لا يشبه هذا النص كثيرا باقي قصص محمد فري القصيرة، رغم حضور الأسلوب الساخر، و اللغة السهلة الممتنعة، و الحكي الخطي الممتع، و النظرة الطفولية الماكرة التي تتصيد مفارقات المشهد دون قصد أو ادعاء، حين بدأت القراءة أول مرة، قلت لنفسي : لقد تغلبت هواجس الكاتب على هموم السارد، فالنفس الحجاجي للنص، يثقل أجنحة الحكاية، لكني انتبهت متأخرا ربما، إلى أن القصد من الكتابة كان الإلقاء، و أن النص السردي هنا، أشبه بنص مسرحي مكتوب، لا يكتمل إلا على خشبة المسرح.
لذلك، قد لا نقرأ النص بشكل منصف، إن لم ننتبه إلى كونه لا يتوجه لقارئ واحد، و إنما إلى جمع من " القراء"، قد تختلف تجاربهم و مستوياتهم في التلقي الأدبي، لكنهم يتشاركون على الأقل قضايا ثقافية واحدة، هذا ما يفسر في نظري اعتماد الكاتب على اللغة التحليلية أكثر من اعتماده على الحكاية.
لست أدعي بأن النص كان ناجحا في رهانه، و لا أظن الكاتب/ السارد يدعي ذلك أيضا، لكن بإمكاننا الاعتراف بخصوصية هذه التجربة و ندرتها في الكتابة السردية، و هذا ما يشكل تميز النص في نظري.
لذلك، قد لا نقرأ النص بشكل منصف، إن لم ننتبه إلى كونه لا يتوجه لقارئ واحد، و إنما إلى جمع من " القراء"، قد تختلف تجاربهم و مستوياتهم في التلقي الأدبي، لكنهم يتشاركون على الأقل قضايا ثقافية واحدة، هذا ما يفسر في نظري اعتماد الكاتب على اللغة التحليلية أكثر من اعتماده على الحكاية.
لست أدعي بأن النص كان ناجحا في رهانه، و لا أظن الكاتب/ السارد يدعي ذلك أيضا، لكن بإمكاننا الاعتراف بخصوصية هذه التجربة و ندرتها في الكتابة السردية، و هذا ما يشكل تميز النص في نظري.
الطريف أنني قرأت هذا النص في لقاء سردي معين، وعندما انتهيت، علق قاص معروف مؤكدا أن قراءتي الاعتذارية هذه لن تشفع لي في عدم قراءة نص قصصي، وهو أمر ـ حسب تدخله ـ لايمكنني " التنصل " منه .. فما كان مني إلا أن أقرأ نصا قصصيا خاليا من كل " مواربة " ... علمت حينها أن بعض المتلقين قد يعتبرون النص إخبارا موضوعيا وليس سردا .. بالنسبة لي كتبت نصوصا عدة في هذا السياق " الميتانصي " إن صح التعبير، وأجد نفسي منساقا إليها باستمرار ,,