يحلو لبعض الكتاب والمثقفين إثارة الجدل، من وقت لآخر، بإعلان موت هذا النوع الأدبي أو ذاك، وهو ما فعله مؤخراً الكاتب البريطاني ويل سيلف حيث ذكر في حوار له مع جريدة الجارديان أن الرواية محكوم عليها بأن تصبح نوعاً ثقافياً هامشياً، مثلها مثل الرسم باستخدام حامل اللوحات والسيمفونيات الكلاسيكية.
لم يقدم سيلف رأيه هذا كنبوءة خاصة بمستقبل قريب أو بعيد، إنما أكد أنه أمر حاصل بالفعل. فالرواية -وفقاً لرأيه- في حالة سقوط حر.
يري الكاتب البريطاني أنه شهد حدوث تداعي مكانة الرواية خلال مشواره الأدبي، أي منذ التسعينيات (حيث بدأ النشر) حتي الآن. »علي الأرجح، من المستحيل التفكير في رواية كانت حديث الناس في إنجلترا أو بريطانيا منذ Trainspotting.”
هذا الرأي جلب علي صاحبه عاصفة من الهجوم والانتقادات علي مواقع السوشيال ميديا والمدونات وغيرها. بعض المنتقدين قللوا من كتابة صاحب »المنطقة الرمادية»، ووصفوها بغير القابلة للقراءة، في حين اتهمه آخرون بعدم متابعة ما يُنشر من روايات، فالكتابة المعاصرة جيدة من وجهة نظرهم.
أما الكاتبة روكسان جاي فقد نقلت النقاش إلي دائرة أبعد حين علقت بأن الرجال البيض يحبون إعلان نهاية الأشياء حين يتوقفون عن النجاح فيها. وختمت كلامها برد واضح يعارض رأي سيلف: »الرواية بخير». وتساءلت الكاتبة سارة بيري: »من يهتم إن كانت الرواية محكوما عليها بالموت أم لا علي أية حال؟ فن الحكي قديم قِدم الزمن والرواية تراجع دروسها استعداداً لامتحان الثانوية العامة.»
من جانبها تطوعت ألكس كلارك، التي أجرت الحوار مع سيلف، للدفاع عنه وشرح رأيه، مؤكدة علي دهشتها من ردود الأفعال الغاضبة، ومن تحوير البعض لكلمات سيلف الذي -وفقاً لها- لم يقلل من جودة الروايات المعاصرة بقدر ما أشار إلي ضعف التلقي والمقروئية والقوة الثقافية. واعتبرت كلارك أن رأي سيلف ليس إشكالياً ولا مثيراً للجدل في ضوء التقرير الذي أصدره مجلس الفنون في إنجلترا في ديسمبر الماضي بخصوص أزمة الكتابة الإبداعية (قصة ورواية).
وأقرت كلارك بتفهمها لاختلاف الآراء حول قضية كتلك، لكن ما صدمها ما ردده البعض من أن سيلف يقول هذا فقط لأن لا أحد يقرأ أعماله!
عن نفسي ما لفت نظري علي وجه الخصوص في حوار صاحب “كيف يعيش الموتي” كان إقراره بأنه لا يتابع الأدب المعاصر جيداً، وفي رأيي من الصعب علي أي شخص إطلاق رأي حول موت الرواية من عدمه إذا لم يكن متابعاً جيداً لأدب عصره. إحساس آخر تسرب إليّ من بين سطور أجوبته مفاده أن الرواية عنده هي تلك المكتوبة بالإنجليزية أو في الغرب علي الأقل، وهذا يجعل آراءه غير شاملة بما يكفي.
فالرواية تشهد إقبالاً هائلاً علي كتابتها وقراءتها داخل ثقافات وبلدان جديدة كل يوم، وحتي في إنجلترا وبريطانيا هناك ولع بين الناشرين بهذا النوع الأدبي تحديداً لدرجة شكا معها أكثر من كاتب من رغبة الناشرين في وضع تصنيف رواية علي كتب قد لا تنتمي بالضرورة إلي هذا النوع الأدبي.
3/31/2018
* منقول لكل فائدة عن جريدة اخبار الادب
لم يقدم سيلف رأيه هذا كنبوءة خاصة بمستقبل قريب أو بعيد، إنما أكد أنه أمر حاصل بالفعل. فالرواية -وفقاً لرأيه- في حالة سقوط حر.
يري الكاتب البريطاني أنه شهد حدوث تداعي مكانة الرواية خلال مشواره الأدبي، أي منذ التسعينيات (حيث بدأ النشر) حتي الآن. »علي الأرجح، من المستحيل التفكير في رواية كانت حديث الناس في إنجلترا أو بريطانيا منذ Trainspotting.”
هذا الرأي جلب علي صاحبه عاصفة من الهجوم والانتقادات علي مواقع السوشيال ميديا والمدونات وغيرها. بعض المنتقدين قللوا من كتابة صاحب »المنطقة الرمادية»، ووصفوها بغير القابلة للقراءة، في حين اتهمه آخرون بعدم متابعة ما يُنشر من روايات، فالكتابة المعاصرة جيدة من وجهة نظرهم.
أما الكاتبة روكسان جاي فقد نقلت النقاش إلي دائرة أبعد حين علقت بأن الرجال البيض يحبون إعلان نهاية الأشياء حين يتوقفون عن النجاح فيها. وختمت كلامها برد واضح يعارض رأي سيلف: »الرواية بخير». وتساءلت الكاتبة سارة بيري: »من يهتم إن كانت الرواية محكوما عليها بالموت أم لا علي أية حال؟ فن الحكي قديم قِدم الزمن والرواية تراجع دروسها استعداداً لامتحان الثانوية العامة.»
من جانبها تطوعت ألكس كلارك، التي أجرت الحوار مع سيلف، للدفاع عنه وشرح رأيه، مؤكدة علي دهشتها من ردود الأفعال الغاضبة، ومن تحوير البعض لكلمات سيلف الذي -وفقاً لها- لم يقلل من جودة الروايات المعاصرة بقدر ما أشار إلي ضعف التلقي والمقروئية والقوة الثقافية. واعتبرت كلارك أن رأي سيلف ليس إشكالياً ولا مثيراً للجدل في ضوء التقرير الذي أصدره مجلس الفنون في إنجلترا في ديسمبر الماضي بخصوص أزمة الكتابة الإبداعية (قصة ورواية).
وأقرت كلارك بتفهمها لاختلاف الآراء حول قضية كتلك، لكن ما صدمها ما ردده البعض من أن سيلف يقول هذا فقط لأن لا أحد يقرأ أعماله!
عن نفسي ما لفت نظري علي وجه الخصوص في حوار صاحب “كيف يعيش الموتي” كان إقراره بأنه لا يتابع الأدب المعاصر جيداً، وفي رأيي من الصعب علي أي شخص إطلاق رأي حول موت الرواية من عدمه إذا لم يكن متابعاً جيداً لأدب عصره. إحساس آخر تسرب إليّ من بين سطور أجوبته مفاده أن الرواية عنده هي تلك المكتوبة بالإنجليزية أو في الغرب علي الأقل، وهذا يجعل آراءه غير شاملة بما يكفي.
فالرواية تشهد إقبالاً هائلاً علي كتابتها وقراءتها داخل ثقافات وبلدان جديدة كل يوم، وحتي في إنجلترا وبريطانيا هناك ولع بين الناشرين بهذا النوع الأدبي تحديداً لدرجة شكا معها أكثر من كاتب من رغبة الناشرين في وضع تصنيف رواية علي كتب قد لا تنتمي بالضرورة إلي هذا النوع الأدبي.
3/31/2018
* منقول لكل فائدة عن جريدة اخبار الادب