أمل محمد منشاوي - سفر بلا زاد...

حزّمت كل حقائبي
وعزمت يا أمي السفر
لا وجهة لي أرتجيها
لا قبلة... لا مستقر !
وطويت كل حكايتي في دفتر
وكتبت في عنوانه
أمل جريح ينتحر
لا موطنا أبدا يجنبني الهوان
لا بيت يرثيني ولا حتى حجر
لا صحبة تبكي غيابي بحرقة
لا من صديق أو حبيب ينتظر
كل الأماكن تستوي في أعيني
ما دام يسرقنا الزمان ويستبيح من العمر
سفري طويل وما عددت لأجله
زادا يبلغني الطريق ولم أع ذاك الخطر
لم أحتمل ثوبا ثقيلا قد يقيني البرد
في ليلة فيها الشتاء قد استعر
لم يحمني من قيظ أيامي الشقية
إلا قليل من وريقات الشجر
سترت عيوبي وكفكفت عني حماقات البشر
ربطت على قلبي الضعيف بقوة
حتى ظننت بأن قلبي قد استحال إلى صخر
وقطعت أحبال التمني ولم يكن
عشم لدي ولا حنين لمن غدر
عتبي على خل تخلى عندما
عصفت بنا يوما الاعيب القدر
زجّت بنا في لجة من سوء ظن لم يغيره الحذر
ورأيتني رغم التطرف في الأسى
ما انثني في القلب ود ولا انكسر
محظوظة أنا رغم كل نواقصي
محفوفة بدعاء أمي المنهمر
في جوف ليل طاف في أركانه
شوق المحب لسجدة وقت السحر
يا أم، عودي لم يعد لي صلابة
مثل التي كانت بصبرك تصطبر
دبت بأوصالي الضعيفة رقة
خارت لها كل الأماني والعبر
ورتقت ثوب الطهر بدعاء خفى
عن كل سمع... إلا سميع مقتدر
ونزعت من جوف الحياة لُحيظة
إيماني فيها لي رصيد مدخر
عجبي على من ضيعته نوازعه
مس الفؤاد بنارها بعض الشرر
فارفق بنفسك واحترس من زيفها
فالنفس إن ضلت طريقا
لا تبق خير ولن تذر
#أمل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...