الملابسُ الجَّديدة
لا تقللُ عمرَ الأجسادِ الشائخة
والأجسادُ الشابّة
لن تثلمَ نضارتَها الملابسُ القديمة
أمّا النفوسُ
فكلٌ يسيرُ حسبَ طبائعهِ الأربعة
قد تلبسُ ثوبَ الزئير لتفتكَ بالريام
وتلتفعُ قميصَ النباحِ للحصول على العظام
وربّما تنافسُ الخنازيرَ على حضائرها
وتربي أنيابًا كما الضباعِ بوجوهِ دميمةٍ
فلا عاصمَ مَن الجوع سوى الافتراس
أما الأرواحُ
فمستقرُها العينانُ ومدياتُها السَّماء
فهي عميقةٌ كنجمتيْن بالظلام
قد يتفتّتُ الحَجرُ بقطرةِ ماء
ويفيضُ الينبوعُ من وحشةِ الجبل
لكنَ...
الحياةَ فسحةٌ سريعةٌ
ما بينَ فناءٍ وفناء
والسعادةَ خليطٌ منَ الأسباب
تحضرّهُ كيمياءُ الجسدِ والحَواس
قد تكونُ أثرًا لنفخة ريحٍ بفمِ قصبة
أو ضواعَ زهرةٍ بالغاب وترنّم طائرٍ في القفر
قد تكون أنسا لضحكةٍ رضيع وخريرِ نهر
حسوةَ شرابٍ وتبرَ شفاه
لجينَ قمرٍ وحليبَ نجوم
وقعَ مطرٍ وألوانَ قوسِ قزح
قد تكونُ حلمًا يُسدلُ على جسدِ يقظةٍ
شفاءَ عليلٍ في لحظة موات
وحركةَ ظلٍّ في طريقٍ منعزلٍ
السعادةُ هي الصدى
لحروفٍ خبيئةٍ بالكلمات
ونبيذٍ نائمٍ بالخوابي
ولو سألتِ عن دلال الجمال
قد يكون موتًا في شتاءٍ قارسٍ
فالمهاة أسيرةُ عيونِها الواسعة
تسحرُ الألبابَ
وتُثيرُ غريزةَ الوحوش
الحدسُ
خيطٌ رفيعٌ بينَ النبوءةِ والخَيال
والسحرُ كفٌّ تجيدُ الخفّة والاحتيال
والصليلُ قد يُدمي سيقانَ الغواني
والحنّاءُ تخضّبُ أكفَّ العروس
الأحلامُ كنزُ الخافيةَ البعيد
توقظ الماضي
وقد تجلبُ شيئًا مما تخبئهُ الأيّام
الأنفسُ من طينِ الأرض
والأرواحُ نظائرُ الشُّهبِ
تطير بلا أجنحة
الأجسادُ طيورٌ فانية
يحفظُ الماءُ ذكراها
ويردّدُ الهواءُ صوتَها
وتنسخُ على الطين أيامَها
وكأنّها كتابٌ يضيفُ ورقةً
بينَ دفَّتيهِ كلَّ يوم
الموتُ بدايتُه والحَياةُ نهايتُه
ويستمرُّ الزار بالتقلبِ
وكأنَّ الدنيا لعبةُ نرد
أدمنَها الأحياءُ
مُبكيةٌ أحيانًا ومفرحةٌ أحيانا
والشفاءُ منها بعيدُ
المَنال
كفراقٍ في منتصف الرحلةِ
بين كائنين
بغداد- الجمعة
22/11/2024
لا تقللُ عمرَ الأجسادِ الشائخة
والأجسادُ الشابّة
لن تثلمَ نضارتَها الملابسُ القديمة
أمّا النفوسُ
فكلٌ يسيرُ حسبَ طبائعهِ الأربعة
قد تلبسُ ثوبَ الزئير لتفتكَ بالريام
وتلتفعُ قميصَ النباحِ للحصول على العظام
وربّما تنافسُ الخنازيرَ على حضائرها
وتربي أنيابًا كما الضباعِ بوجوهِ دميمةٍ
فلا عاصمَ مَن الجوع سوى الافتراس
أما الأرواحُ
فمستقرُها العينانُ ومدياتُها السَّماء
فهي عميقةٌ كنجمتيْن بالظلام
قد يتفتّتُ الحَجرُ بقطرةِ ماء
ويفيضُ الينبوعُ من وحشةِ الجبل
لكنَ...
الحياةَ فسحةٌ سريعةٌ
ما بينَ فناءٍ وفناء
والسعادةَ خليطٌ منَ الأسباب
تحضرّهُ كيمياءُ الجسدِ والحَواس
قد تكونُ أثرًا لنفخة ريحٍ بفمِ قصبة
أو ضواعَ زهرةٍ بالغاب وترنّم طائرٍ في القفر
قد تكون أنسا لضحكةٍ رضيع وخريرِ نهر
حسوةَ شرابٍ وتبرَ شفاه
لجينَ قمرٍ وحليبَ نجوم
وقعَ مطرٍ وألوانَ قوسِ قزح
قد تكونُ حلمًا يُسدلُ على جسدِ يقظةٍ
شفاءَ عليلٍ في لحظة موات
وحركةَ ظلٍّ في طريقٍ منعزلٍ
السعادةُ هي الصدى
لحروفٍ خبيئةٍ بالكلمات
ونبيذٍ نائمٍ بالخوابي
ولو سألتِ عن دلال الجمال
قد يكون موتًا في شتاءٍ قارسٍ
فالمهاة أسيرةُ عيونِها الواسعة
تسحرُ الألبابَ
وتُثيرُ غريزةَ الوحوش
الحدسُ
خيطٌ رفيعٌ بينَ النبوءةِ والخَيال
والسحرُ كفٌّ تجيدُ الخفّة والاحتيال
والصليلُ قد يُدمي سيقانَ الغواني
والحنّاءُ تخضّبُ أكفَّ العروس
الأحلامُ كنزُ الخافيةَ البعيد
توقظ الماضي
وقد تجلبُ شيئًا مما تخبئهُ الأيّام
الأنفسُ من طينِ الأرض
والأرواحُ نظائرُ الشُّهبِ
تطير بلا أجنحة
الأجسادُ طيورٌ فانية
يحفظُ الماءُ ذكراها
ويردّدُ الهواءُ صوتَها
وتنسخُ على الطين أيامَها
وكأنّها كتابٌ يضيفُ ورقةً
بينَ دفَّتيهِ كلَّ يوم
الموتُ بدايتُه والحَياةُ نهايتُه
ويستمرُّ الزار بالتقلبِ
وكأنَّ الدنيا لعبةُ نرد
أدمنَها الأحياءُ
مُبكيةٌ أحيانًا ومفرحةٌ أحيانا
والشفاءُ منها بعيدُ
المَنال
كفراقٍ في منتصف الرحلةِ
بين كائنين
بغداد- الجمعة
22/11/2024