محمد بشكار - لا بَيْتَ في الدَّارْ!...

كُلُّ شَيْءٍ كَمَا هُوَ فِي البَيْتِ، حَتَّى
طَعَامِيَ غَيْرَ المُعَلَّبِ
لَمْ يَتَسَنَّهِ. لَكِنَّ
فِي البَيْتِ أيْنَ هِيَ الدَّارْ؟
وَكَمْ سَنَةً مِتُّهَا
فِي حَيَاتِيَ؟
هَلْ أضْبِطُ الخُطُوَاتِ
عَلَى نَفْسِ
مُنْعَرَجَاتِ الخَرِيطَةِ تِلْكَ
المُعَلَّقَةِ فِي جِدَارْ؟
مِنْ بِلَادٍ لِأُخْرَى نُبَدِّلُ
جِلْداً بِآخَرَ. كَمْ
بَلَداً الْتَقَفَتْهُ
مَفَاوِزُ أَيَّامِنَا دُوَلاً صَارَ
فِي خَبَرٍ دُونَ إسْمٍ،
وَصَارَتْ جَميعُ الحَقَائِبِ
مَنْفَى
عَلَى كَتِفِي
أيْنَ أرْحَلُ، كَيْفَ
السَّبِيلُ إلَى وَطَنٍ أسْقَطَتْهُ
الخَرِيطَةُ مِنْ أرْضِهَا حِينَ
مَالَ الجِدَارْ؟
وَأنَا مَا أزَالُ أنَا لَا أُغَيِّرُ
إلَّا بَطَائِقَ تَمْنَحُ
وَجْهِيَ
أَلْفَ قِنَاعٍ
لِأُصْبِحَ فِي بَلَدِ
النَّاسِ مِنْ دُونِ وَجْهٍ،
مُجَرَّدَ رَقْمٍ أخِيرٍ عَلَى
حَافِرِ الجِنْسِيَاتِ..
فَأَيُّ الزَّلَازِلِ شَقَّتْ
بِلادِيَ نِصْفَيْنِ فِي
جَسَدِي؟
الشَّرْقُ مَا عَادَ
أوْسَطَ، يَدْخُلُ
فِي بَلَدٍ بَلَدٌ دُونَ
أَنْ يَخْرُجَا مِنْ دَمَارْ.
لَكَأَنَّ السَّمَاءَ
تَحُوكُ عَمَامَتَهَا
مِنْ دُخَانْ
لِنَقُولَ وَرَاءَ
المُصَلِّينَ لِلْحَرْبِ
آمِينْ.
هَلْ مِتُّ فِي سَنَةٍ
ألْفَ عَامٍ،
وَهَذَا طَعَامِيَ لَمْ
يَتَسَنَّهِ، هَذَا
حِمَارِي يَنُوءُ
بِأْسْفَارِ غَيْرِهِ حَتَّى
إذَا سَارَ فِينَا
حَكِيماً نَصِيرُ
الحِمَارْ!

...............................................
الافتتاحية هذه المرة قصيدة في ملحق "العلم الثقافي" ليوم الخميس 24 أكتوبر 2024.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...