هشام حربي - عشرة توقيعات على خارطة (في مديح النسيان)

( في مديح النسيان )
.
وتلك إشارة للبدء ، بعد المحو والإثبات كيف قطعت أشجاراً لتعرف ملمس الأبوابِ ، عند كتابة التاريخ تقسيمٌ لخارطةٍ، وتعريفٌ علي عجلٍ ونسيانٌ و فى التعريف تاريخٌ سيُسقط عامدا رملاً على الأبواب ، والأبواب لا تنسى حنيناً مسها يوما وعطّرها بما بالقلب ( هذا ا لعطر مفتاح ٌ لباب الدار ، خارطةٌ وموسيقى وضحكةُ طفلة ٍتحبو وترتيلٌ )،
فكيف يُقيّد النسيان أشباحاً مجنحةً تدور الآن فوق الخوف والزيتون ،
أنت الآن فوق الموت بين المتن والتفسير محصورٌ بتعريفات من عادوا وماذاقوا من النسيان أعذبه ،
وفى النسيان لا وصلٌ ولا هدفٌ ولا معنى ،
يغيب الموت أحياناً لتطلبه وأنت تغيب أحيانا ليطلبه أخصُّ ذويك ، هذا الباب مفتوحٌ ليهرب منه عصفورٌ فلايبقى على شباكك المكسور موسيقى ،
وفى النسيان فرّ الحرف مهموساً ، وبالنسيان صرتَ تخاطب المجموع ،
أنت تبدل الأسماء حين تمرّ بالصور التى صارت بلا إسمٍ ولا لغةٍ ولا صوتٍ ،
يعودُ الناى قنديلاً ، - وها أنا ذا أحيل لمنطق الصور -
ومن يافا تصيرُ القدس أطفالاً على الأوليمب لا لغةٌ ولا سمتٌ ،
وفى النسيان تصحيحٌ لما كتبوا ومن كتبوا ، وخارطة تغيرها ، تنادى باسم فنجانٍ تفضله فتأتى صِبْية ُ الأوليمب بعد الوقت تشربه ، وأنت تمر بين المتن والتفسير لا يعنيك مَن نقروا بهذا المتن مِن سلفٍ ومِن خلفٍ ، وفى النسيان محو الغابة الأولى ومحو وعود من وعدوا ، وإثباتٌ لمن صعدوا ، وتهجيةُ الحروف البكر واستنباط ُأوديةٍ وألويةٍ ،
مع النسيان سوف افسر الرؤيا بأطوارٍ من الأوتار مُحتَملةْ ،
بلا سقفٍ ولا قيثارة وجِلةْ ،
وسوف يمر عصفورٌ يذكرنى بتاريخٍ،
فأزعم لستُ أذكره وماضٍ لستُ أنكره مع النسيان.
..................
هشام حربى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...