عبدالرحيم مركزو - امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة و التحديات..!!

قطع مجلس السيادة الشك حول قيام امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة للعام ٢٠٢٣، حيث أعلن نائب الرئيس مالك عقار إلى قيامها قبل نهاية العام الحالي وفق خارطة عمل يتم من خلالها حصر الطلاب و الطالبات و تحديد المراكز داخلياً و خارجياً. و بهذا تكون الحكومة قطعت قول كل خطيب بشأن قيام الامتحانات في مدة اقصها تسعين يوماً تقريباً... هنالك مخاطر و تحديات جمة تحدق بعملية الامتحانات إذا أصرت الحكومة على إجرائها في الزمن المضروب. حيث دفعت لجنة المعلمين بعدد من المطالب و هي مطالب و حقوق مشروعة تمثل التحديات الراهنة التي تجابه عملية التعليم برمتها في كافة ربوع الوطن،حيث لا بد من فتح ممرات آمنة للطلاب والطالبات، بجانب توفير قدر عال من الأمن و الطمأنينة في مراكز الامتحانات و تجمعات سكن المعلمين والمعلمات، فضلاً عن دفع الاستحقاقات المالية لعملية الامتحانات على الأقل بصورة تمكن المعلم من القيام بدوره المنوط به، علاوة على إيجاد سبل كفيلة لمعالجة إشكالية الطلاب والطالبات الذين لم يتمكنوا من الإلتحاق بالامتحانات... يظل التحدي الأكبر هو ما تواجهه الولايات التي تشهد أوضاعاً أمنية غير مستقرة بشكل تجعل من قيام الامتحانات المؤجلة المحدد وقتها عملاً ممكناً، و هي ولايات" دار فور الكبرى و كردفان الكبرى و الخرطوم و الجزيرة و سنار و النيل الأبيض" ، حيث هي إما مناطق العمليات الحربية فيها نشطة جدا أو في معظمها، و إما هي مناطق تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع، و فيما تحاصر قوات الحركة الشعبية-شمال مدن رئيسة في إقليم جبال النوبة...من المعلوم بالضرورة أن ترحيل و نقل أوراق الامتحانات من المركز إلى الولايات يتم في الغالب الأعم بواسطة الطائرات و هي غير متاحة في الوقت الراهن و لذلك من الصعوبة بمكان إجراء الامتحانات في مثل هذه الظروف البالغة الصعوبة و التعقيد. حيث أن فرض الأمن في هذه المناطق بقوة السلاح بات من المستحيلات في ظل غياب الدور الحكومي الرسمي...هنالك جوانب تربوية و نفسية مطلوب توفرها لأنها مرتبطة بجوهر عملية الامتحانات الا و هم الطلاب والطالبات أنفسهم ، فهم محتاجون لقدر من الراحة النفسية و الذهنية و التغذية الجيّدة و الطمأنينة حتى يؤدوا الامتحانات بصورة من التركيز و هي غير متاحة الآن في ظل المعاناة و القساوة التي تعيشها الغالبية العظمى من الأسر في الولايات آنفة الذكر، فهي إما نزحت أو بقيت في مناطقها تعاني الأمرين مطرقة الجوع و المسغبة و قعقعة الرصاص و دوي المتفجرات شبه يومياً و سندان الحصار و التطويق ... و لضمان استمرارية العملية التعليمية برمتها في كل جزء من البلاد لابد من وقف فوري لإطلاق النار و فتح مسارات آمنة توفر للناس سبل الحياة الضرورية بأسرع ما يمكن... عملاً بالضرورة لا بد للأطراف المتحاربة - حكومة-قوات الدعم السريع- حركة شعبية - شمال- عبد الواحد نور من الإلتزام بوقف آحادي لإطلاق النار آني غير مشروط لمدة ثلاثة شهور على الأقل بجانب فتح ممرات آمنة لضمان قيام الامتحانات و إجرائها في موعدها المعلن قبل نهاية العام الحالي ...
فتكم بخير..!!




1727882765733.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى