هشام حربى - روضتَ موتك...

وجلستَ بعد الصمت ترفل في جلاله
فهل رضِيتَ صفيره حرفاً يقومُ
وهل قيامةُ منزلٍ تُبقى عليك مرابطاً
روضتَ موتك فهو لا يأتيك إلا حين تطلبه ، ويجلس تحت منضدةٍ كهرٍ صاغراً يلهو على أرض الجزيرة أنت تعلم أنها ليست مقرك ، وانحسار الماء يفتح كل أودية العطش ، والماء موتٌ بين كفك بالرضا روضته ، أشعلتَ هذا الماء بالزيتون يحيا ، ربما لتنال رتبتك التى من أجلها أُعطيت أوسع هذه الأسماء ،
قد علّمتَ صحبك أن يعيشوا فوق أرضٍ ٍحرةٍ ، هم قد أعادو شمسها ، فاستحدثوا الأنفاق تقطع قيد تلك الأرض ثم تعيد ترتيب المكان ، هنا الحياةُ فمَن لها غير الذين تفردوا بحراسة التاريخ دوماً ، مِنِ هنا ستمر روحٌ حين يغلبها الحنين ، هنا تصير فراشةً تهفو لمنزلها القريب ،
ومِن هنا علّمتَ صحبك أن يروضَ كلُ فردٍ موته ، فيفضل المنصور كأساً ساخناً مِن حيثُ قد يأتيه حيث أشار سهمٌ هاهنا ، أو قد يفضل جرعةً فواحةً فتراه يجلسُ هادئا - بعد الإصابة - في تجلّيه الأخير يُنفّر الطير الهجين ويحتسى موتاً شفيفاً بعدما زرع الجذور بأرضه ، ورمى بسهم النصر مَن طردوه ، تلك سلالةٌ سبقت لها كلُ البشارةِ

.....................
هشام حربى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...