عبدالعزيز أمزيان - ضجيج يخبو في ذاكرة المحو...

أَيُّ صَدًى يَرُجُّ سَحْنَةَ الْوُجُودِ
أَشْوَاكًا فِي الْعُمْرِ؟
ضَجِيجٌ يَخْبُو فِي ذَاكِرَةِ الْمَحْوِ
كَظِلٍّ يَرْسُو فِي مُهَجِي
تَتَقَاذَفُهُ أَمْوَاجُ الْأَصْبَاحِ
إِذْ تَتَوَارَى الْأَمَاسِي
فِي جُسُورِ النَّهْرِ
أَرْنُو إِلَى جَمَاجِمَ، وَإِلَى غُيُومِ الشَّجَرِ
لَعَلِّي أَتَلاَشَى فِي الْمَعْبَرِ
أَوْ أَمْخُرُ صَلِيلَ دُمْيَتِي فِي قَبْضَةِ الْقَلْبِ
إِذْ تَكْبُرُ فِي مَسَامِي
مِثْلَ زُغْرُودَةِ الْفَجْرِ
تَمُورُ الْوُجُوهُ –عَمِيقًا– فِي انْحِدَارِ الْبَحْرِ
تَرْسُمُهَا نَوَارِسُ الْأَزَلِ
فِي البَياضِ، وَالرَّحِيقِ، وَالرَّذَاذِ
والْعُمْرِ الْخَالِدِ فِي رِيشِ الْبِئْرِ
أَيَكُونُ الْقِطَافُ مِنْ نَبْضِ الرُّوحِ؟
وَيَكُونُ مِنْ خَفْقِ التِّيهِ فِي الرَّمَادِ؟
لِمَ كُلُّ هَذِهِ الْأَطْيَافِ تُطْلِقُنِي فِي السَّدِيمِ،
نَوْحًا؟
وَتَمْحَقُ شُرُودِي فِي انْكِسَارِ مُدَوٍّ
كَالرَّصَاصِ؟
هَلْ أَكُونُ الصَّدَى لِأَسْمَائِي وَأَحْبَابَ الدَّمِ
هُنَا فِي الْبَعِيدِ؟
كَمَا، هُنَاكَ فِي الْقُرْبِ، شِلْواً مَقْطُوعَ الْمَاءِ؟
لَيْتَ شِعْرِي كَمْ تَتَجَدَّدُ مَرَايَايَ فِي غُصْنٍ،
بَاتَ لِي يَدًا وَنَفْسًا فِي مَشَاتِلِ الْغَدِ الْآتِي!
زَهْرًا فِي مَدَاهُ الْمُوحِشِ
رَوْنَقٌ لَمْ تَكْمَلْ لَوْحَتُهُ
كَشَوْكِ الْوَرْدِ الْحَانِي
تَزُورُنِي الْأَطْيَافُ فَأَقْبَعُ فِي مَنْفَايَ الْقَرِيبِ
شَرِيدًا.. أرَاقِبُ انْهِيَارَ الْجُسُورِ
سَحْقَ الْمَوَانِئِ فِي إِسْمَنْتِ الذِّكْرَى
كَرَحًى..
آهٍ! لَيْتَ الشَّمْسَ تُسْعِفُنِي
أَمْضِي إِلَى أَحْبَابِي، الَّذِينَ سَارُوا إِلَيَّ،
في الْبِعَادِ، فِي أَقَاصِي الرَّبَوَاتِ
أَضُمُّ رَوَائِحَهُمْ إِلَى رَفيفِ الرِّيحِ
لَعَلَّهُمْ، يَحْيَوْنَ فِي دَمْعِ الْمَآقِي
يَأْتُونَنِي بِمَسِيرِ الظِّلَالِ، وَبِحُبِّي الْغَامِرِ
إِلَى كُلِّ الْقِطَاراتِ الْعَابِرَةِ فِي الذِّكْرَى
وَفِي الْحُلْمِ،
وفِي سَفْحِ الْأَمَلِ الْآتِي
هُمُ الْآنَ،
يَمُدُّونَ لِي نَظْرَتَهُمُ الْحَزِينَةَ،
صَقِيعَ الْعَدَمِ فِي الْمَطَايَا الْعَالِيَةِ
فِي الْقَلْبِ،
يُعَانِقُونَ الْأَطْيَافَ الْمُتَمَازِجَةَ فِي الرّميمِ
بِكُلِّ شَغَفٍ..
لَهُمْ كُلُّ سَمَاءٍ، سَحَبْنَاهَا مَعًا، إِلَى جَوَارِنَا
وَلَهُمْ أَنْ يَجِيئُوا مَتَى اشْتَدَّ الْحَنِينُ
وَمَتَى طَلَعَتْ زَفْرَةٌ مِنْ حَنَاجِرِنَا
إِلَى صَدَى وُجُودِنَا
هُنَاكَ فِي الْأَزَلِ...
° ° ° °
عبدالعزيز أمزيان


- من ديوان، قريب الاصدار..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...