...في يوم من أيام الصيف، قادت قطيعها متوجهة صوب "تيمقاد"، وقد أضاءت طريقها الأشعة الأخيرة للشمس، وهي تميل نحو الغروب، كان السهل متألقا، هي كذلك، كزهرة جميلة بلون لا متناه في رقته ... و عادت "ياسمينة " تدندن أغنية صحراوية تحبها، كانت قد حفظتها من شقيقها "سليمان" الذي عاد في عطلة منذ عام... رويدا...
في أحد الصباحات,توقفت الأمطار المشجية فجأة وأطلت الشمس في سماء صافية صراح, ذات زرقة بالغة, وقد اغتسلت من أبخرة الشتاء الباهتة.
في الحديقة المنزوية كانت شجرة الأرجوان الكبيرة تمد أذرعها الموسوقة بالأزهار الوردية الصينية.
إلى اليمين يمتد الانعطاف البادخ لروابي مصطفى وينأى في شفافية لامتناهية.
كانت...
لقد ترعرت بالقرب من مقبرة .. حيث الخربة المحيطة بها و من آلاف السنين الفارطة ,, و حيث أيضا طفت روحها الغامضة .. وهنا كبرت و عاشت طفولتها بين الأطلال الرومانية ووسط الركام و الغبار وهي لا تعلم شيئا عن عظمة المكان الكئيب فهي رهينة القضاء و القدر.. ؟إ.. غريبة بحزنها بين كل فتيات قبيلتها كونها...