محمود سلطان - أنا والزباء ونزار

أيا زبَّاءُ..
تسْألُني نِسَاءُ دِمَشقْ
تُسَائلُني..
وتَسْألُني..
عَنِ الأشعارْ
وعنْ مِشكَاةِ شِعرِ نِزَارْ
وعنْ قارُورةِ الأحبَارْ
جَريدتِهِ..
وَمِعطَفِهِ ..
سَجَائِرِهِ..
وقَهْوَتِهِ .. وَكَمْ يَحتَاجُ مِنْ سُكَّرْ

فكم نَامتْ ضفائرهنْ
على أكْتَافِ دَفتَرِهِ
يُمَشِطُهَا..
ويَعقِدُ مِنْ قَصَائِدهِ.. "فِيُنكاتٍ"
تُناسبُ لونَهَا الأسمرْ
ويُطعمهنَّ تُفاحًا وبَرقُوقًا
مَنَ الكَلِمَاتِ ..
واليَاقُوتِ والعنبرْ
ويَرسمُ مِنْ "شَفَايفهنْ"
عناقيدًا تُقبّلُ أَحرُفَ الدّفتْر

أيَا زبَّاءُ..
مَا أقوىَ دِمشقيَّ الهَوَىْ
ذاكَ الفتى الأشقرْ
فَقدْ نَامتْ عيُونُ دِمشقَ دَامِعةً
بلا خُبزٍ وَلا زَعترْ
وَسَيّدُهَا لدَى الأبوَابِ يَدفعُهَا
إلىِ جِنكِيزِهَا الأخطرْ
ومِنْ كِسرى.. إلى قَيصَرْ
ومَا بَاعَ الفَتَى..
شَرَفَ الدّمِشقِيّاتِ بِالدّولارِ والآبارْ
وَلا بِلْقيسَ.. قِصةَ حُبهِ الأشهرْ
ويَكرهُهُ مِنَ الأعرابِ مَنْ جَاءَتْ..
بهِ الثكَنَاتُ سَيَّافًا.. ولا أكثرْ
يُعَلِقُهُ على أعوَادِ دَفترِهِ
وَيَجلِدُهُ..
وَمِنْ سُلطَانِهِ يَسخرْ.

محمود سلطان. من قصيدة أنا والزباء ونزار

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...