الواحدة بعد منتصف الليل يرن جرس هاتفها كل ليلة، حديث العشق المسائى، كانا قد ضبطا توقيت هاتفيهما معا، فما أن تدق الواحدة حتى تضغط على زر فتح الاتصال، حتى لو لم تصلها رنة الهاتف، موقنة أنه موجود على الخط فعلا، كل مرة تداعب مسامعها كلماته المدغدغة للمشاعر، نفس الصوت كل ليلة، لا ملل إطلاقا، كأنها...
ربما يبدو عنوان المقال صادمًا لكثير من المتدينين، فهم يعتبرون أن الدين لازم بشكل دائم، وأن دوره لا يتغير بتغير الزمان أو المكان؛ بل يرى كثير منهم – أيا كان دينهم – أن العصر الذهبي دائماً جاء في الماضي، في الوقت الذي بُعث فيه الأنبياء والمرسلون، وأن الحاضر والمستقبل لا يمكن إلا أن يكون صورة باهتة...
عرِفتْ حين استرجعتْ شريط نظراته، أنه كان يختزن صورتها في دفاتر شهوته. لم تكن فوق مستوى الرغبة، لكنها كانت صريحة وتكره لصوصية الشبق. ضبطته متلبسا بنظرة، بينما كانت تجلس إلى مكتبها الذي يقع في مرمى ولعه بها. جلست تستجمع طاقة المواجهة، ثم صبّت نظراتها على عينيه مباشرة، ارتبك ولم يصمد في ساحة عينيها...