محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - إحتَفي بالبلادِ...

إحتَفي بالبلادِ
بالدمِ
بالوقتِ المُقتطف من ذاكرة رُصاصة قبل أن تموت
إحتفي بالطُرق المحفورة
في شقوق الأرجل
بالكسرى اليابسة
بالأمس الذي يتأخر عن المضي
بالغد المتعطل أمام الباب
بهذيان الحمام في الأوردة حين تخونها السماء
علمتنا البلاد
أن نحيا سُعداء دائماً
لا لشيء
سوى لأن الموت عندها يتلصص من كل جدار
علينا أن ننهب من الخمرة ما أستطعنا من الترنح في فخذ اُنثى تُنسى باستمرار
من النساء ما أستطعنا من أطفال وسُرر تصلح لتكون أقداحا
من الطُرق ما أستطعنا من مشاوير
والمراة التي أحببناها
فلندخر عندها
كل القُبل الممكنة
فالحرب دائماً على اُهبة الرصاصة
والصبية تدربوا جيداً
على البلوغ
والنساء أصبحن يُجدن التوديع أكثر من الطبخ
والله لا يزال يرانا
شعبه الأكثر تميزاً
في القدرة على الموت دون ضجة
قد اُعلق من أرجلي في الزيارة القادمة إلى حزني
قد اعاقب لأنني
لم أطحن المشاهد السيئة على الطرق لاُعد بها قهوتي الساخنة
قد يُصادر جسدي
لأنني من فرط إهمالي ، استبدلته لدى الحلاق
لكنه لم يعد مهماً
ما دام لا وجه يعرفني
فلا بأس إن عدت بغيري ، او حتى لم أعد
افتقر تلك الايام التي كنا فيها نحن نحن
حين ننزل إلى البحر نبتل، مثل كل الأخشاب والأرجل ، وأكاذيب التاريخ
حين نمشي على الأرض نترك أثرا
مثل الجُند
مثل الله
ومثل الموتى
وحين نمارس الجنس ، نصبح عصافير
وليس قطعا بشرية ممزقة
ووجوه مسكونة بالبيوت الخرِبة
كيف أصبحنا غُرباء هكذا ، عن البقالات ، والأبنية ، والحوانيت
وعن أجساد الحبيبات
كيف نسيتنا رطوبة الأرصفة
نحن صعاليكها القُدامى ، أول من روجوا لفكرة البساتين التي ثمارها نساء
كيف نسيتنا الحوانيت
نحن أول من تاجر بالموت الحار ، موت لا يثقب صدرا
بل يحولك لنخلة
كيف نبذتنا الأزقة
نحن اول من كتب على ابواب الحانات ، والأبنية المكدسة بالممنوع
أسماء القتلة
وعناوين المخبرين
واشياءنا المفتقدة في ثياب الحبيبات
وكيف أنكرتنا الرصاصة
نحن الذين وفرنا لها النحاس ، والبنادق
والصدور الملائمة لتعمل
وتشيخ
في جسد غيرها

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...