تقطعت أنفاسي منفردا في زنزانتي ، مصفدا بالأغلال، نعيب بوم يواسيني في منفاي والطقس المتجمد يكاد يهشم ثلوجي. انتظر في استبلاه مصيري المحتوم غير عابئ بغير انتشار الحلم الموؤود في أمتي . صوت من الداخل يناصرني بينما الصمت المطبق يكاد يفتت أوصالي، احتاج فقط إلى بعض الصدى كي أشعر بوجودي ، ماذا لو نطقت هذه الجدران الخرساء ، ماذا لو بادلني السجان حوارا بلغة أفقهها ، ضاعت الحنجرة ، ابتلعها الجفاف و النبع في الباطن يجري دون نهاية . ذاك السر يتردد مئات المرات في اليوم على مسامعي،
يؤرقني ، يكاد يزهق روحي العذبة ، يخشى الإبادة .
حين داهموني ذاك المساء كنت أرتشف آخر قطرة من روائي، أفنيت العمر أنقب عنه تحت سواد الأرض المعطشة في كامل السرية ، أكملت كل القصة " لصحراء" ارتجيتها أن تنشر الحقيقة لكل حبة رمل، لكل هباءة في الفضاء، لكل شعلة نار ، لكل من لازال حرا لا تخيفه الحقائق الأربع.
***
_ لا أحد سيصدق الفكرة، سيعتبرونني أهذي ! لكنني وعدت السيد" فرات "بالنضال. ربما تكون بين الآذان أذن صاغية و بين الألسنة لسان صادق و بين العقول عقل مدبّر،
رجفة قلب انعكست على يدي وأنا أمسك الجهاز اللاقط، و الحاسوب و كل آلاتي، أبحث فلا أجد إشارة ... أحاول من جديد... انقطع البث... أظن وجود من يتجسس عليّ فيمنعني التواصل عمدا .
أهيّئ نفسي من جديد للبوح رغم كمّ المخاوف ، يتطلّب ذلك مني عزيمة معدنية لا تكسر.
خلعت معطفهم الأنيق ،ٱخر هديّة تحصّلت عليها كهبة .
ظهرت إشارة... نعم نجحت!!!
بكل وعي و مسؤولية سمعته يكشف أسرارا أزلية حاول الكل طمسها ،وهو يخفي كل الأدلة والبراهين المادية أبا عن جدّ كقميص يوسف النقيّ وقد حمّلني عهدة نشرها :
_ألو،ألو... هل يصلكم الصوت ؟ هل سمعتموني؟
***
يقول فرج الله كربه :
« كيف سأقنعكم ؟
ليس من السهل تخطّي الحدود ...
الكاهن لن يقبل بذلك و ربما يقتصّ مني.
هل يجرؤ؟ هل تسمحون له بذلك؟
لقد امتلكوا كل السيادة وانتهى الأمر، لكنني سأحاول . صه!
في ذاك اليوم ؛ منذ أمد مديد ؛
مرّت بالخاطر فكرة ؛ أرهقتني، لأنني مقتنع بنسبي الشريف، لست لقيطا، لي أبوان شرعيان وعائلة شريفة قبل تشتيتنا وقطع حبلنا السرّي...
بلغتني إحدى الروايات تقول على ألسنة مدسوسة أن النيل فكّر مرة أن يبحث عن أبنائه الشرعيين رغما عنهم، ، وأنه اشتاق لجمعهم اللطيف شوق أب رؤوم في أرذل العمر ،تحسّبا لأي طارئ.
هدّده كبار المرابين أن لا يذكر قصة زواجه من" دجلة" أبدا وإلا قطعوا أوصاله بين الدروب وهتكوا عرض أبنائه و أحفاده حيثما كانوا ، أرعبته خديعتهم " أنه تزوّج أمّه وأنجب ابنا غير شرعيّ أسماه "فرات"، وأنه نذير شؤم متى اقترن اسمه به " إذا أنا ذاك المدّعى عليه، أنا بذرة الشرّ وسليل الإثم حسب زعمهم، كيف أصمت لهذا العار؟ مكر مندسّ بين اللئام ملثّم بالهمز واللمز والدسائس المسمومة .
واصلوا التخطيط و الترهيب ، باحوا بالتميمة ؛ متى اجتمعوا كعائلة متّحدة وقعت الواقعة وصار ماؤه أجاجا فيجفّ الزرع و يهتك الضرع ويفنى النسل.
اهتزّت للخبر كل الأودية و الأنهار وخشيته كل المنابع و العيون فأطبق الصمت على الضفاف حفاظا على حياة البشر و كل الكائنات. ضحّى الجميع من أجل الصالح العام. واستمر الحال في شتات حتى ظنّوا أن الوضع تحت السيطرة.
من يجرؤ و الجرأة محكومة بالإبادة ؟
التفوّه بأي كلمة تهديد للأمن العام، كل الجهات تدخّلت للتبكيت و التكميم ، سنّوا نظاما عامّا لحماية السرّ الأعظم. وحاربوا ببسالة كل محاولات الإرباك .
بين الفينة والأخرى تسري همهمات و نمنمات لا تبلغ حدا كبيراً أن النيل أب شرعيّ لكل قطرة ماء عذب و أن ابنه لم يكن قطّ بذرة حرام , لكنهم يحرصون فكرة الشتات، مهاجمين تلك العائلة. يا إلاهي إن النبع العظيم كامن في جوف الأرض يوحّدنا يزمزمنا، فلِمَ الخنوع؟! دجلة لم تكن قطّ أم النيل حتى يدّعون الخطيئة فيصمت الجميع.
يد خفية حركت الأجواء فسرّبت عدّة شائعات، عمّ الانقسام والتشرذم كل التجمّعات المائية والمستنقعات والأودية والأنهار والسواقي والآبار في جهتنا الشرقية فقط .
توسّعت الفكرة ودبّت نخوة في الأرض، رغبة ملحّة في إثبات النسب، تردّد بعض المجاري والسواقي ما بلغها ، كلنا للنيل والنيل عذب رقراق ، خيره وفير ما لم تنهبه أطماع المغرضين والغاصبين والدعاة والحماة والخانعين...
شك "وادي مجردة" في حقيقة نسبه كذلك، بحث عن أمه وأبيه وجد بقية إخوته يرتضعون من النيل، يحملون نفس قسماته،، تشغلهم نفس الهموم ، اشتم رائحة سر يتكتّمون عليه من مصر حتى السودان ف....
انتابه ذهول كيف يكون ابن النيل ؟ كيف لم ينتبه للأمر منذ قرون ؟ كيف أعمت الشائعات المغرضة حقيقة الأبوة وشرف النسب؟
أصبح الأمر شغله الشاغل، بحث في سبل التثبت و التحقيق.
طالب المحكمة العليا بتحليل حمضه النووي لإثبات النسب .
ثارت كل الأودية للظاهرة الجديدة، تجمّعوا للبتّ في المسألة،
وادي زرود ، وادي مليان ، وادي الرغاية، وادي الحراش، وادي الرمة، وادي غليلة ، وادي الذهب، وادي القصب ، نهر العاصي، ولدي هور ، وادي الأخضر...
أمر أزعج القيادات العليا،أربك المخابرات وزعزع كل القناعات. تسرّبت منهم مخاوفهم عبر التسجيلات : سيتوحّدون من جديد ، ستسري مياه الحياة المليحة فيهم، سيتكتلون بعد كل جهودنا المبذولة للتفرقة والتشتيت.
تحركت كل الجهات النافذة للتضليل والتعتيم، بعض الماكرين حاولوا التزوير و التشويه لكن النتيجة كانت قاصمة للظهر.
وجدوا حقيقة ثابتة علميا؛ كل المياه تحمل نفس الحمض النوويّ ، بتركيبة نيليّة زكيّة أصلها ثابت و فرعها مزن في السماء، لن يختلف اثنان حول تزاوج صريح حلال بين الاثنين، واحد أوكسيجين مع هيدروجانتين. شرقية وغربية.
ردة فعل هوجاء مفتعلة، هرع الجميع لكسر كل السدود و السواقي، بثوا الفتنة في كل شبر شرقي، غمرت المياه كل الأراضي والصحاري و انهمرت مجاريها دون حواجز. لكن ربّ ضارة نافعة.
انبثقت جنة خضراء، أينعت ثمارا مختلف ألوانه وأشكاله
لم يجد البشر سببا للخصومات فركنوا تحت الظلال الوارفة يتفاكهون وانقشع عنهم الضباب.
انزعج ابليس من الوضع، ألقى مفاتيح مخازن الشر بالوادي.
غرفة واحدة اغترفها الناس سطعت الحقيقة كاملة. نادوا بالوحدة ونفروا من الشتات.
ركب الكهنة المخربون ملح البحر بحثا عن أرض أخرى للصدام. رشقوهم بوابل ناري ، من القنابل و الصواريخ دون استسلام حتى خربوا أرضهم وسماءهم ، ثم باعوهم عمدا ماء معلبا غير تركيبتهم و هدر كرامتهم.
نصيحتي لأبنائي، لا تهدروا منابع الحقيقة حتى وإن قضيت نحبي في السجون ، كونوا واحدا صلبا لا يقهر.»
***
_ ألو ،ألو ، هل تسمعون ؟
_ حتى الهواء امتلكوه!
ٱقف الآن وحيدة محتارة ، لا أعرف كيف لي أن أنشر حقيقة معلبة، لا تحمل تاريخ صلوحية. و المزن قد نفر أرضا تبتاع كل شيء معلبا ولا تكترث لأي فتيل. حتى ماء الحياء أصبحنا نستورده معلبا بينما وادينا يجري أحمر قاني،
انهالت معاول متحدة من الجن والإنس تنهش الأرض نهشا تكسر طوق الجفاف ، لتعيد مجرى المياه الوحيد بعمق أرض محتلة و هواء محجوز بالنار مكبّل بخيوط العناكب .
***
_ قضينا على الجميع و استتبّ أمننا أخيرا .
***
طوفان معلّب يغمر زنزانتي ، أرتفع نحو السفينة أرجو النجاة، لم تسعني، أحاول مرات ومرات ، يخزني نتوء ،أكتشف أنه دلو تتجمّع به قطرات تئن...
سيدة بن جازية تونس
يؤرقني ، يكاد يزهق روحي العذبة ، يخشى الإبادة .
حين داهموني ذاك المساء كنت أرتشف آخر قطرة من روائي، أفنيت العمر أنقب عنه تحت سواد الأرض المعطشة في كامل السرية ، أكملت كل القصة " لصحراء" ارتجيتها أن تنشر الحقيقة لكل حبة رمل، لكل هباءة في الفضاء، لكل شعلة نار ، لكل من لازال حرا لا تخيفه الحقائق الأربع.
***
_ لا أحد سيصدق الفكرة، سيعتبرونني أهذي ! لكنني وعدت السيد" فرات "بالنضال. ربما تكون بين الآذان أذن صاغية و بين الألسنة لسان صادق و بين العقول عقل مدبّر،
رجفة قلب انعكست على يدي وأنا أمسك الجهاز اللاقط، و الحاسوب و كل آلاتي، أبحث فلا أجد إشارة ... أحاول من جديد... انقطع البث... أظن وجود من يتجسس عليّ فيمنعني التواصل عمدا .
أهيّئ نفسي من جديد للبوح رغم كمّ المخاوف ، يتطلّب ذلك مني عزيمة معدنية لا تكسر.
خلعت معطفهم الأنيق ،ٱخر هديّة تحصّلت عليها كهبة .
ظهرت إشارة... نعم نجحت!!!
بكل وعي و مسؤولية سمعته يكشف أسرارا أزلية حاول الكل طمسها ،وهو يخفي كل الأدلة والبراهين المادية أبا عن جدّ كقميص يوسف النقيّ وقد حمّلني عهدة نشرها :
_ألو،ألو... هل يصلكم الصوت ؟ هل سمعتموني؟
***
يقول فرج الله كربه :
« كيف سأقنعكم ؟
ليس من السهل تخطّي الحدود ...
الكاهن لن يقبل بذلك و ربما يقتصّ مني.
هل يجرؤ؟ هل تسمحون له بذلك؟
لقد امتلكوا كل السيادة وانتهى الأمر، لكنني سأحاول . صه!
في ذاك اليوم ؛ منذ أمد مديد ؛
مرّت بالخاطر فكرة ؛ أرهقتني، لأنني مقتنع بنسبي الشريف، لست لقيطا، لي أبوان شرعيان وعائلة شريفة قبل تشتيتنا وقطع حبلنا السرّي...
بلغتني إحدى الروايات تقول على ألسنة مدسوسة أن النيل فكّر مرة أن يبحث عن أبنائه الشرعيين رغما عنهم، ، وأنه اشتاق لجمعهم اللطيف شوق أب رؤوم في أرذل العمر ،تحسّبا لأي طارئ.
هدّده كبار المرابين أن لا يذكر قصة زواجه من" دجلة" أبدا وإلا قطعوا أوصاله بين الدروب وهتكوا عرض أبنائه و أحفاده حيثما كانوا ، أرعبته خديعتهم " أنه تزوّج أمّه وأنجب ابنا غير شرعيّ أسماه "فرات"، وأنه نذير شؤم متى اقترن اسمه به " إذا أنا ذاك المدّعى عليه، أنا بذرة الشرّ وسليل الإثم حسب زعمهم، كيف أصمت لهذا العار؟ مكر مندسّ بين اللئام ملثّم بالهمز واللمز والدسائس المسمومة .
واصلوا التخطيط و الترهيب ، باحوا بالتميمة ؛ متى اجتمعوا كعائلة متّحدة وقعت الواقعة وصار ماؤه أجاجا فيجفّ الزرع و يهتك الضرع ويفنى النسل.
اهتزّت للخبر كل الأودية و الأنهار وخشيته كل المنابع و العيون فأطبق الصمت على الضفاف حفاظا على حياة البشر و كل الكائنات. ضحّى الجميع من أجل الصالح العام. واستمر الحال في شتات حتى ظنّوا أن الوضع تحت السيطرة.
من يجرؤ و الجرأة محكومة بالإبادة ؟
التفوّه بأي كلمة تهديد للأمن العام، كل الجهات تدخّلت للتبكيت و التكميم ، سنّوا نظاما عامّا لحماية السرّ الأعظم. وحاربوا ببسالة كل محاولات الإرباك .
بين الفينة والأخرى تسري همهمات و نمنمات لا تبلغ حدا كبيراً أن النيل أب شرعيّ لكل قطرة ماء عذب و أن ابنه لم يكن قطّ بذرة حرام , لكنهم يحرصون فكرة الشتات، مهاجمين تلك العائلة. يا إلاهي إن النبع العظيم كامن في جوف الأرض يوحّدنا يزمزمنا، فلِمَ الخنوع؟! دجلة لم تكن قطّ أم النيل حتى يدّعون الخطيئة فيصمت الجميع.
يد خفية حركت الأجواء فسرّبت عدّة شائعات، عمّ الانقسام والتشرذم كل التجمّعات المائية والمستنقعات والأودية والأنهار والسواقي والآبار في جهتنا الشرقية فقط .
توسّعت الفكرة ودبّت نخوة في الأرض، رغبة ملحّة في إثبات النسب، تردّد بعض المجاري والسواقي ما بلغها ، كلنا للنيل والنيل عذب رقراق ، خيره وفير ما لم تنهبه أطماع المغرضين والغاصبين والدعاة والحماة والخانعين...
شك "وادي مجردة" في حقيقة نسبه كذلك، بحث عن أمه وأبيه وجد بقية إخوته يرتضعون من النيل، يحملون نفس قسماته،، تشغلهم نفس الهموم ، اشتم رائحة سر يتكتّمون عليه من مصر حتى السودان ف....
انتابه ذهول كيف يكون ابن النيل ؟ كيف لم ينتبه للأمر منذ قرون ؟ كيف أعمت الشائعات المغرضة حقيقة الأبوة وشرف النسب؟
أصبح الأمر شغله الشاغل، بحث في سبل التثبت و التحقيق.
طالب المحكمة العليا بتحليل حمضه النووي لإثبات النسب .
ثارت كل الأودية للظاهرة الجديدة، تجمّعوا للبتّ في المسألة،
وادي زرود ، وادي مليان ، وادي الرغاية، وادي الحراش، وادي الرمة، وادي غليلة ، وادي الذهب، وادي القصب ، نهر العاصي، ولدي هور ، وادي الأخضر...
أمر أزعج القيادات العليا،أربك المخابرات وزعزع كل القناعات. تسرّبت منهم مخاوفهم عبر التسجيلات : سيتوحّدون من جديد ، ستسري مياه الحياة المليحة فيهم، سيتكتلون بعد كل جهودنا المبذولة للتفرقة والتشتيت.
تحركت كل الجهات النافذة للتضليل والتعتيم، بعض الماكرين حاولوا التزوير و التشويه لكن النتيجة كانت قاصمة للظهر.
وجدوا حقيقة ثابتة علميا؛ كل المياه تحمل نفس الحمض النوويّ ، بتركيبة نيليّة زكيّة أصلها ثابت و فرعها مزن في السماء، لن يختلف اثنان حول تزاوج صريح حلال بين الاثنين، واحد أوكسيجين مع هيدروجانتين. شرقية وغربية.
ردة فعل هوجاء مفتعلة، هرع الجميع لكسر كل السدود و السواقي، بثوا الفتنة في كل شبر شرقي، غمرت المياه كل الأراضي والصحاري و انهمرت مجاريها دون حواجز. لكن ربّ ضارة نافعة.
انبثقت جنة خضراء، أينعت ثمارا مختلف ألوانه وأشكاله
لم يجد البشر سببا للخصومات فركنوا تحت الظلال الوارفة يتفاكهون وانقشع عنهم الضباب.
انزعج ابليس من الوضع، ألقى مفاتيح مخازن الشر بالوادي.
غرفة واحدة اغترفها الناس سطعت الحقيقة كاملة. نادوا بالوحدة ونفروا من الشتات.
ركب الكهنة المخربون ملح البحر بحثا عن أرض أخرى للصدام. رشقوهم بوابل ناري ، من القنابل و الصواريخ دون استسلام حتى خربوا أرضهم وسماءهم ، ثم باعوهم عمدا ماء معلبا غير تركيبتهم و هدر كرامتهم.
نصيحتي لأبنائي، لا تهدروا منابع الحقيقة حتى وإن قضيت نحبي في السجون ، كونوا واحدا صلبا لا يقهر.»
***
_ ألو ،ألو ، هل تسمعون ؟
_ حتى الهواء امتلكوه!
ٱقف الآن وحيدة محتارة ، لا أعرف كيف لي أن أنشر حقيقة معلبة، لا تحمل تاريخ صلوحية. و المزن قد نفر أرضا تبتاع كل شيء معلبا ولا تكترث لأي فتيل. حتى ماء الحياء أصبحنا نستورده معلبا بينما وادينا يجري أحمر قاني،
انهالت معاول متحدة من الجن والإنس تنهش الأرض نهشا تكسر طوق الجفاف ، لتعيد مجرى المياه الوحيد بعمق أرض محتلة و هواء محجوز بالنار مكبّل بخيوط العناكب .
***
_ قضينا على الجميع و استتبّ أمننا أخيرا .
***
طوفان معلّب يغمر زنزانتي ، أرتفع نحو السفينة أرجو النجاة، لم تسعني، أحاول مرات ومرات ، يخزني نتوء ،أكتشف أنه دلو تتجمّع به قطرات تئن...
سيدة بن جازية تونس