استطاع أبو القاسم الآمدي أن يحشد لنا في كتابه الموازنة طائفة كبيرة جداً من أشعار أبي تمام التي سطا فيها على معاني غيره من الشعراء، والتي تركها تختمر في رأسه - كما يعبر الآمدي - أو التي اتكأ فيها على نفسه - كما يقول أبو بكر الصولي - حتى أخرجها آخر الأمر زائدة المعنى، أو معدولاً بها عن معناها...
رأينا أن أبا تمام لم يشتغل طول حياته بغير الشعر تأليفاً وتصنيفاً، ورأينا كيف كان يختار مرة للمشهورين ثم يختار أُخرى لغير المشهورين، فيحكم ذوقه النقاد في الحالين، فلا يقدم إلينا إلا كل درة وكل غرة من درر الشعر العربي وغرره. . . ولم يكن أبو تمام مصنفاً ومؤلفاً فحسب، بل كان حافظاً، بل كان أعجوبة في...
لست أدري علة هذا الموقف الذي يحاول أن يقفه الصديق الفاضل الدكتور زكي مبارك من فتنة وحدة الوجود! لقد حاولت بكل الوسائل أن أجتذبه إلى الميدان الذي لم يكن شك في أنه واجد فيه أخوة كريمة وصراحة تامة، وطريقاً منضورة بالورد. لكنه آثر السلامة آخر الأمر، وليته في إيثاره السلامة كان رحيماً بالناس كما يقول...
لم يكن أحد في عصر المتنبي أكثر إلماماً باللغة العربية من المتنبي، ولم يكن أحد في أيام المعري أكثر إلماماً باللغة العربية وغريب اللغة العربية من المعري، بل لعل الله لم ييسر لأحد ممن أحاط باللغة العربية ووقف على غرائبها ما يسر من ذلك كله لأبي العلاء. . .
وقبل أن نأخذ في هذا الحديث عن ثقافة أبي...
لم يحيي أحد من الشعراء حياة صدق صريح لا مواربة فيه ولا خداع كما حيي أبو العلاء. . . ولم تكن حياة أحد قصيدة من الشعر المكلوم المكتوم الحزين الباكي الناقم كما كانت حياة أبي العلاء. . . ولم يعبس أحد للحياة تلك العبوسة الطويلة المظلمة التي غبرت ثمانين عاماً، كما عبس هذا التنوخي أحمد بن عبد الله ابن...
قرأت كلمة صديقي الدكتور زكي فراعني انه لم يقرأ كتاب (رسائل التعليقات) بعد، أو أنه قرأه كما قرأته أنا. . . على حد تعبير الأستاذ الرصافي،. . . أي تلك القراءة السريعة المتقطعة، التي تبعد بالقارئ عن معاني المؤلف، وتشط به عن أغراضه. . . وآية ذلك ما أراده الدكتور من مساجلتي حول نظرية (وحدة الوجود). ...
الدنيا حر! والكلام في الفلسفة، وفي وحدة الوجود كما يفهمها الأستاذ الفاضل، معروف الرصافي، يزيد رهق هذا الصيف القاهري القائظ، والناس لهذا السبب محتاجون إلى ما يسليهم لا إلى ما يكربهم، ويؤجج الدنيا من حولهم، ويزيدها سموماً إلى سموم. . .
إلا أننا مع ذاك لا نرى بدا من العودة إلى هذه القضية، قضية...
لا فرق مطلقاً بين أن تقرأ توفيق الحكيم وبين أن تقف في متحف للفنون الرفيعة، أو أن تسمع إلى قطعة موسيقية، أو أن تجلس هادئاً ساكناً في مسرح عظيم تشهد مأساة تشجيك أو ملهاة تسليك. . .
تقرأ توفيق الحكيم فتنظر إلى التماثيل الرائعة تتحرك وتتكلم وتنظر وتبتسم وتمتلئ بالحياة وتفيض بالجمال. . . ثم ترى إلى...
لو لم ألق توفيق الحكيم، ولو لم أقرأ كتابه (زهرة العمر) لظلت صورته التي صورتها له في خيالي هي هي لا تتغير. . . وهل يصدق القارئ أنني كنت أتصوره في هيئة سيدي العارف بالله السيد أحمد البدوي، مع أنني لم أر هذا العارف بالله إلا في صور تلاميذه وأتباعه ومريديه!
لا يتوهمن القارئ أنني كنت أخال أن لتوفيق...
ذهبت لأسلم على الأستاذ الزيات بعد عودته إلى القاهرة فوجدت إحدى الأديبات قد سبقتني إلى هذا الفضل... وهذا خبر لا يهم القراء في شيء...
إنما الذي يهم القراء حقاً أنني لم أكد أستقر في مكاني حتى فتح الباب ودخل الأستاذ توفيق الحكيم... فهل كنا على ميعاد؟
وعندما كنت أكتب فصولي في (شهرزاد) وأحلام...
لم أشك مطلقا في أن الدكتور زكي مبارك كان يمزح حينما شكا من التضييق على حرية الفكر في زمننا هذا. وفي أن تباكيه على حرية الفكر في العصر الذهبي للتصوف الإسلامي كان دعابة ظريفة من دعاباته التي لا تنفد. . . وذلك أن الدكتور زكي رجل قوي الذاكرة. ولا يمكن أن يكون قد نسي ما نقله في كتابه العظيم الخالد عن...
ينصب بعض السادة الكتاب من أنفسهم أبطالا للدفاع عن حرية الفكر، ويعد بعضهم أنفسهم شهداء لهذه الحرية المكبوتة في زعمهم، المضيّق عليها تضييقاً يذهب صديقنا الدكتور زكي مبارك إلى أنه لم يسبق أن حدث مثله في الأمم الإسلامية قط
وندع الآن ما ذهب إليه الصديق الكريم من هذه الدعوى، لنلفت أنظار القراء إلى...
ليس الغرض من هذه الكلمة تعبير شعراء الشباب بفقر ثقافتهم، ولكن الغرض منها هو التعاون العام بين من تعنيهم نهضة الشعر العربي، وبين أولئك الشعراء الذين تعتمد عليهم نهضتنا الأدبية كل الاعتماد في الأخذ بيد الشعر، وتجديده، والاتجاه به إلى الوجهات التي ظل الشعر العربي محروماً منها إلى اليوم
ونحن حينما...
لن أثور كما ثار الدكتور مندور يا حضرات القراء، ولن أسمح لأعصابي أن تتمزق على هذه الصورة المضحكة التي تعرض صاحبها لرثاء قراءه وطلبهم المغفرة له، وذلك لأنني دعوت الأدباء في مصر أن يضبطوا عواطفهم - في الصيف - وما كنت أظنهم يهملون صمامها ونحن على أبواب الشتاء
وقد قدح الدكتور مندور فينا بالذي قدح،...
مصادفة عجيبة. . .
مصادفة وقعت عليها وأنا أقرأ الجزء الثالث من كتاب (على هامش السيرة) للدكتور طه حسين. . .
وقبل أن أسوق للقراء خبر هذه المصادفة أقرر أنني كنت أقرأ طه حسين هذه المرة (بنية سيئة!). . . نية سيئة جداً. . . بل هي أسوأ النيات جميعاً، وليؤول صديقي الفاضل (. . .) هذا الكلام على الوجه...