محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - - اول مرة اُجرب أن اكتب شيئاً...

اول مرة اُجرب أن اكتب شيئاً
كان إثر محاولة فاشلة لرسم قطتي التي ماتت
ماتت شهيدة خلافا مع أبن الجار
أبن الجار الذي فقعت رأسه بحجر
كُنت حزيناً حينها
لم ارب قطة بعد ذلك قط، او كرهت القطط
كرهت جميع الاشياء التي تموت
في لحظة ما نظرات الحبيبة تتحول الى قطة، تموت بصورة شنيعة
اللحظة التي لا يكون لإبتسامتها رائحة القهوة الصباحية
بل تبدو كشاي منتصف الظهيرة
وانا أكره الشاي
وإبن الجار الشرير
والقطط التي تموت
في لحظة ما البلاد
تُدهس أسفل البيوت الفاره من الحرب
تُدهس وتموت
كوعود الخائفين
وكالقطط التي تسكن قُرب إبن جار شرير
او قُرب اسفلت خشن
في لحظة ما
وانتِ تغادرين، صامته، غير حزينة البته
هُناك حُلم صغير يموت كقطة في ليلة ممطرة
حلم هو أبننا الذي تحدثنا عنه تحت القمر
على الرصيف، بجانب عمود إنارة
ملتصقين في مقهى سعيد
متوعكين بقُبلة مشاغبة تنخر الفم، ككذبة حامضة
اراكِ حينها
عددا لا نهائيا من أبناء الجيران الاشرار
ومعي صخرة واحدة
وقطة قابلة للموت
اول مرة جربت الكتابة، كان عن قطة خارقة
عن قطة تملك أكثر من سبعة ارواح
فسبعة ارواح غير كافية للنجاة من إبن جار حقير
ثم كتبت عن ناظر المدرسة، الذي يترصد تأخري صباحاً
المدير الذي تمنيت لو كان قطة
ثم كتبتُ عن خديجة بائعة الفلافل
عن كلب يترصدني في المساء، الكلب الشرير
الكلب الذي لا يملك هشاشة القطط
وكتبت عن السلطة التي تجمع أبناء الجيران الاشرار جميعهم،
تُجندهم،
تُمرنهم على رمي الرصاص، ثم تطلقهم خلفنا
لنصبح شعوب القطط المُطاردة
مازلتُ امسك الحجر في يدي بعد كل هذه السنين
مازلتُ اُصر أنكِ إبن جار شرير
لكنني لم اعد اُربي قططا
فانا أكره الأشياء التي تموت، كالبلاد غير الرحيمة ، كالثقة حين تُترك عرضة للبرد
كحُبك حين يختبر طريقا
يضج بالكلاب

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...