محمد محمود غدية - الحب يمر فينبت العشب

الوحدة لها ضجيج يصم الأذن، يتشربها المرء حتى الثمالة، الشمس تتوارى خلف السحب الرمادية، فى سماء شتاء ضبابي شاحب، سيل ماطر من بين رماد السحب، أحال تراب الطريق إلى وحل وطين، دلفا إلى أول مقهى صادفهما، إتقاء للبلل، يطيل النظر الى خدها، يتأمل شامة هى ليست بشامة، لكنها قبلة إحترقت فى سعير لونها القمحي،
جميلة مثل كتاب تقرأ فيه عالم شاسع من الأحلام والخيالات، روضة مليئة بالأسفاروالحكايات والأغنيات، اذا رقت لها، فتحت لك خزائن الدنيا، وعلوم السحر والجان، وأبواب المغامرة والمعرفة بروعة أخاذة،
رمق كل منهما الآخر، بشيء من الخجل والمواربة، لا بأس متسللا إلى عينيها التى يود السباحة فيهما، لديهما القدرة على الإستمرار، والإتكاء على الفسحة التي منحها حوارهما، على طاولة المقهى، الذي ضاق برواده، كلاهما تجرع مرارة الحب قبل أن يلتقيا
من تقارب وتباعد، عليهما طوي تلك الصفحات، لمعت عيناها بألق لا تعرف مصدره، لا ينبغي أن يحملوا فشلهم وخياراتهم الخاطئة للقدر،
لم تستطع كبح دموعها التي انهمرت، وانزلقت على جروحها لتشفيها، أسدلت جفونها وسبحت هائمة بعيدا بعيدا، تحلم بالحب الذي حيثما يمر يهطل المطر وينبت العشب،
قال : اني التقيتك منذ سنوات، وعشت معك قبل مولدك، واتصلت بروحك فى دنيا غير هذه الدنيا، فى عالم خاص بنا، ليس فيه سوى شموس وأقمار وأزهار،
جمعتهما الشبكة العنكبوتية، هى تكتب القصة والرواية، وهو يكتب الشعر، المطر فى خيوطه الفضية، يبدد الظلمة ويداعبهما برذاذ يتهادى بلطف وينشر الدفء والإبتسام .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...