سامح الشيخ - ود بلد.. قصة قصيرة

دخل الشاب الاربعيني** الوسيم إلى *استقبال أحد بنوك العاصمة* بكامل وقاره وهندامه الأنيق جلس في كراسي الاستقبال وأخذ يتجاذب أطراف الحديث مع أحد* الجالسين* بجواره ،قطع حديثهم العابر هذا صوت* جرس الجهاز الذي ينبه الجالسين بالاستقبال باظهار رقم على الشاشة يطابق الرقم الذي عادة ما تأخذه من الماكينة التي تكون في مدخل معظم الدور التي تتعامل مع جمهور ويكون مطبوعا في ورقة لتنظيم عمل الموظف وعدم احتكاك الجمهور مع بعضه والدخول في جدلية من اتى اولا ومن جاء اخيرا ،ظهور هذا الرقم يعني أن دورك في المعاملة أو الخدمة التي جئت تطلبها قد حان وقتها وعليك الذهاب الى رقم النافذة المكتوب على الشاشة بجانب الرقم الذي تحمله.
مع قيام الرجل احس بيد تتسلل الى جيب بنطاله الخلفي لكن استطاع الامساك بهذه اليد المتسللة الى جيبه كما تسلل لاعبي كرة القدم عندما يقعوا في المصيدة التي يخطط لها المدافعين ليوقعوا بها عن قصد ومع سبق الاصرار والترصد زملائهم من الفريق المنافس ليكسبوا بذلك مخالفة يجرم بها قانون كرة القدم ويعاقب مرتبكها باحتساب ضربة حرة غير مباشرة لصالح الفريق الذي أعد المصيدة.
لكت مع أو بسبب استعجال الشخص الذي أمسك باليد المتسللة التي امتدت لحرماته وماله ونفسه وقدسيتها اكتفى بنفض هذه اليد المتسللة متتبعا بنظراته الثاقبة ليتأكد من هو مصدرها ليعرف بيد من أمسك وكيف يتصرف معه . لم تمر سوى ثواني معدودة ليكتشف أنها يد نفس الشخص المهندم الذي كان يتجاذب معه أطراف الحديث قبل قليل ، لكنه لم يوبخ هذا الشخص أو يطلب له البوليس أو الشرطة وليته فعل لكان كفى نفسه شر وقوعه هو الآخر في مخالفه ساوت بينه وبين جرم اللص النشال الذي حاول سرقة حافظة نقوده أو فاق هذا الجرم حين رمق هذا الأخير بنظرة حادة كنظرة العقاب حين يستعد للانقضاض على فريسته واتبع هذه النظرة قائلا بحسم ، يا اخي لماذا لا تحترم نفسك وشكلك وهندامك وهيئتك التي لا تدل على هيئة وهندام لص فكل من يراك سيظن انك ود بلد .

سامح الشيخ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...