السيد فرج الشقوير - هذا أنا واللّهِ العظيم...

يَا رَبّْ نَيِّلْ شَاعِرَاً إسْمُهُ رَابِي
نَيِّلْهُ طَاجُور يَا رَبّْ
قَبْلَ أَنْ تَعِي أَظَافِرِي الخَرْبَشَةَ عَرِفْتُهْ
أَغْرَانِي بِاجْتٍمَاعِ المَوَاهِبْ
بِسَبَبِهِ يَا اللهُ .. أَنَا فَاشِلْ!
رُبّمَا لِأَنِّي عَلَى الحَقِيقَةِ ..
أُجِيدُ مُعْظَمَ الأَشْيَاءْ
يَعْنِي كُلَّهَا إلَّا قَلِيلَا!
بِمَعْنَى ..
أجِيدُ ثَلَاثَةَ أَرْبَاعِ الحِرْفَةِ مِنْ كُلِّ الأَشْيَاءْ!
الأَشْيَاءُ عِنْدِي تَنْتَهِي بَالأََلِفِ اللَيِّنَةْ
لَا أُجِيدُهَا كَامِلَةْ!
عِنْدَكِ مَثَلَاً يَا فُوفَّا
كَىْ عَلَى بَيِّنَةٍ تَكُونِي قَبْلَ الزِّفَافْ
فِي أَجَازَاتِي المَدْرَسِيَّةِ
وَأَنَا أَتَشَرَّبُ فَنَّ المَحَارَةْ
أَُضْمَرُتُ جُصَّاً كَثِيرَاً ..
لوَجْنَتَيْ وَطَنِي المُكْفَهِرْ
اسطَمْبَاتٌ ضَمَّنْتُهَا خَيَالِي ..
عَنْ كَيفَ يَضْحَكُ الوَطَنْ!
عَلَّهُ يَبَشُّ فِي وُجُوهِنَا يَا امْرَأَةْ
وَ كَانَتْ " نِشَرْتُ " لَهَا عِدَّة مَزَايَا *
مِنْ مَزَايَا نِشَرْتٍ يَا فُوفَّا
كُونُهَا تَرَعْرَعَتْ فِي حِجْرِ قِطَارٍ طَيِّبْ
بَطِيءٌ ..
كَالجَدَّاتِ الْكَرْمَشَتْهُنَّ الآوِنَةْ
تُغَادِرُهُنَّ التَّجَاعِيدُ
حِينَ مِنْ لَيَالِي الحِنَّاءِ الفَانِيَةِ ..
تَبُصُّ كَعْكَاتُ الفَرَحْ
وَ تُرَاوِدُهُنَّ بِرَامُ الأَعْرَاسِ لَمَّا كُنَّ يَمَامَاً *
قِطَارٌ ..
يَعْرُجُ بِمَشَاوِيرِ النُّجُوعْ
حِينَ يَكُونُ جَدُّكِ قِطَارَاً يَا عَزِيزَتِي
وَ مِنْ قِطَارَاتٍ تَجُوبُ فَلَنكَاتِ الوَطَنْ
يَمْنَحُكِ أَعْذَارَاً وَجِيهَةً للتَّأَخُّرْ
وأَسبَابَاً كَىْ تَصِيرِي عُقرُوقَةً مُغْتَالَةً سَلَفَا! *
عَلَيْكِ حِينَ يَسْعَلُ أَنْ تَرْحَمِي كَاهِلَهْ
أَنْ تَقْعُدِي لِكَاحِلِهِ بَأَرْبِطَتِكِ الضَّاغِطَةْ
وَ بِعَصَاةٍ يَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا
جَدُّ كَهُوَ
يَرُوقُ رَجُلَانِ يُحِبَّانِ مَا قَلَّ مِنَ المَحَارَةِ
وَ مَا دَلَّ مِنْ الشِّعْرِ يَا حَبِيبَتِي
وَ مِنْهَا مَزَايَا نِشَرْت
نَهَارُ الشِّتَاءِ القَصِيرْ
نَهَارَاتُ يَنَايِر ..
بِالكَادِ تَطَالُ رُؤُسُهَا سُرَّةَ يَوْمٍ قَائِظْ
وَ بِإِيعَازٍ مِنْ يَوْمٍ عَجُولٍ
يَنْثُرُ صِيصَانَ الوَقْتِ جِوَارَ النَّافِذَةْ
كُنَّا نَفْرَغُ مِنْ شَقَاءِ التَّخْفِيقِ لأَجْلِهْ!
ليُلَمْلِمَ صِبْيَانَهُ قَبْلَ قُدُومِ عِيَالِ الحُلْكَةْ!
مُعَلِّمِي يَا فُوفَّا مَحَّارٌ رَقِيقْ
تَسْكُتُ فِي يُمْنَاهُ البَرْوَةُ *
كُلَّمَا كَفَّ المِذْيَاعُ أَنْ يُغَنِّي "عَدَوِيَّة"
فَأَلْعَبُ أَدْوَارَ الرَّادْيُو المُحْتَالُ لكَهْرُبَاءٍ مُرَاوِغَةْ
وَ أُغَنِّي لَنَا " عَوَّامْ يَا اللِّي عَلَى بَرِّ الهَوَى "
دُونَ بَطّارِيَّةِ خَارْصِينٍ وَاحِدَةْ!
فَعَلَّمْتُهُ الشِّعْرَ يَا حَبِيبَتِي
وَقَبْلَ أَنْ أَسْتَوْعِبَ التَّخْشِينَ ...
مَاتْ!
مِسْتَرْ رِضَا الطَيّبُ ..
أَفْشَلَنِي فِي لُغَةِ الإِنْكِلِيزْ
أَحَبَّ شِعْرِي يَا فُوفَّا
قَصِيدَةٌ لِيَ اسْتَدَارَ نَهَدَاهَا فَجْأَةْ
وَطَفَحَ رُدْفَاهَا بِالوِلْعَةِ ..
كُنْتُ قَدْ أَنْكَحْتُهَا الحُزَنَ
قَدَرَاً دَاسَتْ إِحْدَى أَطْفَالُهَا رِجْلَيْ قَلْبِهْ
وَ مَدَّتْ أُخْتُهَا بِلَا قَصْدٍ خِنْصَرَهَا ..
فَطَرَفَتْ عَيْنَيْه!
بِبَيْتٍ مَسْجُوعٍ طَافِحٍ لَابُدَّ بَالبُكَاءِ ..
عَوَّدَنِي التَّنْبَلَةْ!
وَأَنْ أَعْتَمِدَ عَلَى أَنِيسْ عِبِيدْ
وَ أَنَا أُمَارِسُ الفُرْجَةَ عَلَى ..
f0r a few dollars more
دَائِمَا تَفُوتُنِي مَلَامِحُ النَّدَمِ فِي مَآقِ القَتَلَة
دَائِمَاً تَمُرُّ مَازُوخِيَّةُ الشُّعُوبِ قَبْلَمَا أُوَبِّخُهُمْ
وَ أَنَا مَاثِلٌ كَهُبَلٍ قُدَّامَ التَّرْجَمَةْ!
وَفِي آخِرِ كُلِّ عَامٍ يَا حَبِيبَتِي ..
أَبَدَاً لَا يَأْتِي مسْتَرْ رِضَا!
و يَتَعَمَّدُ الجِرَامَرُ الصُّعُوبَةَ وَقْتَهَا!
حَتَّى مَقْطُوعَةُ التِّرَانْسِلِيتْ تُو إنْجْلِيشْ
كَحَبِيبَةٍ تُشِيحُ عَنِّي
وَتَنْتَحِي بِزَعَلِهَا فِي غُرْفَةِ المَعِيشَةِ
فَتَكُونُ جِدَّاً مُبْهَمَةْ!
أُجِيدُ لَعِبَ الكُرَةْ
و اسْأَلُوا تِيتُو يَا عَالَمْ
رِجْلِيَ اليُسْرَى ..
مِنْ نَوْعٍ غِيرِ مَأْلُوفٍ بِالمَلَاعِبْ
رِجْلِيَ مِنْ نُوْعٍ وَحْدَهَا
إِسْمُهَا .. بِنتُ الّذِينَ!
هَكَذَا صَنَّفَتْهَا الجَمَاهِيرُ يَا فُوفَّا
رُبَّمَا مِنْ حَظِّ مُو صَلَاح السَّعِيدْ
أَنَّ المُوَاصَلَاتِ إلَى غَزْلِ المَحَلَّةِ
كَانَتْ عَنْ جَدٍّ مُرْهِقَةْ
فَضَاعَتْ عَلَى لِيفَرْبُولُ الفُرْصَةْ
وَ تَرَاهُ سَعِيدَاً جِدَّاً لِيُونِيلْ مِيسِّي
أُوتُوبِيسٌ أَزْرَقٌ كَسُولٌ أَفْشَلَنِي
بِبَسَاطَةٍ يَا فُوفَّا ..
هَذَا سِرُّ إكْتِئَابِ بَرْشلُونَةْ!
أَرْسُمُ بِبَرَاعَةْ
الصَّرَاحَةٌ ..
مَا كُنْتُ لِأَكُونَ لِيُونَارْدُو
وَلَا حَتَّى بِنْصَرَ رِينْوَارٍ لَكِنْ
لَا يَضِلُّ الَّذِينَ يَعْرِفُونَكَ يَا فُوفَّا ..
أَنّنِي أَرْسُمُكْ!
و حِينَ أَرْسُمُ الخَرَائِطَ أُخَالِفُ المَنَاهِجْ
أُزَاوِلُ تَسْيِيلَ الفَوَاصِلْ
أَرْسُبُ
حِينَ تَلْمَحُ الوَزَارَةُ شَالَاً غَزَّاوِيَّاً مُقَاوِحَاً *
يُعَرِّضُهَا للمُسَاءَلَةْ
أُتْقِنُ الخَطَّ العَرَبِيّ
رِقْعَةْ / دِيوَانِيّ / ثُلُثْ / نِسْتَعْلِيقْ
وَكَرِهْتُ النَّسْخَ حِينَ وَظَّفَتْهُ الجَرِيدَةْ
النَّسْخُ جَبَانٌ جِدَّاً يَا حَبِيبَتِي
يَقْعُدُ فَوْقَ السَّطْرِ بِإيتِيكِيتِهِ المُمِلّْ
لَا يُحْسِنُ المَرْجَحَةَ الّتِي تَحُضُّ عَلَيْهَا الرِّيحْ
وَ يُعْرِبُ عَنْ شَجْبِ الحُكُومَةِ الأَجْوَف
كُلَّمَا صَرَخَ الزَّيتُونُ وَ هُمْ يَقْطَعُونَ دَابِرَهْ!
فَلَمْ أَعُدْ صَالِحَاً بِالمَرَّةِ ..
كَيْ أُصْبِحَ خَطَّاطَاً مُكْتَمِلَا!
أَنَا فَاشِلٌ يَا فُوفَّا
بُصِّي .. مَرَّةً ذَاتَ سَعْيٍّ
كُنْتُ فِي عَمَّانَ يَوْمَاً
عَلّمَنِي نَايِفُ الغَزَّاوِيُّ صَنْعَةً ..
تَقِي السَّادَةَ النُّبَلَاءَ قَرَّاً وَ حَرَّاً
َ كُلَّمَا قَشَّرَ الوَقْتُ عَامَاً ..
بَرَعْتُ فِي صَنْعَةِ التَّدْفِئَةِ المَرْكًزِيَّةْ
أَتْقَنْتُ شَيْئَاً كَامِلَاً لِمَرَّةْ
وَ كَانَتْ خَطِيئَةْ!
عِنْدَمَا حَمَلَتْنِي العًبَّارَةْ
تِلْكَ السَّفِينُ الَّتِى قَاءَتْنِي فَوْقَ الرّصِيفْ
بَاغَتَنِي طَقْسُ الوَزَارَةِ الرَّشِيدَة
حَارٌّ جَافٌّ صَيْفَاً!
لَيْسَ هَذَا وَكَفَى
بَلْ وَ دَفِيءٌ مُمْطِرٌ شِتَاءً!!
هَهَهْ .. لَا تَضْحَكِي
وَ رَبُّنَا ..
هَذَا مَا حَكَاهُ لَنَا كِتَابٌ أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ الدَّوْلَة!
أَنَا مِنْ كَفْرِ الشَّيْخ
فِي الحَرِّ أَخْرُجُ مِنْ هُدُومِي يَا فُوفَّا
وَفِي شِتَائِي أَدْخُلُ فُسْتَانَ المِدْفَأَةْ!
لَكِنْ عَلَيَّ أَنْ أُصَدِّقَ بُنَّاةَ الجُمْهُورِيَّة
أَنْ أَرْضَخَ لحُظُوظِي ..
الّتِي لَا تَنَامُ
قَبْلَ أَنْ تَطْمَئِنَ أَنِّنِي لَا زِلْتُ فَاشِلَا
شَغُوفٌ أَنَا بِطَوَابِعِ البَرِيدْ
أَجْمَعُ العُمْلَاتِ القَدِيمَةْ
أُحَبِّذُ احْتِفَاظِي بِصُورَةٍ للْهَرَمِ الكَبِيرِ
عِنْدَمَا تَبْتَاعُ السَّعُودِيَةُ الجِيزَةَ بِرُمَّتِهَا
ُعُمْلَةٌ وَحِيدَةٌ لِقَيصَرٍ ..
كُنْتُ أَكِيدُ لَهَا كَيْدَا
فَتَحْكِي اللِّيمُونْدُ حِكَايَةَ حُرٍّ فُوشٍ
بَاعَ ظَالِمَاً فِي سُوقِ العَبِيدْ
إبْتَاعَ شَهْقَةً بِرَأْسِ دِقْلِدْيَانُوسِ مَرَّةْ!
لِلْأَسَفْ يَا فُوفَّا
إخْتَارَهَا صِغِيرِيَ لِيَبْتَاعَ مَصَّاصَةً بِنْت كَلْب
فَرَمَى البَقَّالُ بِهَا إلَى الشَّارِعْ!
وَشَوَارِعُنَا مِنْ حَالٍ ..
يَا إمْرَأَةً مُعْتَادٌ صَنْدَلُهَا الإسْفَلْتْ
أَنْ يَكُونَ لِسَانُ طِفْلِي " أَحْمَرِيكَا " ..
يَتَفَلَّتُ الظَّالِمُونَ مِنْ دَرَجِ التَّسْرِيحَةِ ..
لِأَبْقَى فَاشِلاً كَالعَادَةْ!
الآنَ أَكْتُبُ شِعْرَا
فِي زَمَنٍ يَنْصَرِفُ النَّاسُ إلَى البَطَاطَا
أَكْتُبُ أُقْصُوصَاتٍ قَصِيرَةْ
تَمُوتُ خِلَالَهَا البَطَلَةُ فَجْأَةْ
يَنْصَرِفُ النَّاسُ عَنْ حَكَايَايَ الحَزِينَةْ...
لَدَيْهِمْ مِنَ البُكَاءِ بِالكَادِ مَا يٌكْفِي الفَاصُولْيَا
لَدَيْهِمْ مِنَ الأَسِفِ ..
مَا تَسْتَهْلِكَهُ البَازِلَّاءُ
فَلَا تَذَرُ مَنَابَاً للبَامْيَةِ الخَضْرَا!
أَنَا فَاشِلٌ صَدِّقِنِي ..
أَطْبَعُ دَوَاوِينِي لَا لِيقْرَؤُهَا الجِوْعَى
فَقَطْ كَيْ أَكُونَ سَعِيدَاً
حَيْثُ قَبْلَ أَنْ أَمُوتْ
أَكُونُ قَدْ نَجَحْتُ أَخِيرَاً ألَّا أُصْبِحَ فَاشِلَا
وَ هَا قَدْ نَجَحْتُ يَا فُوفَّا ..
أَنَا الآنَ فَاشِلٌ .. إلَّا رُبْع

......................
السيد فرج الشقوير


هَامِش
* نشرت إسم قرية من أعمال كفر الشيخ
* بروة أداة يستعملها عامل المحارة
* برام جمع برمة وهي الطاسة من نحاس ومن فخار
* العقروقة هِي بنات السلحفاة. * for.. فيلم .. من أجل حفنة دولارات
* المقاوح المكَابر المشادد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...