في منتصف الصفحة، أتوقف عن القراءة. منذ زمن طويل لم أتسلّ باستطلاع الشارع، هواية قديمة. أنظر عبر النافذة، الإنارة خافتة، الليل والهدوء يعمان المكان، سيارة، اثنتان، تمران مرور الأشباح. من وضع هذه الكومة هنا؟ على الرصيف المقابل، قرب أشجار الصنوبر المتصلة بحديقة الجيران أكداس رماها بعضهم، لا شكّ...
السماء مكفهرة ملبّدة بالغيوم, ولكنني مع ذلك مضيت إلى كشك الهاتف وسط المدينة, هذا الطقس لن يشجّع الكثيرين على الازدحام أمامه. أخيرًا جاء صوتها: آآلو...مَن يتكلّم?!
اه, يا للصوت المخيف, مشوّش, لكنه مرتجف يهتزّ في إيقاع مرعب, كأنه صوت حقيقي لشبح قادم من العالم الآخر! ماذا أفعل?
- آآآآآلو...