لودي شمس الدين - العالم مثقل بدم أمي.... شعر

بريقُ عينيها يجرح الماء…
دمعةُ أمِّي مُحيط على كرويةِ الأرض…
ضبابٌ رمادي يملأ شعرَها وكفيّها فضاء…
الكون الذهبي غافٍ في حنجرتها…
كواكبٌ صفراء مُلتهبة فوق جسمها…
سنجابٌ صغير من البردِ يقضم شفتيها…
والسنابل على أصابعها تتكسَّر قبل كل تنهيدة …
والبيلسان فوق ساقيّها يكبر منذ آلاف الآلام…
فعجباً يا الله!
كيف لا تستدير الشمس حولَ جبينها وهي الحياة؟
كيف لا ترأف بكرمِ رحمِها وهي أولدَت القمر؟
ولِمَ لا تُعدِّل من عقارب الوقت في عُمرها؟
وتوافيها بنسمةٍ من الراحة…
فأيُّها العالم المُثقَّل بدمِ أمي…
بيني وبينها رسول من الشِعْر…
مصحفٌ،دعاء وصلوات…
بيني وبين غزالتي البيضاء…
زبدٌ يشتهي ملامسة ماء قدميها…
فجر ٌمطوي تحتَ بطنها…
سحابات من الغاردينا والسكر…
وثلاثة طيور محمَّلة بالصمت والزنابق…
يا أيُّها العالم المثقَّل بدم أمي…
لا تشكِ من جُرحي الصارخ فوق الغيم…
فمراياي شاحِبة وهيكلي هزيل …
والله أوصاني بالبكاء…

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...