محمود شاهين - لقمانيات (40)

لقمانيات (40)

391- لم يتمكن العقل البشري حتى اليوم من معرفة جوهر الطاقة الكونية المحيطة بالكون والسارية فيه والتي حسب رأينا هي الطاقة القائمة بالخلق ، لأنه ليس في الإمكان تحديد حقولها وقياسها كالطاقة الفيزيائية ، بوسائل القياس التي اخترعها الإنسان . ونأمل أن يكون كلامنا سليماً، وأن تكون هذه الطاقة هي حقا الطاقة العقلانيةً القائمة بعملية الخلق

392- بشر يعتقدون بوجود إله يحرق البشر ويتلذذ بحرقهم لأنهم لم يعبدوه أوأنهم اقترفوا ذنباً مما نهى عنه حسب رأيهم، ليس غريبا أن ينتج عنهم كائنات شبه إنسية ، تبيد جماعة أو طائفة بشرية أو حتى أمماً بكاملها لأنها تعارض معتقدهم !

393- الوجود صرح عظيم يبنيه الخالق أو الطاقة الخالقة ، وعلى الإنسان أن يقوم بدوره في بنائه كونه جزءا منه ، لكي يكتمل ، ولتتحقق الغاية من الوجود بتحقيق قيم الخير والحق والعدل والمحبة والجمال وإقامة الحضارة الإنسانية .

394- الكتابة الفكرية وخاصة في الديانات والمعتقدات وحتى السياسة كالسير في حقل ألغام ، عاجلاً أو آجلاً سينفجر فيك لغم إن لم تكتب بحذر شديد جداً لعلك تنجو!

395- ثمة معتقدات تكبل حرية الإنسان في أن يكون إنسانا سوياً يفكر بعقل سليم متحرر من القيود، أي تضعه في سجن أبدي يصعب الفكاك منه!

396- لن تتحرر أمة ما لم تتحرر من سلبيات مفاهيم الأديان وبعض الأحزاب وأشباههما

397- لا يكفي العقل المتحرر أن يقوم بنقد الأديان والأحزاب المتخلفة ومن يدعون تمثيلها ، وتغلغل الفكر السلفي والرجعي في أوساط الأمم ، بل عليه أن يقوم بتقديم فهم تاريخي للدين وتطوير المجتمعات ، وأن يجتهد قدرالإمكان لتقديم فكرعلماني منطقي لسر الوجود والغاية منه .

398- المنهج الخطأ في التفكير يقود إلى نتائج خطأ ، والمنهج غير المكتمل وغير الواضح يقود إلى نتائج غير مكتمله وغير واضحة في معظم الأحيان .

399- العِلماني هو من لا يدعي الحقيقة المطلقة مهما قال أو فكر . ويسعدني جدا أن أكون أحد هؤلاء العلمانيين التنويريين الذي يعرف حقائق كثيرة لكنه لا يعرف حتى اليوم الحقيقة المطلقة وإن اجتهد لمعرفتها وقدم تصوراً لها !!

( سامحونا يا مؤمنين ويا أصحاب الحقائق المطلقة بدءاً من أول مؤمن لآخر علماني ملحد اعتبر الإلحاد كذلك ) !!

400- الطاقة العقلانية القائمة بالخلق ( الخالق ) لا تفتح سجلاً للبشرية تدون فيه أفعال كل انسان من خير وشر، فهذا ليس من وظائفها بكل تأكيد. كما أنها لا تحاسب ولا تعاقب ، كما في بعض المعتقدات ، وهي خير مطلق وعدل مطلق ومحبة مطلقة وجمال مطلق ، وليس لها غاية سوى أن ترى ذاتها مجسدة في وجود من كون وكائنات تسعى وتعمل معها لبناء حضارة انسانية تتحقق فيها قيم الخير والعدل والمحبة والجمال التي تنشدها. كما سبق وأن قلنا ذلك كثيراً..

الملك لقمان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى