فاطمة البسريني - أنا شبح...

إنها على فراشها ، ممددة كالعصا ، لا حراك فيها ، وكأنها مشلولة ، لا تستطيع تحريك شيء فيها ، إنها كالميتة .
لاشيء يشدها إلى عالم الأحياء ، لا فكرة تروج في دماغها .
متعقلة أكثر فأكثر ، لا رغبة لها في شيء مهما كان نوعه ، امتنعت عن كل شيء كان يستهويها ، لم يعد هناك ما يثير اهتمامها .
عاقلة ، حتى أنها لم تعد تفكر فيما سيحصل في حياتها .
كل شيء أصبح بحساب .
إنها تنتظر .. تنتظر فحسب ...
وأخيرا رأته ،اقتربت منه لكنه لا يحس بها ، ( إنني وحيدة على هذه الأرض لا أحد يريد أن يفكر بي ... ) .
أرادت أن تصرخ به أنها هنا قربه ، تكاد تلامسه ، لكنه هل سيسمع ( لم يحبها أحد ، كانت مختلفة ، عاشت الكثير لتفهم أن الاختلاف ينتج الكراهية .. ) .
ما جدوى هذه الأفكار التي تلازمها وترتسم أمامها وكأنها في سفينة مهملة وسط أمواج البحر ، لكن ، لماذا لا تستطيع أن ترمي بهذا الفراغ المحيط بها عرض الحائط .لماذا لا تستطيع حتى أن تغير من وضع جسدها على الفراش ؟.
إنني أحلم قالت في نفسها .
(هل أنا ميتة ؟ عادت لتتساءل ؟ لكن لا .. الحلم هو حياة ثانية كما يقال لو كانت تحلم لتحركت ..( في حقيقة الأمر ، أعرف أنني لست شيئا ،لا
أستطيع النهوض، لست متأكدة أنني أملك القدرة على الحركة بعد الآن ؟.
هل أرى أشياء ؟ هل أنا مريضة ؟ .
مدت يدا بصعوبة .
دخلت يدها في الجدار قرب سريرها .
هزتها قهقهة فارغة من الأعماق .
إنني شبح ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...