هكذا، وبحزن يلف السماء بأسرها، انتهت قصة "سلمى كرامة"، وتوارت ملامحها الشجية البريئة، وروحها الرقيقة الصفية، وقلبها النابض بالحب، توارت تحت التراب.
هكذا أنهى القدر مأساة سلمى، بضمها في طي التراب، لكن في الحقيقة هذه البداية، هي بداية حياتها التي تحبها، بعيدًا عن ظلم الحياة، حيث تحتضن الأمومة،...
خرجَ بسرعةٍ خاطفةٍ, وأغلقَ البابَ خلفه بعنفٍ يُجسدُ عصبيته. تَأملَ الحديقة الخارجية لحظة, وسارَ بغضبٍ خارجاً من فناءِ المنزلِ إلى الشارعِ, محاولاً الابتعاد عن صوتِ أبيه الصارخ فيه, وبكاء أخيه الرضيع الخائف من جلبة النقاش الحاد في المنزل. الأفكار متزاحمة في رأسه, والجُملُ التي حفظها من أبيه عن...