عبدالكريم الناعم - أَنينٌ كالصُّراخ...

تَكْفَهِرُّ السّماءُ حتّى كأنّا
قد خَلَعْنا على السّماءِ النُّفوسا
وَيَمُدُّ الظّلامُ أَعْتى أقاصٍ
يَمْلأُ الكائناتِ فَيْضاً عَبُوسا
يَسْحبُ الوَقْتَ لِلظّلامِ أُناسٌ
زَبَدُ الوَقْتِ طاغِياً أنْ تَسوسا
أَوْغَلوا في الجُنوحِ حتّى تَأَذّى
وَتَشَظّوا على البلادِ (بَسوسا )
أَوْقَدوا النّارَ في الفراديسِ ظُهْراً
وأداروا على المساءِ الكؤوسا
أَيْقَظوا الفَأْسَ ، والغُبارُ كثيفٌ
فاسْتحالوا، وقد تَمادوا ، فؤوسا
لِلْدُّمى (عُرْسُها) ،
وَتَعْلو وَبالاً
تَوَّجوها على الخرابِ (عَروسا )
مَكَثوا في السّرارِ دَهْراً وفاعوا 1
لِا حْتِلابِ (المُؤامراتِ) مًكوسا
قامَ إبليسُ في الحُشودِ خَطيباً
فاستوى كلُّ حاقِدٍ إبليسا
طُهْرُ بيروتَ كانَ أَجْدَرُ أنْ لَوْ
ظَلَّ كالصُّبْحِ طاهِراً، قِدّيسا
أيُّ حِبْرٍ يَمُجُّ سمّاً زُعافاً
لَوَّثَ الحرْفَ ، واستباحَ الطُّروسا ؟!!
أيُّ صوْتٍ على المنابر طافٍ
يَتَعالى بِعُهْرِهِ مَدْسوسا ؟!!
ألْمَرايا على جِدارٍ من الحُزْنِ
تُعَرِّي دَخيلَها المَعْكوسا
هَجْمَةٌ تُوقِظُ الضَّغائنَ جَهْراً
وتُوالي ، على المَزادِ ، الفُلوسا
أيُّ ريحٍ على البلادِ تتالَتْ
يَتَوَلّى ( تَلْمودُها ) التَّبْخيسا ؟!!
و ( الأعاريبُ ) قادّةً ، حينَ زاغّتْ
أَشْبعوها على الزِّنى تَدْليسا
هَمُّهمْ ( عَرشُهم ) ،
كَفاهمُ فيها
أنْ يَظَلّوا
- وإنْ تِلَظَّتْ –
جُلُوسا
فَافْرَحوا أيّها ( الجُلوسُ ) وَطيروا
إنَّ بلَّ اللَحى ابْتِهاجُ المُوسى
سوفَ تَمْضونَ كالغبار وَنَبْقى
بِدِمانا نُعَمِّقُ التّاْسيسا
1 – الفَوْعة من السمّ حِدّته وحمّته ، وتحمل
ظلال المعنى الشعبي المتداول ، والذي هو
بمعنى ( فاروا )

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...