أنشودة القبور الثلاثة
كانت تنشدُ في الفناء الندي، ساعة الغروب:
أينعت شُجيرات وردية فوق ثلاثة قبور هذا الصيف.
في القبر الأول يرقُدُ رجلٌ
ينامُ عميقاً...
وفي الثاني، ترقُدُ امرأةٌ بملامحَ حزينة.
تمسكُ وردة؛
أما القبر الثالث، فهو لشبحٍ حزين.
هناك يجلسُ ملاكٌ كئيبٌ، منشداً،
لاغفران للخطيئة...
أنا المنفردة بين الشجرات على البحيرة،
أعيش صديقة َ الصنوبرات النفضية العجوز،
و في تفاهم سرّي مع جميع شجرات الروان الشابة.
وحيدة استلقي منتظرةً،
لا أرى أي ّ إنسان يمر بنا.
تلقي الزهور الكبيرة النظرة عليّ من السيقان العالية،
المتنشرات * المرّة تزحف في حضني،
فإنني أعرف اسما واحدا لكل هذا، ألا هو...
أيتها الليلة ذات القلب الشاحب! إنك تستمعين....
لا، ليس صحيحا، أن دمك قويّ بما يكفي.
إذ يصعد ُ في شرايينك،
و يقوم بالهجوم ،
فالعالم ملكك.
أيتها الليلة ذات القلب الشاحب!
إذ ذاك يتقدم دمك في الأعالي، إلى الأمام، للهجوم،
فشرايينك قلعة خالية،
مهجورة هجرا شنيعا ،
حين تنشب المعركة الكبرى عند البوابة...