مبارك وساط (شاعر غبار الأرض ووهجِ الأفق) - قُبَـيْل الغروب...

قُبيلَ الغُرُوب، نَفَضَت الحُقُولُ
عَن ظُهورِها قُطعان المَواشي، فلم تَذَرْ
لها من أثر
هكذا، لم يَبْقَ في جنباتها الذّهبيّةِ الأعشاب
سوى بعضِ الثُّغاء الخفيف
الرُّعاةُ عادوا حَزَانَى
وأرادوا الاخْتِفاءَ عن الأنظَار، فدَلَفُوا إلى الزَّرائب
وَحْدَهُ الرَّاعي الأحمق بَقِيَ واقفاً وسط القرية
مُتهلِّلاً، يَعزف للرّيح
مُتَرَجِّياً
أن تجلبَ بناتِها شبيهاتِ الدِّبَبة
حتَّى يرتعبَ منهنَّ الأطفال المتحلِّقون من حوله
فيضحكَ
من قفزاتِهمْ وصياحِهمْ
ومِنْ رَفْعِهِمْ لعقائرهم بنداءِ
أمّهاتِهم


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مبارك وساط

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...