنت أقوم بكل شيء خارج البيت .
يمكننا أن نغش بأفكارنا الواقعية لكن لا يمكننا التخلص من قناعاتنا العميقة.
فقد كنت لا أحب أي شيء أكثر من نيران عينيها المملوءتين بالصفاء ، التي تأتي من روحها حتى أنني لم أعد أخاف من الفراغ عندما اخترق نظراتها وأسبح داخل عينيها الجميلتين .
إنها لم تتذمر من ذلك أبدا ولما سألتها مرة عن تأثير ذلك عليها أجابتني بهدوء:
ـ ليس مهما إلى أي شيء أنظر ، ما دمت لا أنظر إليك .
أجبتها متسائلا وأنا أكاد أنفجر من الغيظ :
ـ كيف ذلك ؟ كيف ذلك ؟ وإلى من تنظرين إذن ؟
ـ إلى اللاشيء ، إلى الفراغ ، فقد تعلمت أن أنظر إليه من خلالك .
ــ لماذا تفعلين بي ذلك أيتها الغبية ؟ أنا أحبك وأعشق نظراتك فكيف تأخذينها بعيدا ...
ـــ ذلك أنك فرضت علي أن أعيش كالعمياء ، في الظلام .
أتعرف ما هو خطؤك ؟
أنت تظن أنه لو نظرت إلى شخص ما غيرك فقد يأخذني منك بسبب نظراتي ، لكن ما لا تعرفه أن النظرات نحسها ، تتغلغل داخلنا فنشعر بالحب أو الكره أو الصدق أو الكذب ،وقد لا نحس بأي شيء من خلالها على الإطلاق كما هو الشأن بالنسبة لنظراتك إلي ، فأنا لا أشعر بها بتاتا.
ـ أيتها اللعينة ، كيف يمكنك إذن أن تحتلي نظراتي إليك .
كيف تخونيني؟
أظن أن اللحظة المدمرة لنا هي اللحظة التي نقتنع فيها بعدم معرفة ما نشعر به مع أنفسنا ويحتل المكان صمت قاتل يصرخ بعنف داخلنا وينتظر منا متى نخضع لبطشه بنا .
لو أنها جعلتني أشرب سما زعافا لكان أفضل من اختراق كلماتها لروحي المتألمة .
أصبح من الصعب علي التنفس أمام نظراتها الميتة .
إنني ضائع ، لكنني سأجد نفسي في نظراتها ، دونها لن أعيش .
ــ أيتها المغفلة سأقتلع عينيك حالا وأشرب ماءهما ، وحده الرماد يعرف ما معنى أن تحترق حتى النهاية .
فوجئت به ، يهاجمها بقوة وعنف ، لتسقط أرضا مغشيا عليها ، وهو يدخل أصابعه بكل قوته في محاجرها ليقتلع بؤبؤتيها في همجية وهو يقهقه عاليا :
ـــ الآن ، قولي ماذا ستفعلين ؟ هاه ؟
أنت من سينظر بعيني من الآن فصاعدا ، هههه لن تتحركي إلا إذا اعتمدت علي ، أقصد على نظراتي ،
اصمتي ، اصمتي ... لا أريد أن أسمع صراخك وأنينك ،
سأكون موجودا دائما من أجلك إذا كانت عيناك معي ، فلن أهتم إلى أين تنظرين.
سأحترق ، سأتبع سنين اللهب ، أقصد لهيب نظراتي الممزوجة بنظراتك والتي لن تقع إلا عليك .