سهام ذهنى - عيب عليك...

لم يلحظ أحد فى قاعة الندوات خلال الوقوف حدادا على أرواح الشهداء أن هناك رجل فى أحد الصفوف لم يقف .
إنما سمع الكثيرون صوت الجالس خلفه وهو ينهره ويأمره بالوقوف ، وعندما لم يمتثل للأمر ، وفى الوقت ذاته لم يرد عليه صاح فيه الرجل : (إيه هو انت "مكسح" ، باقول لك "قوم أقف" عيب) . تطوع بعض المجاورين فى المكان بالإشارة لصاحب الصوت المرتفع بأن احترام الحداد يستدعى منه هو أيضا أن يصمت .
بدأت الخطب الحماسية وقام أكثر من ضيف بالكلام حول الانتماء وضرورة التضحية فى سبيل الوطن . تخللت الخطب هتافات رنانة ، ثم قام بإلقاء الخطبة الأخيرة الرجل نفسه الذى نهر الآخر بسبب عدم الوقوف خلال دقيقة الحداد .
إنتهت الندوة كغيرها من الندوات بتحرك من كانوا جالسين ، وتناثر من كانوا مجتمعين .
بعد خروج الرجل صاحب الخطبة الأخيرة من القاعة عاد من جديد لاسترداد أوراق كان قد نسيها فوق المنصة ، فإذا به يلحظ وجود الآخر الذى نهره بسبب عدم الوقوف خلال دقيقة الحداد ، رآه يستند بكلتا يديه على صفى الكراسى التى كان جالسا على أحدها خلال دقيقة الحداد . وعند وصوله إلى نهاية الصف مد الرجل يده باتجاه الجدار وأمسك بشئ كان مسنودا على الجزء الجانبى من القاعة ، قام بتحريك ذلك الشئ فاتضح أنه مشاية ، قام بفتحها ثم استند عليها وسار فى طريقه بأسلوب اتضح عبره أنه يستخدم ساقا صناعية .
الحارس على الباب رفع يده لهذا الرجل بالتحية ، إتجه صاحب الخطبة الأخيرة إلى الحارس وسأله عن حقيقة شخصيته ، فأجابه الحارس بأنه أحد أبطال حرب 6 أكتوبر وأنه كان قد فقد إحدى ساقيه خلال المعارك.....دفاعا عن الوطن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...