فتحتُ الباب ، وألقيتُ بنفسي داخل سيارة الأجرة.
لم تصدرْ مني غير كلمة واحدة وجهتها للسائق : إلى البحر!.
الجو الخانق، وضجيج السيارات، ووجوه الناس القلقة المتعبة، كل ذلك دعاني لأبحث عن متنفس آخر.
لم أجد أفضل منه ، وهاهو أمامي ، كبير عظيم !.
أيّ راحة تهبط عليَّ عندما أكون قربه ، نسماتٌ عذبة تداعبُ خصلات شعري كأنها تهمس في أذني ، وصوت أمواجه تحملني لعالم رائع !.
بينما أنا هكذا فإذا بقدمي ترتطمُ بحزمةِ أوراقٍ موضوعة داخل ملف أخضر .
تلفتُ حولي لعليّ أجد أحدًا ، لا أحد !. الفضول دعاني لأفتحَ الحُزمة وأبدأ بقراءة الأوراق .
الورقة الأولى :
اليوم قررتُ إخباره بأني راحلة ، نعم اليوم ، لم أعدْ أطيق صبرًا. مضتْ خمس سنوات، لا لم تمضِ ، بل سُرقتْ مني ، الوضع لم يعدْ يحتمل ، لا يتطلب الأمر مني سوى كلمة واحدة وتنتهي عذاباتي ، نعم اليوم سأخبره.
الورقة الثانية :
لم أستطع مصارحته ، الكلمات ماتتْ على لساني قبل رؤيتها النور، بقربه أُمسي كالعبد الأسير في حضرة سيده . الخوف يكبلني !. اليوم قررت ، كلمتين فقط : أنا راحلة ، اليوم وليس غدًا.
الورقة الثالثة :
اليوم وصل متاخرًا. الساعة تجاوزتْ منتصف الليل. الوقت غير مناسب لهكذا حديث . سأخبره غدًا وليس اليوم .
الورقة الرابعة :
عندما أقدم له الشاي ، سأخبره كل شيء ، سأقول له : لم أعدْ أطيقكَ ، لم أشعر بالسعادة يومًا معكَ ، أنتَ رجل أناني ، لا تحسن الاهتمام بغير نفسك ، لا تعرف معنى الحب ، إنسان متحجر القلب والمشاعر !.
أين هو؟ لا أجده في البيت. لا بأس ، سأخبره غدًا وليس اليوم .
الورقة الخامسة :
أشعر بالمرض ، لا قدرة ليّ على فعل أيُّ شيء ، لن أكلمه اليوم ، بل غدًا.
الورقة السادسة والستون :
لدينا ضيوف اليوم ، الوقت غير مناسب للحديث ، ليس اليوم ، غدًا ساكلمه.
الورقة التاسعة بعد المئة :
ذهب اليوم في رحلة صيد مع أصدقائه ، حسنًا ، ساكلمه غدًا ربما وليس اليوم.
مضتْ ساعة ونصف وأنا أقرأ في الأوراق.
بحثتُ عن الورقة الأخيرة .. فلم أجدها !.
لم تصدرْ مني غير كلمة واحدة وجهتها للسائق : إلى البحر!.
الجو الخانق، وضجيج السيارات، ووجوه الناس القلقة المتعبة، كل ذلك دعاني لأبحث عن متنفس آخر.
لم أجد أفضل منه ، وهاهو أمامي ، كبير عظيم !.
أيّ راحة تهبط عليَّ عندما أكون قربه ، نسماتٌ عذبة تداعبُ خصلات شعري كأنها تهمس في أذني ، وصوت أمواجه تحملني لعالم رائع !.
بينما أنا هكذا فإذا بقدمي ترتطمُ بحزمةِ أوراقٍ موضوعة داخل ملف أخضر .
تلفتُ حولي لعليّ أجد أحدًا ، لا أحد !. الفضول دعاني لأفتحَ الحُزمة وأبدأ بقراءة الأوراق .
الورقة الأولى :
اليوم قررتُ إخباره بأني راحلة ، نعم اليوم ، لم أعدْ أطيق صبرًا. مضتْ خمس سنوات، لا لم تمضِ ، بل سُرقتْ مني ، الوضع لم يعدْ يحتمل ، لا يتطلب الأمر مني سوى كلمة واحدة وتنتهي عذاباتي ، نعم اليوم سأخبره.
الورقة الثانية :
لم أستطع مصارحته ، الكلمات ماتتْ على لساني قبل رؤيتها النور، بقربه أُمسي كالعبد الأسير في حضرة سيده . الخوف يكبلني !. اليوم قررت ، كلمتين فقط : أنا راحلة ، اليوم وليس غدًا.
الورقة الثالثة :
اليوم وصل متاخرًا. الساعة تجاوزتْ منتصف الليل. الوقت غير مناسب لهكذا حديث . سأخبره غدًا وليس اليوم .
الورقة الرابعة :
عندما أقدم له الشاي ، سأخبره كل شيء ، سأقول له : لم أعدْ أطيقكَ ، لم أشعر بالسعادة يومًا معكَ ، أنتَ رجل أناني ، لا تحسن الاهتمام بغير نفسك ، لا تعرف معنى الحب ، إنسان متحجر القلب والمشاعر !.
أين هو؟ لا أجده في البيت. لا بأس ، سأخبره غدًا وليس اليوم .
الورقة الخامسة :
أشعر بالمرض ، لا قدرة ليّ على فعل أيُّ شيء ، لن أكلمه اليوم ، بل غدًا.
الورقة السادسة والستون :
لدينا ضيوف اليوم ، الوقت غير مناسب للحديث ، ليس اليوم ، غدًا ساكلمه.
الورقة التاسعة بعد المئة :
ذهب اليوم في رحلة صيد مع أصدقائه ، حسنًا ، ساكلمه غدًا ربما وليس اليوم.
مضتْ ساعة ونصف وأنا أقرأ في الأوراق.
بحثتُ عن الورقة الأخيرة .. فلم أجدها !.